عبد العزيز سعود البابطين ل "الشروق" "الجزائر تحتل مكانة خاصة جدا في قلوبنا" احتفلت مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، نهاية الأسبوع الماضي وبحضور عدد كبير من المبدعين والمثقفين العرب، بذكرى تأسيسها العشرين، في العاصمة المصرية القاهرة، التي شهدت قبل عقدين كاملين لحظة الإعلان عن ولادة هذا المشروع الرائد في الوطن العربي. * امتدت فعاليات احتفال مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، بعيد ميلادها العشرين، بين الفاتح والثاني من نوفمبر الجاري، وتوزعت بين فندق "ماريوت القاهرة" وبين المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية. فقد احتضنت قاعدة عايدة بالماريوت احتفالية الذكرى، التي كان ملتقى المؤسسين الأوائل "عبد المنعم خفاجي وعدنان الشايجي"، أهم نشاطاتها، وألقى رئيس المؤسسة رجل الأعمال والشاعر الكويتي عبد العزيز سعود البابطين كلمة بالمناسبة عدد فيها إنجازاتها التي فاجأت أكثر من متتبع. * وفي تصريح ل "الشروق" أوضح أبو سعود بأن السبب الرئيسي في ديمومة المؤسسة واستمرارية إشعاعها يعود أساسا إلى الإخلاص في العمل والوفاء للأمة العربية"، قبل أن يشدد على كون "الجزائر تحتل مكانة خاصة جدا في قلوبنا وفي قلوب جميع الكويتيين، كما أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يحتل مكانة عزيزة في العقل وفي القلب". وعن نشاط المؤسسة القادم في الجزائر، رد محدثنا باسما "عندما يدعونا الرئيس". * واستهل أبو سعود كلمته بوصف ليلة الاحتفال ب "المباركة، إذ نلتقي في هذا المكان للاحتفاء بمرور عشرين عاما على انطلاق المؤسسة"، قبل أن يضيف ".. كانت المؤسسة تفاجئ نفسها ومحبيها كل سنة بقدرتها على فتح دروب جديدة، والقيام بمبادرات يصنفها البعض في باب المغامرات، وكانت كل سنة تمضي من عمر المؤسسة إيذانا بنقلة جديدة في مسيرتها، ففي الدورة الثالثة انتقلت المؤسسة من مسار واحد مألوف إلى حزمة من المسارات الرائدة في حقول جديدة لم تكتشف بعد". * ومن بين أهم الحقول التي خاضتها مؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري الخدمات الجليلة التي قدمتها للغة الضاد، منتقلة بذلك من حالة الكلام إلى حالة الفعل والعمل، ومن أهم فتوحاتها في هذا المجال إطلاقها عام 2000 مبادرة الدورات التدريبية المجانية لتعليم العروض وتذوق الشعر ومهارات اللغة العربية، قبل أن تضع سنة بعدها حجر الأساس لمكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، وتم افتتاحها قبل ثلاث سنوات. * وفي نفس الاتجاه، ذكر أبو سعود بأن سنة 2004 شهدت انطلاق مسار المؤسسة الخامس "حين تنبهت إلى ضرورة فتح قنوات مع العالم الغربي بعد أن شابها الكثير من الالتباس وسوء الفهم، فارتأت أن من واجبها أن تعيد للغة الحوار والتفاهم أولويتها وراهنيتها، فأقامت ثلاث دورات للحوار الحضاري في قرطبة و باريس (بمشاركة اليونيسكو) والكويت، نوقش فيها واحد وأربعون بحثا، وشارك فيها باحثون ينتمون إلى حوالي عشرين دولة". * وأضاف المتحدث "وواكب إقامة الدورات إنشاء مجموعة من المراكز التي تخدم الغرض نفسه، فأنشئ في 2004 مركز البابطين للترجمة، قدم حتى الآن 14 عملا في العلوم، كما أنشئ في 2005 مركز البابطين لحوار الحضارات بقرطبة.." * وقبلها كان الدكتور جابر عصفور قد افتتح الاحتفالية بإلقاء كلمة وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، التي أعلن فيه اعتزازه بكون "القاهرة رعت الانطلاقة الأولى لهذه الجائزة التي أجدها فرصة كي أحيي مؤسسها عبد العزيز سعود البابطين، والذي تزيده السنوات دأبا وقدرة على العطاء في الشعر وللشعر وللشعراء". * وشهدت قاعة المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية في اليوم الموالي ندوة ألقى في بدايتها الدكتور خالد الشايجي كلمة حول الشاعر الكويتي عدنان الشايجي، أول أمين عام للمؤسسة، تلاه الدكتور رشيد الذوادي حول الأستاذ عبد المنعم خفاجي، رئيس رابطة الأدب الحديث التي ساندت المؤسسة عند انطلاقتها. * بعدها تداول على المنصة عدد من المثقفين العرب أدلوا بشهاداتهم في المؤسسة، وكان آخر المتدخلين الدكتور محيي الدين عميمور، عضو مجلس الأمة ووزير الثقافة الأسبق، الذي ألقى كلمة المغرب العربي بأسلوب ميزها عن سابقها من الكلمات، وكانت البداية عندما وجه التحية لأرض الكنانة، مشيرا إلى أنه "لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بمباراة الكرة بين الجزائر ومصر". * وذكر عميمور الحضور بموقف البابطين المشرف الذي قدم الدعم الثقافي في الجزائر في عز أزمتها الأمنية، وفي غمرة حصار فرضه عليها الصديق قبل العدو والقريب قبل البعيد "وفي غروب مرحلة الحصار تصل إلى الجزائر طائرة عربية، تحمل وفدا ثقافيا عربيا، يضم أشقاء من كل أنحاء الوطن العربي، كانت أول محاولة ثقافية لاختراق الحصار النفسي والفعلي المفروض على الجزائر". ثم أضاف "كانت تلك المبادرة إنجازا كريما وشجاعا قام بتنظيمه الأخ عبد العزيز سعود البابطين". * ونفس المسرح الصغير، احتضن في أمسية نفس اليوم أمسية شعرية تلاها حفل موسيقي غنائي عربي أصيل بقيادة المايسترو سليم سحاب. مع الإشارة إلى أن البابطين أعلن بمناسبة احتفالية ذكرى التأسيس العشرين بأن المؤسسة ستقيم دورتها الثانية عشرة سنة 2010 في مدينة سراييفو، عاصمة البوسنة والهرسك، تحت رعاية الرئيس حارث سيلاجيتش، وتحت عنوان "خليل مطران ومحمد علي مالك دزدار".