تحتضن دار الثقافة ''مولود معمري'' ولاية تيزي وزو، ابتداء من 13 ديسمبر الجاري، مسابقة آلاتية للموسيقية الكلاسيكية ''محمد اقربوشن'' في طبعته الأولى، التظاهرة التي تمتد إلى غاية 15 من نفس الشهر من تنظيم مديرية الثقافة، بالتعاون مع الجمعية الثقافية محمد اقربوشن، وبالتنسيق مع عدة جمعيات منها جمعية اذرار ناث قوضيعة، جمعية حنيفة، جمعية اسياخم وغيرها. وسطّر القائمون على تنظيم هذه الطبعة التي ستدوم ثلاثة أيام، برنامجا ثريا ومتنوعا يستهل بتدشين معرض متواصل طيلة أيام التظاهرة بأزقة دار الثقافة وقاعة زميرلي، الذي سيعرض كتبا ومقالات تناولت سيرة وأعمال الراحل محمد اقربوشن الموسيقي، الشاعر والكاتب، كما سيتم في يوم افتتاح الطبعة، تنظيم حفل موسيقي مع فرقة ''ايخولاف اقربوشن'' بقاعة المسرح الصغير، لينتقل فيما بعد مسؤولو قطاع الثقافة رفقة عدة شخصيات فنية وموسيقية، إلى قرية اث وشن مسقط رأس الراحل. ويتخلل برنامج التظاهرة، إلقاء جملة من المحاضرات التي ينصب موضوعها حول الموسيقى الكلاسيكية، وكذا حول حياة وأعمال الموسيقار العالمي اقربوشن صاحب أزيد من 590 مؤلفة موسيقية، كما سيكون جمهور تيزي وزو على موعد مع عروض موسيقية من إحياء فرقة موسيقية تابعة للجمعية الثقافية ''اذرار اث قوضيعة''. وينتظر أن تنطلق المسابقة حسب المشرفين على تنظيمها، في اليوم الثاني من انطلاق التظاهرة والمصادف ليوم الأربعاء المقبل، ببرمجة مجموعة من المسابقات منها مسابقة أحسن عازف، أفضل ثنائي، ومسابقة أفضل ثلاثي، وذلك باعتماد مجموعة من الآلات منها اليتار الكلاسيكي، البيانو، الكمان، والناي. وتختتم التظاهرة بتوزيع الجوائز على المشاركين في مختلف المسابقات المنظمة، متبوعا بحفل فني من إحياء فرق موسيقية، تخليدا لروح الراحل اقربوشن المولود يوم 13 نوفمبر 1907 بقرية أث وشن بتيزي وزو، انتقلت عائلته إلى العاصمة سنة 1870 وتابع دراسته الإبتدائية بالقصبة، محمد اقربوشن ذلك الفتى الراعي الذي أثار اهتمام الإنجليز، وهو في عمر الزهر استضافته أهم العواصم وأشهر المؤسسات السينماتوغرافية العالمية، كان يميل إلى الموسيقى منذ سن مبكرة، واكتشف من طرف الكونت روث أحد النبلاء الإنجليز ,1919 الذي كان صاحب ورشة مجاورة لمنزل أسرة اقربوشن بالقصبة، فسافر بذلك الفنان العملاق إلى إنجلترا مع الكونت فباشر دراساته في التلحين ببريطانيا وقرر ''روث'' دفعه نحو المجد، فقاده إلى فيينا بالنمسا، أين تعمق في التلحين مع الأستاذ ألفريد غرنفيلد، كان مولعا بالناي منذ نعومة أظافره، حيث كان يلقب بالرجل الذي يحمل الناي، وتحولت حياة هذا القروي الصغير ليصبح يلقب بالمايسترو، كما أنه يتقن عدة لغات منها الإنجليزية، الألمانية، الإيطالية، الإسبانية، الفرنسية، العربية، الأمازيغية وغيرها. في سنة 1928 قدم ثلاث (رابسوديات) بلندن، بعد أن تحصل على الجائزة الأولى للبيانو في فيينا سنة ,1926 كما أنشأ فرقة سمفونية كبيرة رابسودية جزائرية سنة 1935 حققت نجاحا كبيرا، إضافة إلى أولى سمفونياته القبائلية ''حفلة شرقية'' ''ورقصة أمام الموت''، التي ألفها بين 1930 و ,1934 ووضع اقربوشن موسيقى فيلم ''قدور في باريس'' ل ''أندري ساروي'' وكذا العديد من الأفلام منها فيلم الجزائر ''عزيزة'' الفيلم الجزائري ''سيرتا''، غطاسو الصحراء وغيرها. كما ساعد الفنان عددا من مطربي الأغنية القبائلية على غرار أحسن مزاني، صورية نجيب، محمد حامل، الشيخ نور الدين وفريد علي الذي كان تلميذا له، فألف له 50 أغنية قبائلية أشهرها لحن أغنية ''أيما صبر أورترو''. كما قام بعد خروجه من السجن بتلحين أشعار''ألف ليلة و ليلة'' ل ''رابند راناث ثاغور'' وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية وضع موسيقى للفيلم الشعبي ''مناعة الوحدة''، ''مدرسة متنقلة''، كما قام بإنشاء القناة القبائلية بإذاعة باريس وغيرها من الأعمال التي لا تزال خالدة. واستمر عطاؤه في مجال الفن والثقافة إلى غاية ,1966 حيث انطفأت شمعته في سن التاسعة والخمسين بالجزائر العاصمة، بعد معاناته من مرض السكر.