تفتتح اليوم بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن أشغال القمة الختامية لمؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ، لتتواصل إلى غاية تاريخ 17 من الشهر الجاري، وهذا بمشاركة وزير البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة، شريف رحماني، وبحضور أكثر من مائة رئيس دولة وحكومة عبر العالم، من أجل التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف التغيرات المناخية. يذكر أن الجزائر احتضنت أواخر شهر نوفمبر سنة ,2008 أشغال ندوة وزراء البيئة الأفارقة بمشاركة 47 وفد إفريقي، وممثلي الأممالمتحدة والإتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية المختصة فضلا عن وزير البيئة والطاقة والتنمية المستدامة وتهيئة الإقليم الفرنسي جون لويس بورلو. وانبثقت عن الندوة آنذاك قرارات جسدت في أرضية الجزائر تضمنت جملة من التوصيات والقرارات المهمة والتي وصفها البعض بالتاريخية، على اعتبار أن لقاء الجزائر يمثل محطة من محطات الجهود الأممية الرامية إلى مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، كما يوحد النظرة الإفريقية للمشاركة في لقاء كوبنهاغن. وصف وزير البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة، شريف رحماني، أرضية عمل الجزائر، أنها بمثابة المرجع الأساسي لمفاوضات إفريقيا في اللقاءات الدولية حول التغيرات المناخية، وأشار إلى أنه من شان هذه الوثيقة أن تجعل من القارة السمراء قطبا قويا في المفاوضات المذكورة. ويمثل قرار تأسيس تحالف قاري وما بين القارات حول المناخ وإقامة شراكة دائمة لمواجهة التهديدات المناخية، أهم التوصيات التي جاءت بها أرضية الجزائر من أجل إعلاء صوت إفريقيا في المفاوضات الدولية حول التغيرات المناخية، بالإضافة إلى إقامة مخطط برنامج ثلاثي بين إفريقيا، أوروبا والصندوق العالمي للبيئة. من جهة أخرى، أكد خبراء في صندوق النقد الدولي، أن الاقتصاد العالمي قد يستفيد من الإجراءات المضادة للتغير المناخي، لكنهم حذروا في الوقت نفسه من أن خفضا كبيرا في الانبعاثات قد طال النهوض الاقتصادي لاسيما إذا كان غير مخطط له، معتبرين أن احتمال التوصل إلى اتفاق قد يساعد البلدان الأكثر فقرا التي تعاني أسوأ انعكاسات التغير المناخي. وأكد خبيران أن مقاومة مناخية أفضل قد تساعد في استقرار الاقتصاد وتقليص الفقر، لكنهما نبها إلى أن ارتفاعا مفاجئا وكبيرا في كلفة الحد من انبعاثات الكربون قد يؤدي إلى ضغوط غير مرغوب فيها على تكاليف الإنتاج وموارد العائلات وبالتالي خفض آفاق النمو. هذا وقد فوجئ الجميع قبيل انعقاد المؤتمر، بإعلان البيت الأبيض حضور الرئيس باراك أوباما إلى كوبنهاغن في آخر يوم من القمة للمشاركة في المفاوضات النهائية مع باقي قادة العالم.