في مشهد غريب عن أجواء الاقتتال في بانغي عاصمة جمهورية افريقيا الوسطى، أوقف مقاتلون من حركة سيليكا وعدوتها الميليشيات المسيحية القتال في أحد الأحياء الأحد بعد أسبوع من المواجهات فيما واصل الجنود الفرنسيون والأفارقة عمليات نزع الأسلحة والسيطرة على المتورطين في أعمال النهب.ففي حي بيمبو، عند مدخل بانغي الجنوبي، وبعد أسابيع من الاقتتال وأعمال العنف بين المسحيين والمسلمين، أوقف مقاتلون من سيليكا وعناصر ميليشيات مسيحية كانوا يتناحرون هناك، المعارك بعد تآخ على وقع تصفيق السكان.وأكد قائد اركان قوات الامن الجنرال فردينان بومبويكي التوصل الى "اتفاق في ذلك الحي".وأوضح المسؤول السياسي في افريقيا الوسطى روجي كومبو الذي كان حاضراً ل"فرانس برس" أن عناصر من عملية "سنغاريس أتوا في وقت مبكر من هذا الصباح للقيام بوساطة" مؤكداً أن المقاتلين "تعانقوا واعتذروا لبعضهم البعض وسط تصفيق الجمهور".وبعد ذلك توجه مقاتلو المعسكرين إلى سوق الحي وفتحوا الحاجز في حي "بي كا9"، فاسحين المجال أمام حرية تنقّل السكان في الحي مجدداً.وقال الكابتن سليمان داودا، قائد مقاتلي سيليكا في هذا الحي، "توصلنا الى وقف اطلاق النار" مع الميليشيات المسيحية في الحي. ولكن في مناطق اخرى من المدينة لم يكن التآخي وارداً.فقد شهدت المدينة عمليات نهب متاجر وهاجمت مجموعة من الشبان المسلحين بسواطير وهراوات محلاً تجارياً وسط عاصمة افريقيا الوسطى، ما ادى الى تدخل من القوات الكونغولية المشاركة في القوة الافريقية لمساعدة افريقيا الوسطى (ميسكا) الذين طاردوهم وأوقفوا اربعة منهم بقوة.وواصل الجنود الافارقة والفرنسيون عمليات تفتيش السيارات بحثاً عن الأسلحة وأوقفوا كل الذين يملكون أسلحة نارية أو قنابل يدوية.واوقف جنود فرنسيون عند الظهر سيارة كان يركبها اثنان وتحوي أسلحة عند مفترق الأممالمتحدة في وسط المدينة، وسرعان ما تجمعت الحشود لقتل الرجلين ما دفع بالجنود الفرنسيين والأفارقة إلى إطلاق النار في الهواء لكن الحشود الغاضبة أحرقت بعد ذلك سيارتهما.وبدأ جنود فرنسيون ايضا تفتيش منازل بعض الاحياء في مناطق لم تتمكن اي قوة من دخولها حتى الان.وفي الاثناء يواصل رئيس المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان الموقت) الكسندر فردينان نغيندت الاستعادات لانتخاب رئيس انتقالي جديد بعد استقالة ميشال جوتوديا الجمعة.ودعا الجنرال بومبويكي مجدداً قدامى الجنود الذين انضموا الى الميليشيات المسيحية المناهضة لجوتوديا الى العودة للثكنات "بحلول الاثنين".ومن المقرر أن يبدأ البرلمان الاثنين مشاوراته مع الاحزاب السياسية والمجتمع المدني من اجل تنظيم انتخاب خليفة ميشال جوتوديا وفق مصدر في المؤسسة.وسيتولى الرئاسة بالوكالة لمدة أقصاها 15 يوماً رئيس المجلس الوطني الانتقالي ما إن تعلن المحكمة الدستورية رسمياً شغور السلطة. ويتوقع ان يكون ذلك الاثنين على أقصى تقدير وربما الأحد وفق بعض المصادر القريبة من المؤسسة.