خلال الزيارة الأخيرة للسيدة دليلة بوجمعة كاتبة الدولة لدى وزير التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة مكلّفة بالبيئة إلى ولاية سكيكدة، أشارت إلى وجود زهاء 3000 مفرغة عشوائية عبر التراب الوطني، موضحة أنّ هناك حاليا برنامجا يرمي إلى إزالتها واستبدالها بمراكز للردم التقني، مسجلة في هذا الصدد تحقيق تقدم كبير في مجال إزالة النفايات من خلال البحث عن مواقع لدفنها. وقد استفادت ولاية سكيكدة من مركز للردم التقني ما بين البلديات لزفزف سعته 350 ألف متر مكعب يشتغل منذ سنة 2010، و3 مفرغات عمومية ببلديات عزابة، تمالوس، والحروش بسعة إجمالية 160 ألف متر مكعب. إلى جانب ذلك تشرف المؤسسة الولائية ذات الطابع الصناعي والتجاري على تسيير مجمل منشآت معالجة النفايات، التي بدورها توظف 450 عون لجمع ونقل النفايات، كما تجدر الإشارة إلى تواجد 1200 عون عبر ورشات البيئة، وهذا في إطار مختلف أجهزة تشغيل الشباب. ومؤسسات الردم التقني ستساعد الشباب على خلق مؤسساتهم في بداية مشوارهم بتوفير التأطير اللازم، خصوصا وأنّ المادة الأولية متوفرة وبإمكانهم الحصول عليها من مؤسسات الردم، كما استفادت الولاية من مركز المعالجة الحرارية للنفايات، واسترجاع الطاقة والغازات، وستنطلق أشغال إنجازه عما قريب. وقد تمكّن مركز ردم النفايات الكائن بمنطقة الزفزاف سكيكدة من استرجاع ما يقارب 300 طناً من مادة البوليتيلان خلال هذه السنة الماضية، وذلك بفضل البرنامج الذي انتهجه في جمع مختلف النفايات وبالخصوص النفايات البلاستيكية، وإلى السياسة المنتهجة المتمثلة في تخصيص أماكن لتجميع القارورات البلاستيكية على مستوى عدد كبير من أحياء سكيكدة لإعادة رسكلتها، متوقعة تحقيق نتائج أكبر خلال السنة الجارية بعد الشروع في استغلال حوض للتجميع، واستعمال وسائل حديثة متخصصة في فرز النفايات، مما سيسمح بإعادة رسكلة العديد من المواد، خاصة أن المركز قام بتوقيع عدة اتفاقيات مع مؤسسات خاصة، متخصصة في إعادة رسكلة المواد البلاستيكية. ومركز الزفزاف لردم النفايات، سبق للبنك العالمي أن اختاره نموذجا على مستوى الشرق الجزائري، يتربع على مساحة 10 هكتارات، تمكّن منذ بداية نشاطه سنة 2006 إلى غاية نهاية سنة ،2010 من جمع أكثر من 80 ألف طن من النفايات المنزلية، كما يقدم خدمات أخرى تخص تنظيف الشواطئ والمحلات والمؤسسات وكذا العناية بالحدائق العمومية وتنظيفها. ومركز الردم التقني هذا، الموجود بمنطقة الزفزاف بأعالي مدينة سكيكدة، يهتم بفرز نفايات 7 بلديات بالولاية على غرار سكيكدة، الحدائق، حمادي كرومة، بوشطاطة وبني بشير، فضلا عن رمضان جمال وفلفلة. وكعيّنة من انتشار المفرغات العشوائية بمختلف بلديات الولاية، ناشد سكان بلدية أم الطوب غرب ولاية سكيكدة، الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل للحد من الوضع غير اللائق الذي آل إليه واد بولخراشف الواقع بين بلديتي أم الطوب وبني زيد، بسبب المفرغة الفوضوية التي ظهرت بالمكان، خاصة على طول الطريق الولائي رقم 07، والتي اعتبروها خطرا حقيقيا أضحى يهدد الصحة العمومية. وأوضح سكان البلدية أنّ جزءا كبيرا من مياه هذا الوادي تصب مباشرة على مستوى سد القنيطرة الذي يزود العديد من بلديات الولاية بالماء الشروب، كما يستعمل جزء منه في سقي سهل الحروش، أمجاز الدشيش وتمالوس، والمنظر غير اللائق الذي أضحى يشكّله المشهد الممتد على طول هذا الطريق وسط الروائح الكريهة. وتعرف العديد من أحياء مدينة القل انتشارا كبيرا للقمامة، على غرار أحياء 400 مسكن وحي بودليوة الشريف، لوجود السوق اليومي للخضر والفواكه بوسط المجمعين السكنيين، وهذه الأكوام من القمامة أصبحت تؤرق السكان خصوصا في فصل الصيف مع كثرة الحشرات كالذباب والناموس، جعلت المواطن يدخل في معركة ثانية للقضاء على الناموس والصراصير، ممّا جعل السكان يعبّرون عن امتعاضهم الشديد من تصرفات عمال البلدية من أعوان النظافة والتطهير جراء تماطلهم في أداء مهامهم اليومية في رفع القمامة والتطهير الكامل للأحياء. هذا من جهة السكان، ومن الجهة الأخرى أعابت مصالح البلدية على المواطنين عدم احترام مواقيت رمي القاذورات وعدم الالتزام برميها في الأماكن المخصَّصة لهذا الغرض، ممّا يجعلها عرضة للنبش من بعض الحيوانات المتشردة التي تتجول بحرية في قلب الأحياء السكنية دون رقيب.