«لم تقتصر أهداف الثورة الجزائرية على استرجاع السيادة الوطنية والتحرر من قبضة الاستعمار، بل تعدت ذلك لتلهم كل الحركات التحررية في إفريقيا،آسيا وأمريكا اللاتينية، ولتشكل إلهاما حقيقيا لكل الشعوب المستعمرة كي تنهض وتطالب بحقها في تقرير المصير»، هذا ما ذكر به، أمس، المشاركون في اللقاء حول «الثورة الجزائرية وحركات التحرر» الذي نظم في أطار منتدى الذاكرة وبمناسبة مرور 51 سنة عن استرجاع السيادة الوطنية. وتطرق المؤرخ الأستاذ عمار رخيلة في مداخلته بالمناسبة، «إلى الدور الهام والتاريخي وكذا الانعكاسات الإيجابية للثورة الجزائرية على الحركات التحررية في المغرب العربي وإفريقيا الغربية، حيث كانت السبب الرئيسي في استقلال تونس والمغرب وإرغام الرئيس الفرنسي على إمضاء وثيقة تحرر 10 دول من أفريقيا الغربية في 1960 حتى يتسنى لفرنسا التفرغ كليا لقمع جيش وجبهة التحرير الوطنيين ». وأضاف المؤرخ، أن « من قادوا الثورة الجزائرية كانت لهم من الحنكة والفطنة بأن ضربوا فرنسا بقوانينها التي تتيح إنشاء الجمعيات والتشكيلات السياسية وانتهجوا سياسية الانفتاح على الفضاءات العربية والإسلامية والأسيوية، حيث تمكنوا من عزل فرنسا سياسيا والقضاء على مخططاتها الاستعمارية. وأشار المتدخل في سياق حديثه « أن الثورة الجزائرية قد عملت على تفنيد حقائق المدرسة الاستعمارية التاريخية، التي حاولت منذ 1830 طمس الهوية التاريخية الجزائرية، وإفهام العالم أن الجزائر فرنسية، هذا عن طريق مشاركتها في كل المحافل الدولية، حتى تحقق النصر للشعب الجزائري». وشكل اللقاء الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، فرصة لتسليط الضوء على استمرار الجزائر المستقلة حكومة وشعبا على درب مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير ومناهضة الاستعمار، وفتح أرض الوطن ملاذا للثوار والمدافعين عن سيادة أوطانهم حتى فازت بلقب «مكة الثوار وقبلة الأحرار». وأكد من جهته رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي والناطق الرسمي لشبكة المواطنة الجزائرية للتضامن مع شعب مالي، محمد محرز العماري، « أن الجزائر باقية اليوم على عهدها ووفائها لكل القضايا التحررية وخير دليل على ذلك وقوفها إلى جانب شعب فلسطين ظالما أو مظلوما، وشعب الصحراء الغربية حتى تقرير المصير». كما شكل اللقاء الذي احتضنه مركز الصحافة ليومية المجاهد فرصة لتكريم المجاهد جلول ملائكة الذي يشهد له التاريخ الجزائري ببطولاته في ميدان الدبلوماسية إبان الثورة التحريرية، وفي عهد الجزائر المستقلة.