لفت رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة- في كلمة ألقاها نيابة عنه ممثله الشخصي، الوزير عبد العزيز بلخادم، لدى افتتاح أشغال الندوة الإفريقية حول التغييرات المناخية للوزراء المكلفين بالبيئة الإنتباه إلى أن إفريقيا تتحمل مسؤولية بسيطة، إذ أن نسبة الغازات المنبعثة منها لا تتعدى 5,3 بالمائة في الوقت الذي تصنف فيها أكثر القارات تعرضا وتضررا من التغييرات المناخية. بعدما أشار رئيس الجمهورية إلى أنها المرة الأولى التي يواجه فيها البشر عموما مسؤولياتهم تجاه كوكب الأرض وتجاه بقائهم، ذكر بأن ''إفريقيا قارة ضعيفة الجانب أمام التغيرات المناخية، إذ تحتضن 14 بالمائة من سكان العالم، وتتحمل مسؤولية بسيطة تضاهي 5,3 بالمائة من الإنبعاثات الغازية، ورغم ذلك، فإنها تعد عاملا للتوازن البيئي والفضل يعود إلى ثرواتها الغابية المقدرة ب17 بالمائة من الغطاء النباتي العالمي، لكنها أكثر تعرضا للتغير المناخي وتضررا به. ولم يفوّت الرئيس بوتفليقة، المناسبة للتذكير بمصادقة إفريقيا التي رسا اختيارها على التنمية المستدامة، على أداتين قانونيتين هماتين ويتعلق الأمر باتفاقية الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية وبروتوكول ''كيوتو'' المتضمن إجراءات ردعية لم تؤد إلى النتائج المرجوة نظرا لأن تخفيض البلدان المصنعة لانبعاثاتها الغازية المتسببة في الاحتباس الحراري وإن كان متباينا بعيد عن المتوسط. وأقر رئيس الجمهورية، في نفس السياق، بأن البلدان الإفريقية، لم تدعم عدتها المؤسساتية بالقدر الكافي لتعزيز قدراتها على التفاوض وعلى صياغة المشاريع على الصعيد الوطني وشبه الجهوي والجهوي، إلا أنها مستعدة للتحرك، ولعل ما يؤكد ذلك، القرار المتخذ من قبل رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في الدورة الثامنة لجمعيتهم المنعقدة في .2007 من جهته، حرص الوزير الوصيّ شريف رحماني على التأكيد بأن اللقاء يأتي تتويجا لسلسلة لقاءات إقليمية وذلك من أجل وضع ملامح موقف إفريقي موحد نهائي في ندوة الجزائر يرفع إلى قمة كوبنهاجن المقررة في العام ,2009 وأضاف رحماني في السياق ذاته، أنه وبعد شبه غياب لممثلي القارة الإفريقية في قمة ''كيوتو'' وبعد الحضور المحتشم في بالي، آن الأوان ليدوي صوت إفريقيا للدفاع عن مصالح القارة. وفي كلمة ألقتها الطفلة مجبر أمينة، كانت عبارة عن رسالة موجهة إلى المسؤولين عن قطاع البيئة في إفريقيا المشاركين في الندوة، إعتبرت هذه الأخيرة بمثابة موعد أمل للطفولة الإفريقية، وأضافت في السياق ذاته، »أنا أنقل لكم صوت الطفل الإفريقي... وأذكرهم بأنه يعاني، فالطفل هو الضحية الأولى لظاهرة الاحتباس الحراري«، داعية الجميع إلى تحمّل المسؤوليات ورفع إنشغالات الأطفال في المحافل الدولية. وتطرق السيد موغاي فستوس غونتباني الرئيس الأسبق لبوتسوانا، المبعوث الشخصي لبان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف التغييرات المناخية إلى الأزمات المالية والطاقوية والمناخية والفقر، مؤكدا أن تعدد الأزمات وترابطها لا يمكن تجاوزه إلا بعد تشخيصها وإيجاد حلول فعلية سريعة للتغيرات المناخية التي لا تؤثر فقط على تطور إفريقيا وإنما تزيد الأزمة العالمية حدة، مذكرا بأن إستقرار المناخ هدف العالم. كما دعا ممثل بان كيمون