شهدت أمس، بلدات عدة في شمال عاصمة جمهورية افريقيا الوسطى بانغي وغربها أعمال عنف وخصوصا في بلدة سيبوت حيث يختبىء السكان أو هربوا إلى الأدغال. وقالت العديد من المصادر، أن المتمردين السابقين في تحالف سيليكا فرضوا سيطرتهم على المدينة كزعماء حرب ولا توجد أي قوة أجنبية لحماية الأهالي . وتعرضت محطة النقل البري والسوق للتدمير، وأعمال العنف التي بدأت صباح أمس وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل لكن هناك عددا أكبر بالتأكيد في الأحياء، كما أضافت المصادر . وقالت القوة الافريقية أن فرقة منها توجهت إلى سيبوت، كما سجلت أن حوادث أخرى جرت في بلدة بوسمبيلي القريبة من حدود الكاميرون إلى الغرب. في المقابل، عاد الهدوء إلى بوالي على بعد تسعين كلم شمال غرب بانغي، والتي كانت الجمعة مسرحا لمواجهات دامية بين سيليكا وميليشيات مسيحية اوقعت بحسب مصدر عسكري في افريقيا الوسطى ثلاثة قتلى على الأقل هم ثلاثة مدنيين مسلمين. وقال أحد سكان بوالي « خرج عناصر من ميليشيات مسيحية لتحطيم المحلات التي تعود لمسلمين، لقد حطموا كل شيء». وأضاف «كثيرون توجهوا الى الادغال»، موضحا أن العسكريين الفرنسيين في عملية سانغاريس موجودون في المدينة. وشن الجيش الفرنسي الجمعة عملية عند محور الطرق الذي يربط بانغي بحدود الكاميرون. وتأتي هذه التطورات الأمنية الخطيرة فيما بدأت جمهورية أفريقيا الوسطى استعداداتها لانتخاب رئيس انتقالي جديد غدا الاثنين. ويفترض أن ينتخب المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان الانتقالي) غدا رئيسا انتقاليا جديدا تتمثل مهمته في وقف انهيار البلاد. ووانتهت صباح أمس، مهلة الترشيح التي بدأت صباح الجمعة على أن يدرس المجلس الانتقالي الملفات ثم يعلن أسماء المرشحين اليوم الأحد، ليتم الانتخاب غدا. وحدد المجلس الانتقالي معايير صارمة لانتخاب الرئيس الجديد تقصي كل الذين مارسوا مسؤوليات سياسية خلال رئاسة الرئيس الانتقالي المستقيل ميشال جوتوديا المنتمي إلى تحالف سيليكا، الذي أطاح بالرئيس فرانسوا بوزيزي في مارس الماضي، وستشمل هذه المعايير أيضا رؤساء الأحزاب السياسية والعسكريين. وقد اضطر جوتوديا إلى الاستقالة في 11 جانفي نزولا عند ضغط قادة دول وسط أفريقيا بدعم فرنسا، الذين نفد صبرهم على عجزه عن وضع حد للمذابح الدينية في بلاده. وسيحل الرئيس المؤقت محل الرئيس المكلف ألكسندر فردينان نغيندت الذي تولى مهامه بتكليف من المحكمة الدستورية خلفا للرئيس المستقيل قبل أيام. وانزلقت أفريقيا الوسطى إلى الفوضى بعد سيطرة متمردي حركة سيليكا على السلطة منذ نحو عشرة أشهر بعد الإطاحة بنظام الرئيس بوزيزي، وما تبع ذلك من حوادث عنف أسفرت عن سقوط مئات من القتلى وتشريد مئات الآلاف في هذا البلد البالغ عدد سكانه 4.5 ملايين نسمة. وفي أوائل ديسمبر الماضي تصاعد العنف بعد أن شنت المليشيات المسيحية هجمات انتقامية على قوات سيليكا، مما أثار المخاوف من انتشار الصراع في جميع أنحاء البلاد. وقال دبلوماسي غربي إن الشركاء الغربيين والأفارقة في بانغي يرون أن الرئيس المنتخب يجب أن يكون «رئيسا فنيا» وأن يتحرك بشكل طارئ.