ختتمت مساء أول أمس فعاليات الطبعة السابعة للمهرجان الوطني لمسرح العرائس، الذي احتضنته ولاية عين تموشنت بمركبها الثقافي الجدي على مدار ثلاثة أيام، لتتوج فرقة المسرح الجهوي لولاية سكيكدة التي تحصلت على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل بعرضها الشيق ''الأميرة والمتسول''. وعادت الجائزة الثانية لفرقة ''مسرح الليل'' من قسنطينة، لتفتك جمعية عظيم فتيحة من سيدي بلعباس جائزة أحسن محرك للعروسة، أما عن جائزة لجنة التحكيم فقد أجمع على أن تكون من نصيب جمعية الفرجة من ورقلة التي مثّلت ولايات الجنوب ولأول مرة في هذا المهرجان الذي وصف بالناجح. وغابت عن هذا المهرجان فرق ممثلة لعين تموشنت، في طبعة تميزت بالمستوى الجيد من حيث أداء الفرق المشاركة وكذا التكوين الأكاديمي الذي فكرت فيه محافظة المهرجان، حيث نظّمت ورشات وحصص على هامش التظاهرة لتكوين محبي هذا النوع من المسرح، أشرف عليها مختصون أكاديميون، كما تناول المهرجان نقاشات مفتوحة رفقة مختصين أمثال علاق عز الدين، المختص في فن العروسة بأهم القنوات التلفزيونية الفرنسية، حيث نوقشت التقنية لموضوع العروسة والموت وكذا إشكالية شخصية المرأة وتجسيدها في مسرح العرائس، إذ تمّ تقديم أمثلة عن أهم التقنيات المستعملة من خلال عروض أجنبية تتمثل في رقص الباليه الممزوج بين الواقع والخيال، وكذا العرائس التي تحركها على غير العادة. إشكالية اعتلاء المرأة لركح المسرح وخوضها لمجال التمثيل والإخراج وحتى كتابة السيناريوهات كانت موضوعا طرحته الأستاذة الجامعية والمختصة نوال تامر من جامعة وهران، والتي أكدت أنّ المرأة يمكنها أن تقوم بأدوار يعجز عنها الرجل، فيمكن أن تكون أمّا وأبا في آن واحد على عكس الرجل الذي يستحيل عليه الأمر، ما يعني أن لها طاقات في الإبداع ويجب الاهتمام بها، شأنها شأن الرجل الذي تناول منذ القدم قضية المرأة وجسدها من خلال العروض المسرحية القديمة. ومن جهته، كشف محافظ المهرجان ومدير الثقافة مودع احمد، خبايا هذه الطبعة المميزة التي ''لمسنا فيها سحرا جديدا في العرائس ونفسا آخر على غير العادة مزجت أريجه محافظة المهرجان التي تتطلع إلى أن تشهد الطبعة المقبلة مستوى أفضل رفيعا، يشرف عليه مختصون من خلال ورشات تكوينية قبل المهرجان من أجل تدارك نقائص الأعمال المشاركة''. وعن الجديد فقد أكد ذات المتحدث أن الفرق المشاركة في هذه الطبعة ستتبنّاها وزارة الثقافة في جولة فنية عبر ربوع الوطن، ولتدعيم الإنتاج الفني للفرق المختصة في فن العروسة سيأخذ الصندوق الوطني لدعم الإنتاج الفني على عاتقه تموين مشاريع إنجاز العروض المسرحية الجديدة، لتحفيز أهل الاختصاص على الإنتاج والرفع من المستوى، حيث أن هذه الإجراءات ستسمح بأن يكون هناك قفزة نوعية للطبعة المقبلة على خلاف الطبعات الماضية. وقد كانت وزارة الثقافة قد أعلنت عن ثلاثة تدابير تشجيعية لمسرح العرائس، وتتعلق هذه الإجراءات التي أعلن عنها ممثل الوزيرة عند افتتاح الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي الوطني للعرائس بولاية عين تموشنت بمشاركة الفرق في برنامج جولات تنظمها وزارة الثقافة عبر ولايات الوطن، وكذلك تنص على فتح فضاءات ثقافية للجمعيات وتعاونيات مسرح العرائس وإعطاء الأولوية لها للاستفادة من الصندوق الوطني لدعم الفنون والأدب.