أكد شريف رحماني وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة بأن افريقيا باتت قطب مفاوض هام له موقفه الموحد وموقعه من الآن فصاعدا في كل المفاوضات الخاصة بالتغيرات المناخية وستكون الجزائر لسانها في المحافل الدولية إلى غاية عام .2009 وفي كلام وجهه الى جون لويس بورلو وزير الدولة وزير البيئة والطاقة والتنمية المستدامة وتهيئة الإقليم الفرنسي الذي ترأس حاليا بلاده الاتحاد الأوروبي والى يان دوزيك وزير البيئة بجمهورية التشيك، اللذين أكداا بدورهما على الدور الهام للقارة السمراء في المفاوضات معتبران الندوة الافريقية المنعقدة بالجزائر نهاية الأسبوع الأخير منعرج هام تحضيرا للقاء بوزنان وكذا قمة كوبنهاجن المقررة أواخر العام الداخل. تميز اليوم الثاني والأخير من أشغال الندوة الافريقية حول التغيرات المناخية للوزراء المكلفين بالبيئة التي احتضنتها الجزائر نهاية الأسبوع الأخير بمداخلات ألقاها وزراء البيئة الجزائري والفرنسي والتشيكي، وفي الوقت الذي رافع فيه السيد رحماني للقارة الافريقية التي قال عنها أنها لا تتخندق في خانة الضحية كما أنها لن تضيع وقتها في توجيه التهم، لكنها ستتحمل مسؤولياتها كاملة غير منقوصة، لا سيما بعد ما ولت سياسة الكرسي الشاغر، التزم السيدان بورلو ودوزيك بانجاح توصيات الندوة الجزائرية المتمثلة أساسا في استحداث تحالف ما بين القارات وفي إعداد مخطط ثلاثي الذي سيطرح رسميا في لقاء بوزنان ببولونيا في غضون ديسمبر المقبل الذي سيتميز أيضا بمناقشة الاتحاد الأوروبي برنامج عمل. وفيما يخص التحالف القاري وما بين القارات الذي تقرر استحداثه وفق ما جاء في وثيقة الجزائر، فقد وصفه رحماني بالفضاء التقني المرن الذي من شأنه افتكاك حقوق الطبيعة بعد افتكاك حقوق الانسان والمرأة والطفل. وسيكون منبرا للقارة الافريقية التي ستكون حاضرة كقطب مفاوض . من جهته وبعدما اعتبر الندوة المنعقدة بالجزائر بمثابة منعرج حاسم في المفاوضات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية، تفاءل الوزير الفرنسي ممثل الاتحاد الأوروبي الذي رحب بفكرة التحالف في انتظار عرضها رسميا على قمة بوزنان وبالمخطط الثلاثي، بالحضور الافريقي القوي خلال ندوة بوزنان المرتقبة في الشهر الداخل وقمة كوبنهاجن التي تعقد بعد سنة. وكشف ممثل الاتحاد الأوروبي أن أوروبا وضعت برنامجا كبيرا لمكافحة الظاهرة يوجد حاليا قيد التفاوض من أجل تقليص انبعاث غاز الكربون ب 20 بالمائة ويعتزم رفعها الى حدود 30 بالمائة على أن يتم تبني القرار في قمة كوبنهاجن، ويقتضي ذلك مراجعة الاستراتيجية الطاقوية والصناعية وتخصيص 500 مليار أورو ما يعادل 50 أرو للطن الواحد من انبعاث الغازات. ولم يفوت بورلو الفرصة للتأكيد بأن المجهودات ينبغي أن تنحصر في 3 محاور ويتعلق الأمر بالطاقة ،المياه والغابة. شدد على ضرورة رفع نداء مشترك باسم التحالف الجديد في ندوة بوزنان التي سيطرح خلالها بطريقة رسمية على القارة الأوروبية، مضيفا أن العالم يتحول وافريقيا تعد فرصة لأوروبا على اعتبارها تمتلك أكبر احتياطي للطاقة منها المياه العذبة والطاقة البحرية والشمسية والرياح وبإمكانها نظرا لمخزونها أن تمول العالم، مع العلم أن 24 بالمائة فقط من سكانها مستفيدون من الكهرباء و50 دولة تقل نسبتها عن 9 بالمائة. من جهته أبدى الوزير التشيكي الذي ستتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي بدءا من الفاتح جانفي 2009 استعداد بلاده لإنجاح المبادرة الافريقية لفرض نفسها كقطب مفاوض، مؤكدا بأن لقاء بوزنان الوشيك يفتح الطريق أمام المفاوضات التي لن تكون هينة، مؤكدا بأن بلاده التي ترأس الاتحاد الأوروبي لديها تحديات وأولويات في قطاع البيئة وتحديدا ملف التغيرات المناخية وسيكون المبرر لها نجاح قمة كوبنهاجن لإتمام عمل خطة بالي ومواجهة الأزمة المالية العالمية للانشغال الى اقتصاد نظيف لامكان فيه لغاز الكربون. وأضاف السيد بان في السياق ذاته أن بلاده وأوروبا عموما على اطلاع بالحاجيات الطاقوية التي ستطرح خلال اجتماع غير رسمي لوزراء القطاع الأوروبيين في جانفي المقبل. وبخصوص الموقف الأمريكي الذي حال دون الخفض الفعلي لانبعاث الغاز، قال بأنه تلقى إشارات قوية لا سيما من قبل الرئيس الجديد باراك أوباما وفي بوزنان ستكون المفاوضات حاسمة، مضيفا الحوار بين الاتحاد الأوروبي وافريقيا يكتسي أهمية بالغة، ولعل ما يؤكده تقارب الرؤى وسيكون لقاء نيروبي في فيفري المقبل فرصة أخرى لتناول استراتيجية عمل مشتركة. واقترح سفير النرويج بالجزائر السيد هانس ضرورة وضع ميكانيزمات تجعل الدول المتقدمة تحترم قرار خفض انبعاث الغاز، فيما استعرض ممثل برنامج الأممالمتحدة للإنماء الركائز الواردة في مخطط بالي منها التكثيف والتحديد والتخفيف من الغازات وفضل زميله تشاو التطرق الى الايجابيات والامكانيات التي تتوفر عليها افريقيا من الغابات، وفي إشارة الى حوض الكونغو الذي يعد ثاني رئة في العالم، كما تطرق الى مخزون مائي وحقل كهربائي طاقة شمسية تساعدها على التكييف مع التغيرات المناخية، وتطرق ممثل البنك العالمي السيد شعلال حسين الى كيفية احتواء وتأطير الظاهرة مؤكدا ضرورة التسريع في نقل التكنولوجيا الى البلدان المتضررة ورفع مستوى البحث. كما أشار الى انشاء البنك لصندوقين منها صندوق التكنولوجيا النظيفة. والصندوق الاستراتيجي للمناخ، وجددت المديرة العامة للصندوق العالمي للبيئة مونيك باربوت تأكيد على أن الشراكة. باتت ضرورية مع افريقيا مشيرة الى اقامة 5 شراكات في ظرف سنتين واعتبرت التحالف ما بين القارات أساسي نظرا لمساهمته في اعطاء دفع للمفاوضات في بوزنان في مرحلة أولى ثم في كوبنهاجن، للإشارة فإن مستشار وزير البيئة الطاهر حاج صدوق تطرق الى الصدى الاعلامي لندوة الجزائر، لا سيما بالخارج باعتبارها تؤسس لإقامة حوار شراكة هام بالاضافة الى تطرقه الى توصيات أو نداء الجزائر حول التغيرات المناخية في افريقيا. ------------------------------------------------------------------------