يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيريه الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس في باريس غدا لبحث عقد مؤتمر »جنيف 2« الذي أعلنت روسيا أن الحكومة السورية وافقت على حضوره.نقلت تقارير إعلامية فرنسية عن دبلوماسي غربي قوله إن كيري ولافروف وفابيوس سيلتقون في عشاء عمل في مطعم باريسي غدا لاستعراض سير عملية تنظيم المؤتمر الدولي »جنيف 2« الذي بادرت بطرحه واشنطن وموسكو. واعتبر المصدر أن هذا اللقاء يشكل خطوة إلى الأمام في تنظيم المؤتمر، قائلا إن هناك حاجة لتوضيحات بشأن الوفدين السوريين والصلاحيات التي ستمنح، وأنه على روسيا أن تقدم توضيحات بشأن الموافقة المبدئية السورية. من جهته، أكد الائتلاف الوطني السوري أنه يريد ضمانات بأن يكون رحيل بشار الأسد على رأس جدول أعمال مؤتمر »جنيف 2«، وأنه في حال الاتفاق على بقاء الأسد، يجب أن يكون بقاؤه صورياً خلال المرحلة الانتقالية، وألا يلعب أي دور في اتخاذ القرارات السياسية أو العسكرية. وطالب الائتلاف، السلطات السورية بوقف استخدام صواريخ سكود والخروج من بعض المدن كبادرة حسن نية قبل التحدث عن المشاركة في المؤتمر الدولي المرتقب »جنيف 2«، وقال المتحدث باسم الائتلاف خالد صالح في تصريح صحفي من اسطنبول، حيث أجرى الائتلاف اجتماعاته، إنه من المهم جدا بالنسبة الائتلاف أن يحصل بادرات حسن نية من قبل الطرفين، ويريد أن يكون متأكدا أنه عندما سيدخل في هذه المفاوضات فإن حمام الدم سيتوقف في سوريا. وردا على سؤال حول طبيعة هذه البادرات التي تريدها المعارضة أوضح صالح أنها أمور بسيطة مثل وقف استخدام صواريخ سكود وسحب الجيش من بعض المدن، مشيرا كذلك إلى احتمال إقرار وقف لإطلاق النار. وقالت مصادر المعارضة السورية يوم الجمعة إن محادثات المعارضة التي استهدفت طرح جبهة متماسكة خلال مؤتمر دولي للسلام لإنهاء الصراع الدائر في سوريا، واجهت احتمال الانهيار بعد أن اخفق معارضو الرئيس بشار الأسد في التوصل لاتفاق داخلي. وقالت مصادر داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض إن إخفاق الائتلاف في تغيير عضويته التي يهيمن عليها الإسلاميون مثلما طالب أنصاره الدوليون وتغيير قيادة قوضتها صراعات السلطة يخدم مصلحة الأسد الذي تهاجم قواته بلدة رئيسية وقالت حليفته الرئيسية روسيا إنها سترسل ممثلين للمؤتمر. في سياق آخر، طالب وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، أول أمس، جامعة الدول العربية بالاعتذار، وإلغاء كل قراراتها المتعلقة بسوريا، قبل أداء أيّ دور لحل الأزمة الدموية هناك، واصفاً إياها بأنها في غياب سوريا مؤسسة خائبة، تحتاج إلى إعادة النظر بأساسها السياسي والقانوني والميثاقي. وقال الزعبي، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية »سانا«، إن محاولة بعض الأنظمة العربية للبحث عن دور لها في سوريا عبثية وغير ممكنة، وعلى الجامعة أن تلغي كل قراراتها بحق سوريا، وتعتذر علانية من الشعب السوري وحكومته، قبل أن تنظر دمشق بالأمر. وأشار الزعبي، إلى أنه لا محل للجامعة العربية في أي قضية قومية، لافتقادها الحكمة والرصانة، وتجاوزها للثوابت القومية لافتاً إلى أن العرب الشرفاء في الجامعة معول عليهم وضع حد لهيمنة المال السياسي والإرهاب، وأضاف المسؤول السوري قائلاً إن دور الجامعة العربية في سوريا دور تدمير غير مقبول، وأن كل محاولة لتعطيل الحل السياسي تحت ذريعة الدفع باتجاهه مكشوفة، مؤكّدا أن بلاده لا تثق نهائياً ببعض أعضاء الجامعة، ومن لا تثق بهم لا دور لهم الآن أو مستقبلاً. ميدانيا، أفادت تقارير إعلامية سقط قتلى وجرحى في قصف وصفه ناشطون بأنه غير مسبوق من جانب قوات النظام التي يدعمها حزب الله اللبناني على مدينة القصير السورية جنوب حمص، بينما اندلعت مواجهات عنيفة على عدة جبهات في محافظات سوريا المختلفة. ويأتي ذلك بينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 13 قتيلا بمحافظات مختلفة بينهم أربع سيدات وطفلان وواحد من الجيش الحر.