كسب الملتقى الوطني حول الاتصال المؤسساتي المختتم أول أمس بإقامة الميثاق، بعد يومين من الأشغال المكثفة قيمة ودلالة من خلال التوصيات الهامة التي خرج بها. وهي توصيات حرص المشاركون في الورشات الخمسة على أن تكون في مستوى رفع التحدي الآتي في مجال ترقية الاتصال المؤسساتي دون البقاء عند أدنى الأشياء وبساطتها في محيط إعلامي حبلى بالمنافسة زادتها حدة شبكات التواصل الاجتماعي التي تعاظم دورها بغض النظر عن دورها السياسي حررت المواطن من سيطرة وسائل الإعلام التقليدية. انتشرت هذه الوسائل مثلما شدد عليه أكثر من متدخل في الجلسات والورشات كالفطريات. وباتت فضاءً يجد فيه المواطن حرية في التعبير وإبداء الرأي المعاكس غير الموجود في الصحافة التقليدية التي احتكرت المشهد الإعلامي والاتصالي لسنوات وحقب ولم تعد في الزمن الافتراضي العجيب وحدها السيدة في الميدان. ذكر بهذا الطرح الخبير البلجيكي بيار قيلبار في مداخلته حول موضوع «المؤسسات والمواطن» قائلا أن شبكات التواصل باتت مصدر المعلومات رغم ما تحمله من أخطار تنجم عن الترويج للدعاية والإشاعة والتضليل غايته توجيه الرأي العام حسب المقصد والغاية. وشدد عليه الدكتور جمال بوعجيمي في موضوع الاتصال المؤسساتي والإعلام الجواري والدكتور عاشور فني حول «الاتصال المؤسساتي تنظيم وظيفة ودور المكلفين بالاتصال» ، والدكتور فؤاد بن حلة حول موضوع «الاتصال المؤسساتي في حالة أزمة» مشددا على حتمية تغيير السلوك لدى متعاملي الاتصال باتجاه الصعود والهبوط بدءا من البلدية النواة الأولى إلى أعلى المستويات. أعطى هؤلاء وغيرهم في الملتقى جاعلين منه محطة انطلاق نحو التجدد وبناء منظومة اتصالية مؤسساتية تجسد عبر إستراتيجية وطنية رافع من أجلها الدكتور رضا مزوي في مداخلة حول موضوع «الاتصال المؤسساتي والخدمة العمومية». وحسب الجامعي مزوي فإن الاضطرابات في قطاعات متعددة منها الصحة وتمادى حركة الإضراب إلى درجة من الخطورة تكشف حقيقة وجود خلل على مستوى الاتصال المؤسساتي، ويحتم الوضع تزويد الصحفي بالمعلومة التي يحتاجها، وبفرض إعطاء صلاحيات واعتبار للمكلف بالاتصال لدى المؤسسة دون تركه في آخر الاهتمام أو إسناد له مهمة تقنية لا تسمن ولا تغني. ويعزز هذا المسار وإصلاح موطن الضعف التفتح أكثر على الكفاءات وإشراك أهل الاختصاص لا سيما في تكنولوجيات الإعلام والاتصال في هذا المهام، ذكر به الدكتور شريف بن محرز في موضوع « استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال والإدارة الالكترونية» وقال « أن الجزائر تمتلك شبكة واسعة متطورة من قنوات الاتصال لا بد من توظيفها في بث المعلومة في وقتها، وبها 150 ألف مختص في هذا الحقل الذي قرب المسافات وغير خارطة الجغرافيا السياسية، ويتخرج من جامعاتها ومراكزها 9 آلاف إطار في هذا القطاع.» إنها حملات تتمادى في مهمتها التضليلية في غالب الأحيان وتكسب مودة المواطن في غياب اتصال مؤسساتي فعال شفاف يحمل مضمون آخر ورؤية أخرى أكثر واقعية تغلق باب التأويل والمزايدة إلى الأبد.