أكد أساتذة جامعيون يوم الإثنين أن عيد النصر جاء "نتيجة لمحطات نضالية سابقة" لشعب قاوم أكثر من 130 سنة لرفع الظلم المسلط عليه و لإسترجاع سيادته المنزوعة. و أوضح الأستاذ والباحث في الحركة الوطنية عامر رخيلة في ندوة تاريخية حول "عيد النصر" بجريدة الشعب و بحضور المجاهد أحمد محساس أن هذا اليوم يمثل "إنتصارا" لإرادة الشعب الجزائري في مواجهة إرادة أخرى سعت ل"فرض الهيمنة" و"التنكر التام لذاتية شعب لمدة 130 سنة". و أضاف الأستاذ رخيلة أن هذا اليوم لم يحض بالإهتمام الذي يستحقه لاسيما من قبل المؤرخين المهتمين بكتابة التاريخ مشيرا إلى أن العديد من الأحداث التاريخية "لم يتم تناولها و إستغلالها بالشكل المطلوب". في هذا السياق قال الأستاذ رخيلة أنه "لايجب أن نبقى نتعامل من منطلق رد الفعل و إنتظار الطرف الأخر للرد عليه بل يجب أن نكون المبادرين خاصة و أن الأمر يتعلق بالتأريخ للثورة التحريرية و بالمحطات البارزة التي عرفتها". كما تطرق ذات المتحدث في هذا الجانب إلى دور المجتمع المدني والحركة الجمعوية والذي إعتبره "مغيبا" بالنظر لمكانتها في التحسيس بالمواطنة وحب الوطن. من جهته أرجع أستاذ الحضارات بجامعة الجزائر أحمد سليماني "تحفظات بعض الأطراف" على إتفاقيات إيفيان و النتائج التي حققتها إلى "أسباب سياسية تدخل في إطار التنافس على السلطة" مبرزا أهمية وجود كتابات ودراسات تتناول الفترة التي تلت توقيف القتال إلى غاية 3 جويلية 1962. كما تطرق الأستاذ سليماني إلى ما أسماه ب"التهميش" لدور الحركة الوطنية موضحا في هذا الإطار إلى أنه تم تقديم ثورة نوفمبر 1954 و كأنها "قامت بمعزل عن المحطات الأخرى التي سبقتها و لم تكن نتيجة نضالات طويلة". و بخصوص مسألة تجريم الإستعمار دعا المتحدث إلى "الوقوف مع كل من يعمل في هذا الإتجاه" خاصة و أن الإستعمار "أدخلنا في دوامة من التخلف تزامنت مع نهب منظم لخيرات الجزائر طيلة 130 سنة". و من جهته أوضح المجاهد أحمد محساس في كلمة قصيرة أن الشعب الجزائري ساهم من خلال الأجيال المتعاقبة بكل ما يملك من طاقات في المعركة التي خاضها ضد الإستعمار الفرنسي لتحقيق النصر و إسترجاع سيادته ومقوماته الوطنية.