تعتبر المعلومة “همزة وصل" بين المؤسسات العمومية والخاصة وبين مختلف وسائل الإعلام المحلية.فهذه الركائز بمختلف أنواعها تريد بصفة دورية الوصول إلى المصادر واستقاء المعلومات بطريقة مباشرة، فمن حق الصحفي أن يتكتم عن المصادر التي استقى منها معلوماته، لكن ليس من حقه نشر معلومات مغلوطة تضلل الرأي العام سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد. ومن جهة ثانية، فمن حق المؤسسات سواء كانت عمومية أو خاصة أن تحتفظ لنفسها بخصوصية المعلومات وسريتها تدخل في صميم نشاطها ، لكن ليس من حقها أن تدير ظهرها لوسائل الإعلام والتعتيم على كل الأخبار التي تهم الرأي العام، بل غالبا ما تسير البعض منها بذهنية تجريم وسائل الإعلام بصورة كلية، وهذا خطأ كبير تقع فيه. فما هو الرابط الذي يجمع بين خلايا الاتصال في المؤسسات العمومية والخاصة والإدارات ووسائل الإعلام المحلية؟ و من خلال احتكاكنا المتواصل بالعديد من خلايا الاتصال على مستوى المؤسسات والإدارات العمومية والخاصة، لفت انتباهنا أن هذه الخلايا تخضع إلى هرمية وظيفية، كجهاز مرتبط بإدارة رئيسية، هذه الإدارة لها فروع كلها تحتكم إلى المدير العام أو الرئيس أو المسؤول الأول على الجهاز ووظائفها الاتصالية تخضع إلى أجندة ونشاطات الإدارة العامة، وبالتالي فأغلب خلايا الاتصال في المؤسسات الجزائرية تسير وفق ذهنية وشخصية المسؤول الأول على القطاع، ما عدا في بعض الحوادث الاستثنائية التي تملي على المؤسسة ضرورة الانفتاح عن وسائل الإعلام وعن الرأي العام بصفة عامة. ما هو معهود على العلاقة بين وسائل الإعلام وخلية الاتصال على مستوى محلي أنها تسير وفق علاقة خطية ذات اتجاه واحد، أن هذه الأخيرة في اتصال مباشر مع وسائل الإعلام، تزودها بآخر الأخبار والمعلومات، واللقاءات والزيارات الرسمية والتظاهرات والحوادث، الشيء الذي يحسب لهذه الخلايا الاتصالية العمومية، خاصة أنها مصادر رسمية، دائما المعلومة الواردة من خلية الاتصال هي معلومات مضبوطة ومحدّدة المصدر. أما الغريب في عمل أغلب خلايا الاتصال، أحيانا الصحفي يقع في إشكال يتضمن إثبات معلومة ما، هنا يتجه إلى خلية الاتصال المعنية بالأمر للتأكد من صحة ما ورد إليه، هناك يجد صعوبة كبيرة في الحصول على بدائل، لأنه كما سبق وأن قلنا ترى المؤسسة والإدارة أن خلية الاتصال تابعة للجهاز الإداري العام، ولا يجب أن تدلي هذه الخلية بأي معلومات دون العودة إلى الجهاز التنفيذي للمؤسسة والإدارة، وكما هو معروف في عمل المؤسسات والإدارات فالاتصال يكون تنازليا بصفة كبيرة أي من الرئيس أو المدير العام إلى القاعدة، ونادرا ما يكون في الاتجاه العكسي، وبالتالي تنسحب هذه القاعدة بصفة آلية في علاقة خلية الاتصال بوسائل الإعلام المحلية. ومن الصعوبة أن ترى موقفا ارتجاليا بين خلية الاتصال والإدارة التنفيذية، وهذا ما يعتبر حاجة ملحة خاصة بالنسبة لوسائل الإعلام لتأكيد صحة الأخبار والأنباء والحوادث الواردة إليها من الرأي العام بصفة يومية. وشخصية المسؤول الأول عن القطاع المؤسساتي أو الإداري، ومدى انفتاحه عن وسائل الإعلام، ومدى إدراكه لعمق العلاقة التي تربط وسائل الإعلام بالمؤسسات والإدارات، وكذا الرأي العام، تعتبر الدافع الوحيد الذي يسهل عمل خلية الاتصال. عندما ترى المسؤول الأول عن القطاع يعمل جاهدا للانفتاح على الإعلام الجواري، والإعلام الوطني، فخلية الاتصال تبقى تابعا لهذه العلاقة. كما أن هذه العلاقة تعزز عمل وسائل الإعلام المحلية خاصة في حالات التأكد من صحة الخبر. الشخصية الاتصالية لوالي ولاية عنابة حقيقة ساهمت بصورة كبيرة في تقريب وسائل الإعلام من الإدارات العمومية خاصة، وهنا يكون عمل خلية الاتصال مدعوما، على اعتبار أن الجهاز التنفيذي يدرك مدى مساهمة الإعلام في تعزيز التنمية، بل غالبا ما ترى هذه العلاقة يتم توظيفها بطريقة مهنية خدمة للصالح العام، والقضاء على الإشاعات، بحيث ينطلق المسؤول الأول من فلسفة تقوم على أن مؤسسات الإعلام في الولاية هي مؤسسات كالأخرى لابد من تدعيمها لكي تساهم في البناء وفي تعزيز علاقة المواطن بالإدارة، بالإضافة إلى تقريب الرأي العام من انشغالاته اليومية، وكذلك توصيل المعلومة بصورة دقيقة وشفافة إلى المواطن لقطع الطريق أمام الشائعات. فالخوف ليس من التعامل مع الوسائل الإعلام، بقدر ما هو عدم إتقان التعامل والانفتاح على وسائل الإعلام، فلما يا ترى المسؤول الأول في أي مناسبة أو حدث أو زيارة لمسؤوليين رسميين يعمل جاهدا كي يقرب وسائل الإعلام من الحدث، هذا ساهم بصورة كبيرة في تدعيم عمل الصحافة المحلية من جهة، وفي تنوير الرأي العام والإجابة عن أهم انشغالاته بصورة دورية.