طالب المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظمته مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو، بالتنسيق مع جمعية «قرية اث وشن» حول «حياة وأعمال الموسيقار العالمي والعملاق محمد اقربوشن» عائلة الفقيد بضرورة تسليم ما تبقى من آلاته الموسيقية، من أجل الحفاظ عليها والتي تعرضت أغلبها للسرقة، على غرار آلة البيانو وجهاز 33 دورة. أكد جل المشاركين في اليوم الدارسي أن استلام الآلات الموسيقية من شأنها أن تساعد الباحثين والمختصين من نفض الغبار على الإرث الثقافي العريق، الذي تركه هذا الموسيقار العالمي وتثمينها وجعلها تراثا تشهد على عظمة هذه الشخصية وإنقاذها من النسيان والزوال ووضع حد لتجاهل الأمر. كما ألح المتدخلون وعلى رأسهم المفتش «حمدي حسين»، على ضرورة إعادة رد الاعتبار للرجل الذي خدم الفن والوطن، حتى لا يعلو الغبار على شخصيته وتاريخه، حيث تسعى مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو إلى تصنيف منزله بقرية «اث و وشن» ضمن التراث الوطني. وأشار ذات المتحدث أثناء تدخله على وجوب تثمين هذا الإرث الثقافي الذي يتضمن 590 مؤلفة موسيقية، أغلبيتها لم تجد الطريق إلى الناشئة، داعيا المختصين إلى تدريس هذه الموسيقى للأجيال القادمة، وكذا وجوب تدريس هذه الشخصية في المدارس الجزائرية لإعادة الاعتبار، للرجل الذي ساهم بطريقته في تحرير الوطن. محمد اقربوشن ألف عدة قطع موسيقية في النوع الكلاسيكي والشرقي والغربي، ولحن عدة أفلام وأغاني لفانين كبار، كما أعد حصص إذاعية بالعربية والأمازيغية في الإذاعة الوطنية، وأصبحت جل أعماله مراجع هامة وثمينة خاصة في ميدان الموسيقى. اقربوشن من مواليد قرية «اث وشن ببلدية اغريب» بولاية تيزي وزو، ولد في 13 نوفمبر 1907، انتقلت عائلته إلى العاصمة سنة 1870، وتابع دراسته الابتدائية بالقصبة، محمد اقربوشن ذلك الفتى الراعي الذي أثار اهتمام الإنجليزيين، وهو لا يتعدى 12 سنة من عمره، حيث تمكن من الانخراط في المدرسة الملكية البريطانية للموسيقى الكلاسيكية، وبموافقة والده التحق بأشهر المدارس والمؤسسات السينماتوغرافية العالمية، كان موهوبا ومتعلقا بالموسيقى، حيث اكتشف من طرف «الكونت روث» أحد النبلاء الإنجليز سنة 1919، والذي كان صاحب ورشة مجاورة لمنزل أسرة اقربوشن بالقصبة، فسافر به إلى إنجلترا، أين باشر دراساته في التلحين، قبل أن يقرر «روث» دفعه نحو المجد، فقاده إلى فيينا بالنمسا، أين تعمق في التلحين مع الأستاذ «ألفريد غرنفيلد»، كان مولعا بالناي منذ نعومة أظافره، ليلقب ب»الرجل الذي يحمل الناي»، وأصبح يلقب بعدها بالمايسترو، كما أنه يتقن عدة لغات منها الإنجليزية، الألمانية، الإيطالية، الإسبانية، الفرنسية، العربية، وكل اللهجات الامازيغية من الشاوية، الترقية، المزابية والقبائلية. ساعد الفنان عددا من مطربي الأغنية القبائلية، وقام بعد خروجه من السجن بتلحين أشعار «ألف ليلة وليلة»، واستمر عطاؤه في مجال الفن والثقافة، إلى غاية 1966، حيث انطفأت شمعته وهو في ال59 سنة بالجزائر العاصمة.