أكّد المدرب مراد وردي أنّ ورقة التأهل لكأس العالم 2014 بالبرازيل لن تفلت من المنتخب الوطني في لقاء العودة من الدور الفاصل التي ستجرى هذا الثلاثاء أمام بوركينا فاسو، مشيرا إلى أنّ "الخضر" مطالبون باللعب بخطة واضحة متناسقة تسمح بالتسجيل وعدم ترك أي فرصة للبوركينابيين، موضّحا أنّ مباراة البليدة تختلف عن لقاء الذهاب بواغادوغو من جميع النواحي. ❊ الشعب: تحضيرات مكثّفة تقوم بها التشكيلة الوطنية قبل ثلاثة أيام من مباراة العودة أمام بوركينا فاسو، ما هو المطلوب فعله من طرف الناخب الوطني في هذه الفترة؟ ❊❊ مراد وردي: التحضير لهذا النوع من المباريات يجب أن يكون متكاملا من جميع النواحي، رغم قصر مدة التربص، حتى تكون جميع العناصر جاهزة لتأدية مباراة في القمة، سواء بالنسبة لأصحاب الخبرة أو التي استدعيت مؤخرا. المدرب هاليلوزيتش يملك خيارات كثيرة لتحديد التشكيلة الأساسية التي بإمكانها الإطاحة بمنتخب الخيول، تكون مدعّمة بلاعبين احتياطيين يمكنهم تقديم الإضافة في أي لحظة من اللقاء، والأهم في كل هذا الاستعداد الجيد من النواحي البدنية والبسيكولوجية والتكتيكية ضروري حتى يتمكنوا من مجاراة مباراة مصيرية تلعب في 90 دقيقة. وكما يعلم الجميع المنتخبات التي يلعب عناصرها في البطولات الخارجية يعاني مدربوها في القيام بتحضير جيد، لأنها مرتبطة بتواريخ الفيفا، وهذا لا يخدمها في الكثير من الأحيان، لكن هاليلوزيتش يملك حلولا لتجاوز هذا العائق وتجهيز تشكيلته التي لن يحدث عليها تغييرا كبيرا، كما أنّ أغلب العناصر لعبت التصفيات وهو ما سيجعلنا نحضّر لآداء منسجم من جانب "الخضر". ❊ كيف ترون المقابلة ككل؟ ❊❊ أظن أنّ تسجيل هدفين في مباراة الذهاب سيكون له الوقع الايجابي على لاعبي المنتخب الوطني، فالخسارة ب (3 2) أفضل من (1 0) لأنّ هدف واحد كاف للتأهل، ومعطيات لقاء الثلاثاء في صالح "الخضر" المدعوين إلى حسم التأهل في 90 دقيقة وتجنّب الوقت الإضافي وضربات الترجيح، فكل الظروف مهيأة لذلك، خاصة أنّهم سيلعبون فوق أرضية ملعب مصطفى شاكر، الذي لم تتعثّر فيه التشكيلة الوطنية في جميع المباريات ماعدا تعادلين. وضروري الحذر من المهاجمين البوركينابيين، الذين أبانوا في لقاء الذهاب عن فرديات لا بأس بها، وخلقوا خطورة كبيرة لمّا تكون لديهم الكرة. والحذر لا يعني التردد وترك الخصم يبني هجوماته، بل لابد من اللعب بخطة واضحة متناسقة تسمح بالتسجيل وتشتيت تركيز لاعبي المنافس طيلة أوقات اللقاء. ❊ تنظيم كأس العالم بالبرازيل وحجم المنافسة سيكون محفزا للاعبي "الخضر"، أليس كذلك؟ ❊❊ هذا الحافز سيكون للفريقين وليس للخضر فقط، لأنّ كأس العالم أولا منافسة تنظّم كل أربع سنوات، وعندما تأتي فرصة المشاركة فيها لا أحد يريد تضييعها، كما أنّ تنظيمها في 2014 بالبرازيل يجعل كل لاعب ومنتخب يسعى لعدم تفويت المشاركة في هذه التظاهرة، لكن أظن أنّ "الخضر" هم أقرب للتأهل من البوركينابيين. ❊ يرى البعض أن نقطة ضعف المنتخب الوطني في الدفاع خاصة الظهيرين الأيمن والأيسر، كيف تعلّقون على ذلك؟ ❊❊ فعلا الدفاع في مباراة الذهاب لم يؤدّ دوره كما يجب خاصة بالنسبة للرواقين الأيمن والأيسر، وهنا لابد من وضع علامة استفهام حول غياب ظهير أيمن حقيقي في التشكيلة الوطنية، بالمقابل الهجوم أدّى ما عليه وكان بإمكان المهاجمين قتل المباراة في الشوط الأول وتسجيل أكثر من هدفين والعودة بنصف التأشيرة من واغادوغو، فالناخب الوطني لديه حلول كثيرة في الهجوم وبإمكان المهاجمين الوصول إلى الشباك بسهولة إذا تلقى مساندة قوية من المدافعين الأيمن والأيسر، هذان المنصبان المهمان اللّذان يمدّان المهاجمين بكرات قد تكون حاسمة يقوم بها عنصران لهما نزعة هجومية. ويمكن القول أنّ هاليلوزيتش يعي هذا جيدا، خاصة بعد الثغرات التي ظهرت على هذين المنصبين في مباراة الذهاب، وسيعالج ذلك حتى يقوما بدورهما على أكمل وجه في الدفاع وفي نفس الوقت الهجوم بتقديم السند للمهاجمين والتوغل في منطقة الخصم، لذلك الفريق الوطني مطالب أن يكون متوازنا في جميع خطوطه، لأنّ أيّ ثغرة في الدفاع قد تخلط على العناصر الوطنية كل الحسابات، كما أنّ على المهاجمين القيام في نفس الوقت بدورهم الدفاعي لما يكون هناك خطر على المرمى. ❊ نتحدّث الآن عن المنافس، ما هي نقطة قوته وضعفه؟ ❊❊ المباريات تختلف لكن بعد مباراة الذهاب ظهر على البوركينابيين هشاشة في الدفاع، لأنّهم كانوا يبحثون عن التسجيل لتحقيق الفوز خاصة في الدقائق الأولى، وكان بإمكان "الخضر" استغلال تلك اللحظات الحرجة لتسجيل هدفين، خاصة بعد الخروج الاضطراري لباكاري كوني بداعي الإصابة. عموما البوركينابيون غلب عليهم اللعب الفردي وغاب عنهم اللعب الجماعي، ولم يكونوا منسجمين في جميع أطوار المباراة رغم القوة الجسمانية التي يتمتع بها المهاجمون، ولم يشكّلوا خطورة كبيرة ماعدا التوغلات الفردية المفاجئة. والسؤال الذي يطرح: هل سيتغيّر لعبهم ويعزّزون دفاعهم أكثر أم لا في مباراة الاياب؟ لكن مهما يكن أظن أنّ "الخضر" سيستغلّون الثغرات والهفوات الموجودة في دفاع الخيول وغياب التنسيق، ولن يتركوا لهم فرصة للمباغتة. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ ❊❊ الفريق الوطني هو قاطرة كرة القدم الجزائرية، وحضوره في البرازيل يعني الكثير ويجعلنا نتشوّق أكثر فأكثر لمتابعة كأس العالم وسيكون بمثابة دفع قوي للكرة الوطنية، التي هي في حاجة ماسة لمثل هذه الانتصارات لتكون في الطليعة إفريقيا، كما أنّ تأهل "الخضر" لهذه التظاهرة العالمية يشجّع أنديتنا المشاركة في الكؤوس الإفريقية على تقديم مستوى يشرّف الجزائر والاهتمام بالتكوين، وهذا كلّه سيرفع حتما مستوى بطولتنا المحلية.