عقد، ليلة أمس، أعضاء المجلس الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي وعددهم 353 الذين تم انتخابهم ليلة اليوم الأول من المؤتمر الرابع، أول اجتماع لهم برئاسة الأمين العام وعضو الهيئة، عبد القادر بن صالح، مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن اختتام أشغاله. وقبل ذلك، جرت عملية انتخاب أعضاء المجلس الوطني في ظروف هادئة وبطريقة عادية، حسبما أكدت نوارة سعدية جعفر ل»الشعب»، وكما كان مبرمجا يحوي 30٪ من النساء و20 بالمائة من الشباب، باستثناء ولاية المدية، لكن سرعان ما تم احتواء الوضع، أضافت تقول، بعد التوصل إلى إتفاق. وخلال جلسة الاختتام، تمت المصادقة على القائمة التي حملت أسماء كثيرة بينها أحمد أويحيى، الأمين العام السابق المستقيل، وشهاب صديق وبن بوزيد، إلى جانب شريف رحماني، نورية حفصي، يوسف يوسفي، محمد شريف عباس، وأمينة دباش ونوارة جعفر، وعز الدين ميهوبي ويحيى ڤيدوم، ومصطفى براف ونوال بوعياد آغا ومحمد بتشين وبوعبد الله غلام الله وحمزة بن حمودة. وتعكس القائمة التي تم المصادقة عليها بالإجماع، في (الأرندي)، صفحة الأزمة، بدليل احتواء القائمة لأسماء المناوئين للقيادة المستقيلة وأعضاء من هذه الأخيرة. ومن هذا المنطلق، أكد الأمين العام، نجاح المؤتمر والتفرغ للرهانات التي تنتظره وفي مقدمتها الإنتخابات الرئاسية. ومباشرة بعد ذلك، تلى مقرر اللجنة، عز الدين ميهوبي، محتوى البيان الختامي وأهم ما ورد فيه: «أن المؤتمر نقطة تحول في مسيرة الحزب، وقدم قيمة مضافة للممارسة الديمقراطية في بلادنا، بفعل ما اشتهر به من شفافية في الحوار، وفعالية في القرار». كما نوّه البيان الختامي الذي تحصلت «الشعب» على نسخة منه، «بخطاب بن صالح لما تضمنه من تحليل عميق لمسيرة الحزب، وتشخيص دقيق لطبيعة الأزمة التي مرّ بها، وطرح موضوعي لواقع الممارسة السياسية والديمقراطية في بلادنا». كما جاء فيه «إن المؤتمر يعبر باعتزاز عن دعمه المطلق لفخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، ويدعم كل الخطوات التي من شأنها تعزيز الإصلاحات الشاملة التي أرسى قواعدها»، مجددا التعبير عن موقف التجمع الوطني الديمقراطي من خلال التذكير بخطاب بن صالح «كان وسيكون وسيبقى إلى جانبه، وهو جاهز كامل الجاهزية لإتمام المسيرة التي اختارها والتزم بها منذ سنة 1999، بوقوفه إلى جانبه»، مضيفا «وسيكون بالتأكيد في الموعد، ولدى انطلاق عملية المرحلة القادمة». ودعا في سياق متصل، إلى ضرورة أن تكون الإنتخابات الرئاسية المقبلة، فرصة تتنافس فيها البرامج والأفكار في أجواء من الهدوء وأخلاقيات العمل السياسي»، ملتزما بوضع كل إمكانيات الحزب «لإنجاح الحملة الإنتخابية، ضمن ممارسة ديمقراطية ونزيهة»، داعيا «الفاعلين السياسيين إلى ضرورة انتهاز هذه السانحة التاريخية لتوفير الأجواء المواتية لتمكين الشعب الجزائري من اختيار المتنافسين والبرنامج الذي يناسبه، وأن تكون الإنتخابات الرئاسية لبنة إضافية لتثمين صرح مؤسسات الجمهورية». وأكد البيان الختامي، أن المؤتمر تأكيد على قدرة الحزب على تجاوز الأزمة ونجاحا في تحقيق مكاسبه، وانطلاقة جديدة أكثر فاعلية وتأثير، بعدما مر بظروف صعبة تخللتها تجاذبات بين مناضليه اقتضت الاحتكام إلى منطق العقل، وفرضت تنازلات من الأطراف المتنازعة، حفاظا على وحدة وانسجام الحزب واستمراره كقوة أساسية في المعترك السياسي.