أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس موافقة بلاده من حيث المبدأ على المشاركة بوفد رسمي في المؤتمر الدولي حول سوريا «جنيف 2» المقرر انعقاده شهر جوان المقبل بجنيف. وقال المعلم خلال مؤتمر صحفي مشترك نظمه في بغداد مع نظيره العراقي هوشيار زيباري «نعتقد وبكل حسن نية أن المؤتمر الدولي في جنيف يشكل فرصة مواتية لحل سياسي للأزمة السورية» وأضاف «أكدنا ومنذ اندلاع الأزمة أن الحوار بين أطياف الشعب السوري هو الحل لهذه الأزمة». وأشار الوزير السوري إلى أنه لا أحد ولا قوة في الدنيا تستطيع أن تقرر نيابة عن الشعب السوري مستقبل سوريا معتبرا أن الشعب السوري هو صاحب الحق في ذلك. ومن جهته اعتبر زيباري أن الأزمة السورية لم تعد أزمة سورية بحتة وأن كل دول الجوار بدأت تتأثر بتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة ككل. وقال «العراق على الأكثر سيكون حاضرا في مباحثات مؤتمر جنيف الثاني» مضيفا «العراق حضر المؤتمر الأول وعلى الأكثر سيكون حاضرا لهذا المؤتمر كونه دولة مجاورة ومعنية بإيجاد حل للأزمة السورية». وكان المعلم قد وصل صباح أمس إلى العراق على رأس وفد رسمي في زيارة مفاجئة وغير معلنة إلى بغداد لبحث العلاقات الثنائية بين الجانبين والتشاور حول سبل إيجاد مخرج للأزمة السورية. وفيما حسم النظام السوري أمر مشاركته فى «جنيف 2 » مازالت المعارضة السورية تتخبط في خلافاتها وتكافح لتوحيد صفوفها. ويشير المراقبون السياسيون إلى أن فشل المعارضة في توحيد صفوفها قد يضعف من فعالية دور روسيا والولايات المتحدة الراعيتين لمؤتمر السلام المرتقب بشأن الصراع السوري الذي أودى بحياة 80 ألف شخص وينذر بالامتداد إلى خارج الحدود وإثارة صراع طائفي أوسع نطاقا. ومن المقرر أن يلتقي وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي في باريس اليوم الاثنين لبحث سبل دفع الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه إلى قبول الذهاب إلى جنيف. وضغطت واشنطن على الائتلاف الوطني السوري لحل خلافاته وتوسيع عضويته ليضم مزيدا من الليبراليين إذ تخشى تزايد نفوذ الإرهابيين في صفوف المعارضة. وعلى هامش قمة للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا قالت مصادر إعلامية أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السعي إلى تحريك الأمور فيما يتعلق بسوريا وقال بان كي مون لكيري إنه والمبعوث الخاص للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي يعملان حثيثا على عقد مؤتمر جنيف وإنجاح هذا المؤتمر. ولا شك أن عجز الائتلاف عن تلبية مطالب الدول الداعمة له بتغيير عضويته التي يهيمين عليها المتشددون وتغيير قيادة قوضها الصراع على السلطة، يصب في مصلحة الأسد الذي لا يزال صامدا في وجه الأعاصير التي تهز أركان نظامه من أزيد من سنتين . وقال مصدر كبير في المعارضة «يواجه الائتلاف خطر تقويض نفسه إلى الحد الذي قد يضطر معه داعموه إلى البحث سريعا عن بديل يتمتع بمصداقية كافية على الأرض للذهاب إلى جنيف». وذكرت شخصيات بارزة في المعارضة أن الائتلاف سيحضر المؤتمر على الأرجح لكنها شككت في إمكانية خروج المؤتمر باتفاق فوري على رحيل الأسد وهو المطلب الأساسي للمعارضة.