إلى تكثيف التعاون على جميع الأصعدة الذي من شأنه الحد من النتائج الوخيمة لظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرا إلى أن تقرير الأممالمتحدة توقع إرتفاع الحرارة بدرجتين، مما سيؤدي إلى عواقب وخيمة، إذ أن 600 مليون شخص مهدد بالمجاعة و400 مليون مهددون بالأمراض منها الملاريا، مع العلم أن 3 أرباع الغاز المنبعث في العالم تتسبب فيه الدول المتقدمة وربع من الدول ذات الاقتصاد في طور التطور. كما شدد ذات المتحدث على ضرورة أن تصبح الدول الإفريقية طرفا كاملا في التفاوض بخصوص التغييرات المناخية للمساهمة في قمة ''كوبنهاجن'' العام المقبل التي تدخل حيز التنفيذ عام 2020 بعد انقضاء اتفاقية ''كيوتو''. وأكدت السيدة رودابيس توميسين محافظة الفلاحة والتطوير الريفي على مستوى الاتحاد الإفريقي ضرورة تجند الحكومات والقطاع الخاص والهيئات من خلال تخصيص الموارد ومساعدة الدول الفقيرة التي لا تقوى على مواجهة هذه التغييرات المناخية، كما ذكرت بمجهودات الإتحاد الإفريقي على المديين القصير والمتوسط. وذهبت ممثلة الاتحاد الإفريقي إلى تأكيد أهمية التكيف مع التغييرات المناخية من خلال وضع وإيجاد ميكانيزمات، كما أن الأولوية بالنسبة للقارة السمراء باتت في الاتفاق على موقف إفريقي موحّد لإقامة تنمية مستدامة. وبالمناسبة، أثنى السيد كلني باكاري مدير برنامج الأممالمتحدة للبيئة على مجهودات الوزير الجزائري في المجال، قال بأن الإفريقيين ملزمون ببذل المزيد من المجهودات لرفع التحديات الناتجة عن التغيرات المناخية التي لا يمكن قياس نتائجها، مؤكدا أن القارة لا تتملص من مسؤولياتها وهي مطالبة بإعداد استراتيجية على مدى 15 سنة المقبلة، كما دعا إلى تحديد أولوية لحمل العالم على مساعدة القارة الإفريقية. واعتبر الأمين التنفيذي لاتفاقية إطار الأممالمتحدة، حول التغييرات المناخية إيفو دوباور، إفريقيا بمثابة طرف أساسي في المفاوضات نظرا للرهانات الكبيرة، كما أن القارة الأكثر تأثرا بالفقر لا تستفيد كغيرها من القارات من الأنظمة المخصصة للتكيف مع التغييرات المناخية، وأقرّ دوباور بأن اتفاقية ''كيوتو'' غير كافية وأن قمة ''كوبنهاجن'' فرصة للقارة السمراء. وذهب ميشال جارو الأمين التنفيذي للمنظمة العالمية للإرصاد الجوية في نفس الاتجاه، إذ اعتبر أن لقاء الجزائر يكتسي أهمية بالغة على اعتبار أنه يناقش تدابير مابعد 2012 وتطرق إلى النتائج الوخيمة للاحتباس الحراري، منها تدهور قطاع الفلاحة، كما أكد بأنه يتسبب في 90 بالمائة من الكوارث الطبيعية و72 بالمائة من الخسائر البشرية. واستنادا إلى جون كريستوف دوبار مدير إفريقيا لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية فإنه تبقى 4 أعوام لتحديد ما بعد ''كيوتو'' و7 سنوات لتحديد أهداف الألفية، مما يستدعي أضاف يقول طرح إشكالية، كيف يتم معالجة التحديات الراهنة الإفريقية، مؤكدا ضرورة أن تكون القارة طرفا فعّالا في المفاوضات. وتمحورت مداخلة مونيك باروت رئيس مجلس والمديرة العامة للصندوق العالمي للبيئة حول مبادرات هذه الهيئة التي برمجت 600 مشروع وخصص الصندوق لإفريقيا 100 مليون دولار في 7 سنوات الأخيرة لمشاريع التكيّف مع التغيرات المناخية. ------------------------------------------------------------------------