طالبت جمعية أصالة للحرف النسوية لبوسعادة في بيان لها بالحصول على الدعم المادي من طرف الهيئات الوصية والمسئولة بالمنطقة لمساعدتها على ترقية نشاطها والخروج به من الطابع المحلي إلى الوطني، وهذا بإشراكها في جميع المعارض والمناسبات عبر التراب الوطني، وفتح المجال أمامها للتعريف بتقاليد المنطقة . تضلع هذه الجمعية الفتية التي رأت النور سنة 2007 بمهمة تكوين الفتاة البوسعادية والمسيلية بصفة عامة في الصناعة التقليدية، للحفاظ على أصالة المنطقة وحماية تراثها من الاندثار، مخصصة لذلك طاقات بشرية جادة تتحدى العوائق وقلة الإمكانيات لبلوغ هدفها المذكور. النسيج والخياطة حفاظا على العراقة تسهر رئيسة الجمعية السيدة مريم شميني للحفاظ على عراقة وأصالة الحرف النسوية البوسعادية، والرقي بها، لما للمرأة المسيلية من دور كبير داخل هذا المجتمع المحافظ ، فقد شكلت منذ القديم اللبنة الأساسية فيه والفاعل الرئيسي داخله بانفرادها في الإشراف على شؤون أسرتها وتحقيق كافة حاجاتها على قدم المساواة مع الرجل، فلم تكن الوظيفة التي تؤديها المسيلية عموما والبوسعادية خصوصا تقل عن تلك التي يؤديها الرجل في الإشراف على شؤون أسرته وعشيرته، ولازالت متمسكة بدورها هذا مع التطور الذي عرفه المجتمع ما وسع من صلاحياتها أكثر، فانفتحت على أدوار أخرى كلفتها عاداتها وتقاليدها أحيانا مثلما هو شأن الجيل الجديد من الفتيات المتعلمات اللواتي جارين التقدم وواكبن التطور العلمي وتقلدن أعلى المناصب والرتب على حساب التقيد بحرفة الجدات والأمهات. ونظرا لميزة الأساسية التي تتميز بها منطقة بوسعادة من الأنواع الفاخرة لمختلف أنواع النسيج التي بات مهددة بالزوال في وقتنا هذا، خصصت السيدة شميني رئيسة جمعية أصالة للحرف النسوية نوادي وورشات لتلقين الفتاة والمرأة البوسعادية ما ابتعدتا عنه بحكم الظروف، فكان أن خصصت نادي للنسيج، وآخر للخياطة والتطريز التقليدي، ونادي العنبر، إضافة إلى نادي صناعة الفخار الذي تفخر به المنطقة، والحلويات والطبخ التقليدي المشهور على مستوى القطر الوطني. وبما آن طموحات المرأة البوسعادية مواكبة للعصر قامت السيدة شميني بتخصيص ورشات ونوادي أخرى كنادي الحلاقة والتجميل، نادي فنون الرسم بما فيه الرسم على القماش وعلى الرمال والحرير والرسم التشكيلي. الجديد عزو والقديم لا تفرط فيه من منطلق هذا المثل الشعبين جهزت السيدة شميني مقر الجمعية المتواجد بحي 20 أوت بنوادي جديدة تتتماشى مع النوادي السابقة ويكمل بعضها الآخر كنادي حضانة الأطفال وفتح قسم تحضيري لمن هم دون الخامسة تسهيلا للمرأة البوسعادية لأداء وظيفتها التي فرضتها عليها الظروف الاقتصادية والاجتماعية للإشراف على شؤون أسرتها. كما لم تهمل من لم يسعفهن الحظ للالتحاق بمقاعد الدراسة في السن القانوني فجهزت أقسام لمحو الأمية، ونادي للتدبير المنزلي، وحرصا على مساعدة المرأة الماكثة بالبيت للمحافظة على رشاقتها تم خلق نادي الرياضة النسوية، وآخر للإعلام الآلي لا زالا طور التجهيز وينتظر أن يفتتحا أبوابهما في القريب العاجل، حيث يبقى المر مرهونا على قدر المساعدات التي تتلقاها هذه الجمعية الفتية من طرف السلطات المحلية للولاية. فكما جاء في بيان الجمعية الذي تسلمت''الحوار'' نسخة منه وجهت جمعية أصالة للحرف النسوية نداء إلى السلطات المعنية لتوفير أجهزة وعتاد الخياطة ، التجميل، التطريز ، النسيج، الطبخ، والإعلام الآلي، وألا يبقى التعريف بنشاطها مقتصرا على منطقة المسيلة وحسب بل يجب الخروج به غلى المستوى الوطني ولما لا العالمي من خلال إشراكها في جميع المعارض التي تقام عبر الوطن في المناسبات المختلفة .