يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة لليوم ال249، حيث شنّ الطيران الحربي سلسلة غارات عنيفة على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بالتزامن مع نسف مربعات سكنية هناك. يأتي ذلك فيما أعلن قائد فرقة غزة في جيش الاحتلال الأحد تقديم استقالته على خلفية الفشل في حماية مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي. التخبط العسكري الصهيوني ترافق مع تخبط سياسي، إذ أعلن وزيران في مجلس الحرب الصهيوني "كابينت الحرب"، استقالتهما من حكومة الطوارئ الصهيونية الدموية التي تشكلت بعد اندلاع الحرب على غزة ودعيا إلى اجراء انتخابات مسبقة. وبالحديث عن الأسرى الصهاينة لدى المقاومة، كشفت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في فيديو قصير بثته الأحد، عن مقتل ثلاثة أسرى جراء القصف الصهيوني على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مؤكدة أن الأسرى والمحتجزين لن يطلق سراحهم إلا في إطار صفقة تضمن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. من جهتها، دعت الولاياتالمتحدة مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار معدل بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة. 5 مجازر في 24 ساعة ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الاثنين، ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، إلى 37.124 شهيد و84.712 جريح، منذ اندلاع السابع أكتوبر الماضي. وأفادت وزارة الصحة، في بيان، بأنّ الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات، وصل منها إلى المستشفيات 40 شهيداً و218 إصابة خلال 24 ساعة، كما أشارت إلى أنّ عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم. بدورهم، قال مراسلون في غزة، إنّ أعداد الإصابات تتوالى إلى مستشفى ناصر الطبي، وذلك من جراء العدوان الصهيوني على مدينة رفح، وأضافوا أنّ العدوان مستمر على مناطق غربي رفح، علماً أنّها من المناطق التي زعم الاحتلال سابقاً أنّها آمنة. وفي شرقي خان يونس، استشهد 8 أشخاص ووقع عدد من الإصابات من جراء استهداف الاحتلال منزلاً مأهولاً في الفخاري. وبعيد انسحاب الاحتلال من شرق دير البلح، حاول بعض المواطنين الوصول إلى منازلهم، لكنّ الجيش الصهيوني استهدفهم بالقصف المدفعي كما أطلق النار عليهم من طائرات "الكواد كابتر". ولاحقاً، أفاد مراسلون بأنّ جيش الاحتلال أعاد تموضعه في المناطق الشرقية لدير البلح، في ما بدأت الطواقم الطبية انتشال عدد من الشهداء. شهداء وجرحى في الضفة في الأثناء، أعاد الجيش الصهيوني، أمس، اقتحام مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية، بعد انسحابه بنحو ساعتين من المخيم. وأورد شهود عيان، أن اشتباكات اندلعت بين مقاومين فلسطينيين وجيش الاحتلال، وسمع أصوات تفجيرات، وأشاروا إلى أن الجيش الصهيوني حاصر المخيم ودفع بتعزيزات عسكرية. وفجر الاثنين، اقتحم الاحتلال مخيم الفارعة مما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة خمسة بالرصاص الحي، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن طواقم الإسعاف نقلت إصابة خطيرة جدا برصاص الاحتلال من مخيم الفارعة إلى المستشفى، ولاحقا أعلن الأطباء عن استشهاده. وفي طولكرم أعلن فجر أمس أيضا عن استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال، وبالتزامن مع حربه المدمرة على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر، وسع الجيش الصهيوني عملياته بالضفة بما فيها القدس، فيما كثف المستوطنون اعتداءاتهم ما أدى إلى استشهاد 534 فلسطيني وجرح نحو 5 آلاف و200، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. قضية الأسرى تتعقّد من ناحية ثانية، كشفت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن مقتل ثلاثة أسرى جراء القصف الصهيوني على مخيم النصيرات، مؤكدة أن الأسرى الصهاينة لدى المقاومة لن يطلق سراحهم إلا في إطار صفقة تضمن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. وجاء في فيديو قصير (44 ثانية)، والذي وجه لأهالي الأسرى الصهاينة في قطاع غزة: "حكومتكم تقتل عددا من أسراكم لإنقاذ آخرين"، وأكد أن جيش الاحتلال قتل ثلاثة أسرى في مخيم النصيرات، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية، بعد المجزرة التي ارتكبها لتخليص أربعة أسرى من المخيم يوم السبت. وبحسب ما قالت كتائب القسام في الفيديو، فإن "الأسرى لن يخرجوا إلا بتحرير أسرانا"، قبل أن ينتهي الفيديو القصير بجملة "الوقت ينفد". وكان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة قد قال، السبت، إن مجزرة مخيم النصيرات التي تمكنت خلالها قوات الاحتلال من تخليص أربعة من الاسرى الصهاينة ستشكل خطرًا على باقي الأسرى، وسيكون لها أثر سلبي على ظروف حياتهم. ورغم أن رئيس حكومة الاحتلال كان يأمل في كسب الدعم في أواسط المجتمع الصهيوني بعد العملية، إلا أن عائلات الأسرى خرجت في تظاهرات للمطالبة بإطلاق سراحهم، مؤكدة أن الطريقة الوحيدة لإعادة أبنائها هي من خلال إبرام صفقة تبادل، مشيرة إلى أن نجاح العملية في مخيم النصيرات وخروج الأسرى أحياء "كان أشبه بمعجزة".