أكد مدير معرض الجيش الوطني الشعبي العقيد مبروك السبع الذي حل ضيفا على جناح جريدة «الشعب» بمعرض قطاع الاتصال «ذاكرة وإنجازات»، انه لا احترافية بدون تكوين جيد والانضباط هو سر نجاح العسكري الماهر الذي يحافظ على وطنه ويواجه كل المخاطر التي تهدد البلد، كاشفا أن الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال ستحمل ابتداء من 5 جويلية الحالي اسما جديدا وهو «أكاديمية شرشال العسكرية». «الشعب»: يحتفل الجيش الوطني الشعبي بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، ماهي أهم الإنجازات التي حققها الجيش الوطني الشعبي؟ العقيد مبروك السبع: انطلق الجيش الوطني الشعبي من نقطة الصفر بعد الاستقلال عندما كانت الجزائر محطمة تحطيما كليا ولكن تدريجيا وبفضل الجهود المبذولة من طرف الدولة زيادة على دعم الشعب الجزائري الذي يعد مصدر قوتنا استطاعت قوات الجيش الوطني الشعبي بمختلف فروعها ان تطور في قدراتها وامكاناتها واصبحت تعتمد على وسائل عصرية من اسلحة ذات طراز عالي بعد ان كانت تعتمد على وسائل تقليدية، ووصل الجيش اليوم الى مرحلة متطورة بفضل التنسيق بين مختلف القوات وتضافر الجهود. @@ نعيش الأيام الاخيرة لمعرض الجيش الوطني الشعبي «ذاكرة وإنجازات»، ماهو جديد المعرض في هذه الطبعة؟ @@@ ان أهم ما ميز معرض الجيش الوطني الشعبي في هذه الطبعة انه ينظم في اطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية حيث شاركت في هذه التظاهرة مختلف هياكل وزارة الدفاع الوطني على غرار الجناح المخصص لقيادة القوات البرية والبحرية والجوية بالإضافة إلى المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات ومؤسسة الألبسة ولوازم النوم الخاصة بالجيش والتي تتصدر الطليعة في إنتاج لوازم التخييم والنوم، وكذا مؤسسة الإنجازات الصناعية سريانة. ويهدف المعرض إلى التعريف بمكونات الجيش الوطني الشعبي وإنجازاته خلال 50 سنة من الاستقلال، بالإضافة إلى تخليد مآثر الجيش من خلال إبراز ما حققه في مجال البحث والتطوير والصناعة الجزائرية، لذلك ركزنا على محورين أساسيين وهما البحث والتطوير والإنتاج والصناعات العسكرية من خلال عرض مختلف التقنيات المستعملة في الدفاع الوطني والصناعات العسكرية المحلية وذلك بغية ابراز الأشواط التي قطعت في مجال البحث والتطوير وفق اسس علمية تهدف الى الرفع من قدرات الجاهزية من جهة والمساهمة الفعلية في تطوير النسيج الصناعي والاقتصادي الوطني. كما يشكل فرصة هامة لإرساء ثقافة الدفاع الوطني في اطار تعزيز الرابطة (جيش أمة) وتدعيم الوعي الوطني الجماعي لدى كل فئات المجتمع بخصوص متطلبات الدفاع الوطني المتسمة بالتكامل والانسجام وهو ما تعكسه اجنحة القوات والمديريات والهياكل التابعة لوزارة الدفاع الوطني من خلال ابراز الانجازات والتطور الذي عرفه القطاع والتطلعات التي يصبو اليها ضمن رؤية واعدة تقوم على أساس العلوم والتكنولوجيا الحديثة. @@ هل يولي الجيش الوطني الشعبي أهمية للتكوين الجيد ومن أين يستمد قوته؟ @@@ أكيد قيادات الجيش الوطني الشعبي تولي أهمية قصوى للتكوين وهذا تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي لطالما ركز على أن الفرد العسكري لا بد أن يكون في مستوى عال من الاحترافية، لذلك قيادة الجيش الوطني الشعبي سخرت كل الإمكانيات المتاحة لها من اجل إنجاح تكوين الجنود من خلال الخدمات التي تقدمها الكثير من المؤسسات التكوينية في الجيش الوطني الشعبي والتي تعمل على تكوين شباب، ولعل أهمها أكاديمية شرشال العسكرية التي تكون جميع الطلبة والضباط حتى يكون هناك تجانس في التكوين خلال السنة الأولى وبعدها يوزعون على مختلف هياكل التكوين التابعة لقيادات القوات على غرار مدرسة طفراوي الخاصة بقيادة القوات الجوية، الرغاية الدفاع عن الإقليم، «تمنفوست» بالنسبة للقوات البحرية، وكل وحدة تملك هيكل تكويني خاص بها ونفس الشيء بالنسبة لضباط الصف الذين يعتبرون العمود الفقري للجيش الشعبي الوطني لأن الضابط غير المكون تكوينا صحيحا وجيدا سيشكل عبئا على المؤسسة والدولة لذلك نحرص بشدة على ضمان أحسن تكوين للطلبة ولا يقتصر الأمر على الجزائريين فقط ولكن حتى الأجانب. وفيما يخص مصدر قوة الجيش بكل صدق فان أفراد الجيش تستمد قوتها من الشعب الجزائري الذي يعطيها الحافز الأكبر لتقديم كل ما لديها وإبراز طاقاتها من اجل السهر على ضمان سلامة البلد وصيانة الأمة والتضحية من اجله. @@ ماهي أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الجندي الماهر؟ وكيف يصل إلى مستوى الاحترافية؟ @@@ إن الميزة الأساسية في الجندي الماهر هي الانضباط والوطنية مسألة لا نقاش فيها ولا يتخلف فيها اثنان، وسر بلوغ الجندي مرحلة الاحترافية هو التكوين الجيد في الميدان لكي يكون مقاتلا جيدا يمكن الاعتماد عليه في المستقبل، ولا احترافية بدون تكوين، لان هذا الأخير هو الذي يجعل الفرد العسكري مقاتل شهم يعول عليه في الميدان ويعتمد عليه في الشدائد لأنه قادر على صيانة البلد والمحافظة على سلامة شعبه، فالاحترافية ليست عتاد والفرد هو العنصر الأساسي. دعوني أشير الى نقطة هامة، فالجزائر مرت بسنوات صعبة ولو لم يكن العسكريون محترفون لما تمكنت من اجتياز هذه المرحلة. @@ حدثنا عن تجارب الجيش الوطني الشعبي في التدخلات الإنسانية؟ وهل الامتداد الواسع لحدودنا يشكل عائق؟ @@@ وحدات الجيش الوطني الشعبي كانت ولا تزال دائما السباقة في التدخل الإنساني عند حدوث كوارث طبيعية والدليل على ذلك مساهماتها في انقاذ العديد من ضحايا فيضانات باب الوادي وزلزال الشلف التي وقعت في السنوات الأخيرة، وأفراد الجيش جاهزون في كل وقت وذلك لطبيعة عملهم التي يملي عليهم التدخل في حالات الطوارئ. وحول الامتداد الواسع للحدود الجزائرية فانه لا يشكل أي عائق بل الجيش قادر على حماية الحدود بالتنسيق مع مختلف القوات المسلحة بدون إقصاء جهة معينة، والحمد لله حدودنا آمنة في الوقت الراهن. @@ ماذا يضيف الإعلام للجيش الوطني الشعبي؟ @@@ وسائل الإعلام السمعية البصرية والصحافة المكتوبة تعتبر سندا لنا وشريك أساسي للجيش الوطني الشعبي نظرا للدور الكبير الذي تلعبه في نقل المعلومات والأخبار التي تتعلق بعمل أفراد الجيش، فهي وسيلة تثقيفية وتعليمية وتوجيهية في نفس الوقت، ولا يمكن أن ننسى دور الجرائد الوطنية التي تلعب دورا كبيرا في تنوير الرأي العام وتكون دائما وسيطا بيننا وبين الشعب الجزائري وتقربنا منه من خلال التغطيات الإعلامية التي تقوم بها والتي على أثرها تبلغ رسالتنا الى الجمهور وتبرز عمل القوات التابعة لوزارة الدفاع الوطني ومدى التطور المسجل في كافة الأصعدة خلال مسيرة طويلة من عمر الجزائر.