تمكنت جمعية ترقية الصناعات التقليدية والنشاطات الثقافية للمرأة والفتاة ببوسعادة من استقطاب ما لا يقل عن 1000 حرفية وناشطة في المجال الثقافي والحفاظ على الموروث التقليدي، وتسهر هذه الجمعية التي ترأسها السيدة صباح سلامة على مد يد المساعدة للمرأة الريفية وعلى وجه الخصوص البوسعادية من أجل تكوينها حرفيا وتوعيتها، ثم تسويق منتوجها عبر تنظيم معارض خاصة وفي محلات استفدن منها بمساعدة الجمعية. تعد جمعية ترقية الصناعات التقليدية والنشاطات الثقافية للمرأة والفتاة، من الجمعيات النموذجية الفاعلة التي تحاول ترقية آداء المرأة وجعلها منتجة من أجل أن تساهم في الانفاق على أسرتها. تحدثت (صفحة القوة الناعمة) إلى رئيسة الجمعية صباح سلامة، وأكدت أن جمعيتها التي تأسست بتاريخ 5 أوت 2002 جاءت كأول جمعية نسوية بمدينة بوسعادة ولعبت دور المحفز لنشأة جمعيات أخرى. ولم تخف صباح أن التركيز في البداية كان ينحصر في مساعدة المرأة المحرومة والمهمشة عن طريق عرضها تكوينا ثم مساعدتها على ترقية آدائها وتسويق منتوجها لكي تنفق على أسرتها وتمول نفسها وحتى تكون عنصرا فاعلا في المجتمع. وقالت صباح سلامة أن جمعية ترقية الصناعات التقليدية للمرأة البوسعادية تمكنت من استقطاب عدد معتبر من النساء اللائي تنشطن في 16 فرعا بلديا، وكل فرع يحرص على تبني تخصص معين على غرار الصناعات التقليدية من نسيج وحرف يدوية وصناعة الخيم بوبر المعز، والخياطة التقليدية بمسحة عصرية، وصناعة العنبر، والعناية الفائقة لحماية الموروث البوسعادي وترسيخه. وأوضحت السيدة صباح أن الجمعية تتعامل كثيرا مع المرأة الريفية وتعمل على جعلها إمرأة حاملة لرسالة حماية الموروث الثقافي والتقليدي ومساعدتها على تسويق منتوجها الذي تصنعه بأناملها. وكشفت صباح عن استفادة 200 امرأة ناشطة في الجمعية من قروض في إطار آلية (الأنام) لتمويل مشاريعهن الحرفية، بينما تحصلت 20 امرأة أخرى على محلات تجارية، لعرض منتوجات المرأة الريفية فيها. ومن أبرز نشاطات الجمعية، حسب متحدثتنا، تنظيم معارض جهوية وصالونات ولائية والمشاركة في التظاهرات الوطنية حتى تكون المرأة الريفية حاضرة وقادرة على بيع منتوجاتها وتشجيع أخريات على أن يكن فاعلات للخروج من دائرة التهميش. جهود الجمعية تصب جلها في ترقية المنتوج التقليدي المحلي للمنطقة، ومحاولة تحسين الظروف المعيشية للمرأة الريفية، وتتطلع إلى فتح فضاءات تجارية قارة للمرأة المنتجة، عن طريق الصناعة التقليدية حيث تتم صناعة الزرابي بمادة الحلفاء وتسترجع علب البيض والطماطم ليصنع بها تحف بوجه تقليدي إلى جانب صناعة من بقايا البلاستيك بعد استرجاعه تحف قيّمة وجذابة، بالاضافة إلى ذلك تنظم الجمعية حملات واسعة لغرس الأشجار وتحسس وسط المرأة على وجه الخصوص على اعتبار أنها المحرك الأساسي للأسرة من أجل تنظيف المحيط في ولاية بوسعادة المنطقة السياحية التي تنام على موروث ثقافي وتقليدي مميز. يذكر أن السيدة صباح سلامة رفعت تحدي تأسيس الجمعية في ظروف صعبة، بعد أن تكونت في عدة تخصصات وحرف تقليدية وشرحت واقع المرأة البوسعادية ورأت أن الموارد البشرية متوفرة والموروث التقليدي والثقافي يحتاج إلى عناية واستغلال، وإلى جانب ذلك، يوجد العديد من النساء وسط عمق الريف محرومات بدون ممول ويمكنهن أن يصحبن منتجات، فبدأت رحلتها ورهانها محاولة جعل البوسعادية في صدراة المرأة الجزائرية الفاعلة اقتصاديا وثقافيا. وما تجدر إليه الاشارة أن سلامة صباح تنشط كعضو في الاتحاد النسائي الجزائري ومنتخبة ولائية عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي.