صفعة قوّية تلقاها الاحتلال المغربي مؤخرا، بعد أن واجه سلسلة من الإدانات والانتقادات لسياسته الاستعمارية وذلك ضمن الندوة التي احتضنتها العاصمة اللبنانية بيروت والتي خصصت للقضية الصحراوية ولوجه الشبه بينها وبين القضية الفلسطينية. لقد تحولت هذه الندوة إلى محاكمة علنية للاحتلال المغربي، حيث وقف جلّ المتدخلين عند تطاوله على الشرعية الدولية ورفضه الامتثال لقراراتها التي توصي بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه، وأدانوا انتهاكاته وخروقاته الحقوقية التي حولت الإقليم المحتل إلى سجن كبير. كما أكّدوا وجود شبه كبير بين الاحتلالين المغربي والصهيوني. وفي السياق، أبرز رئيس اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي، محمود الصالح أوجه التشابه بين السياسة القمعية الصهيونية في فلسطين والسياسة القمعية المغربية في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. محمود الصالح وفي مداخلة، أوضح الكثير من أوجه التشابه بين السياسة القمعية الاستعمارية الممارسة من قبل نظام المخزن المغربي وما يرتكبه الكيان الصهيوني العنصري ضد الشعب الفلسطيني، وأبرز الحقائق التاريخية التي تفند مزاعم وأحلام النظام المغربي التوسعية، مؤكدا أنه لا يوجد دليل واحد يثبت وجود روابط سيادة بين الصحراء الغربية والمملكة المغربية، قائلا: "الصحراويون لا يشبهون المغاربة، وكل الوثائق والشواهد التاريخ تفند مزاعم المخزن ونظامه الفاسد". وأكد في الختام على وجود حقيقة قائمة اسمها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي هي عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي، وتعترف بها أكثر من ثمانين دولة في العالم والمغرب يجلس إلى جانبها في منظمة الاتحاد الأفريقي على قدم المساواة. تضامن مع الشعب الفلسطيني من ناحية ثانية، وفي تعبير قوي عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية متواصلة شارك وفد صحراوي في مظاهرة بملبورن جابت شوارع المدينة وشهدت مداخلات عبرت عن إدانتها للصمت الدولي وللتآمر ضد الشعب الفلسطيني وكل الشعوب المستضعفة. وكانت المظاهرة فرصة للناشط الصحراوي ومنسق "ايكيب ميديا" محمد ميارة كي يلقي كلمة أمام آلاف المشاركين أكد خلالها على تضامن الشعب الصحراوي الثابت مع أشقائه في فلسطين. وتطرق ولد ميارة إلى الارتباطات المشتركة بين الشعبين الفلسطيني والصحراوي التي كانت أساسا لتحالف المحتلين، قائلا: "إن المسيرات والأسلحة المتطورة التي تفتك بالأطفال وبالأبرياء في فلسطين هي نفسها التي تستهدف المدنيين الصحراويين في بلادهم، لافتا إلى أن الصمت الدولي عن تلك الجرائم يعزز من توسع الظلم ويخلق عالما مرعبا لا امان ولا استقرار فيه." وأضاف المتحدث انه "مثلما يتحد المعتدون، فعلى المظلومين هم أيضا ان ينسقوا تضامنهم"، كلمات لقيت صدى عميقا بين الجمهور الحاضر.