تعتبر دولة الكويت الشقيقة من اكثر البلدان العربية التي تستثمر في الميدان الثقافي وما جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي اكتسبت سمعة عربية وعالمية وفاز بها في السنوات العشرين الماضية عدد من أشهر العلماء العرب والمسلمين والمثقفين في كل انحاء العالم ومؤسسة البابطين، وننوه في هذا المقام بالجهد الذي ما انفكت هذه المؤسسة تقوم به وتسهر عليه متمثلا في المجهودات الجبارة التي تبذل خدمة للثقافة العربية الإسلامية، ومجلة العربي التي اصبحت بحق مجلة كل القراء العرب يترقبها كل أديب ومثقف في مطلع كل شهر وغيرها من المجلات العلمية والادبية، الصحافة المتطورة جدا الا دليل على ذلك. وكل العالم العربي يتابع بإعجاب الانجازات العظيمة التي حققتها دولة الكويت في الميدان الثقافي والإعلامي، فماذا يعرف شبابنا عن هذا البلد الشقيق . لقد شهدت العلاقات الجزائرية الكويتية تطورا ملحوظا خلال حرب التحرير الوطني، وتجلى ذلك خلال زيارة وفد جزائري (26 28 افريل 1959) برئاسة المرحوم السيد »فرحات عباس« رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة الى الكويت عبر له الامير عبد الله سالم الصباح عن مدى تأييد الكويت للجزائر. قائلا: »كنا معكم قلبا، ثم صرنا محكم قلبا ومالا، ومهما اتسعت اموالنا زدنا في إعانة الجزائر لانتقيد بميزانية ولا نحدد المدد لعدد«. ولاتدهش ايها الشباب الجزائري ان الامير كان يشارك شخصيا الشعب الكويتي في الذكرى السنوية للثورة الجزائرية. بمناسبة الذكرى السابعة لثورة اول نوفمبر قدم امير الكويت ثلاثة ملايين دولار لتدعيم حرب التحرير الجزائرية، بعد الاستقلال بقيت دولة الكويت الى جانب الجزائر ومساعدتها على تجاوز مرحلة مابعد الحرب الصعبة، وخلال السنوات الاخيرة عرفت العلاقات بين البلدين تطورا كبيرا وتجلى ذلك في عقد الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون، وها هي الدورة الخامسة تنعقد في جو أخوي وفي ظل العلاقات المتميزة بين البلدين، وانني واثق بأن انعقاد هذه الدورة ستعطي دفعا جديدا للتعاون بين الجزائر ودولة الكويت ليرتقي الى مستوى العلاقات الاخوية القائمة بين شعبي البلدين الشقيقين. ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بدأ يتطور بشكل ايجابي عقب انشاء اللجان المشتركة نأمل ان تركز هذه القمة على البحث وتوقيع الاتفاقيات حول المزيد من مجالات الاستثمار وإزالة الحواجز الجمركية وغيرها. إن عقد الدورة الخامسة في هذا الوقت بالذات يؤكد مدى التزام البلدين في مواصلة مسيرة اللجان المشتركة والحفاظ على ديمومتها من اجل انجاز كل اهدافها وتعزيز الشراكة والتعاون المثمر بين البلدين وشعوبهما. لاشك ان التطور الكبير الذي تعرفه الكويت في الميدان الثقافي ،لهذا نرجو أن يزداد التبادل في هذا الميدان الحيوي كما يرى المفكر الالماني »فيخته« »ان الوحدة الثقافية او تبلور الامة في الثقافة يمهد لتبلورها سياسيا. فالهوية الثقافية العربية متحققة بفضل جهود مئات من المفكرين، لذلك يجب أن لانخاف الغزو الثقافي بقدر مانخاف من الثورات التقنية والعلمية التي لم نشارك في اختراعها كما قال المرحوم سمو الشيخ جابر الاحمد الصباح »إننا كدول اسلامية قد وصلنا الى المسرح الدولي فوجدناه معدا قبلنا بقوانينه، وعلاقاته ومؤسساته وان اللاعبين على هذا المسرح عليهم ان يتحركوا بناء على تلك القوانين والقواعد التي لم نشارك قي صياغتها فهي ثمرة التاريخ الاوربي في الغالب« لهذا يجب ان ندعم مواقعنا السياسية بالطرائق الثقافية وهي العمل الأمثل لبلوغ الأهداف الأخرى. لقد قطعت دولة الكويت اشواطا في المجال الديمقراطي كمجلس الامة الكويتي على سبيل المثال بإمكانه اسقاط حكومة. والتنموي في مجال مشاركة المرأة في الحياة السياسية وحرية الصحافة ونثمن ماتقدمه دولة الكويت من دعم للشعوب العربية والاسلامية من خلال صندوق الدعم لمواجهة ظاهرة الفقر من جهة، ومن جهة اخرى حق الشعوب في النضال من اجل العربية والاستقلال والعمل من اجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. واقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف . في الاخير نرحب بالوفد الكويتي ونتمنى له طيب الإقامة بين اهله في الجزائر. ------------------------------------------------------------------------