كشفت مصادر مسؤولة من الغرفة الفلاحية لوهران، أن أكثر من 50٪ من الأراضي المحروثة خلال الموسم الحالي بذورها غير معالجة، وهي المساحة الأكثر عرضة لمختلف أنواع الأمراض. ولن يحقق تكثيف زراعة الحبوب الهدف المرجو، إلا من خلال تطبيق عديد التقنيات وفي مقدمتها مكافحة الأعشاب الضارة، الحرث العميق، واستعمال البذور المحسنة، لما لها من دور كبير في تحسين الإنتاج، تضيف مصادر "الشعب" لافتة إلى أن "البذور" التي لا تمر على المخابر ولا تعالج، تتسبّب في قلّة الجودة والمردودية. وعلى الرغم من ذالك، فقد سجلت مؤشرات الطلب من قبل الفلاحين على تعاونية الحبوب والبقول الجافة بوهران ارتفاعا، قدرته ذات الجهة ب 24.260 قنطار، منها 9960 قنطار شعير و9840 قنطار قمح صلب و5520 قنطار من القمح اللين، مقابل 16.400 قنطار من مختلف الأنواع، خلال الموسم المنصرم. وعلى ضوء ذلك، أكدت مصادر من مصلحة دعم الإنتاج بمديرية المصالح الفلاحية، أن الحالة العامة للحرث والبذر بعاصمة الغرب الجزائري إلى يومنا هذا جيدة، بعدما تعدت المساحة 52400 ألف هكتار، من أصل 55340 هكتار معنية بالعملية، حسبما أشير إليه. ...مكافحة الأعشاب تستهدف أكثر من 22 ألف هكتار وتتوقع الغرفة الفلاحية أن تشمل مكافحة الأعشاب الضارة في حقول الحبوب بوهران 22800 ألف هكتار، كما أوضحت أن العملية ارتفعت هي الأخرى، بعدما كانت في حدود 1500 هكتار. واعتبر مختصون من المحطة الجهوية لحماية النباتات، أن إبادة الأعشاب الضارة، من العمليات الأكثر أهمية بمسار المعالجة التقنية، ومن نتائجها الزيادة في كمية الإنتاج والنوعية من 30 إلى 40٪، نظرا لأهميتها البالغة في تفادي أضرارا فادحة على المحاصيل، ومنها مشاركتها في المياه والعناصر الغذائية والغطاء الضوئي. كما تعتبر الأعشاب ملاذا للفطريات والميكروبات التي تعيش في الجهاز الهضمي للحشرات وفي التربة، لترفض في الأخير المحاصيل من قبل تعاونية الحبوب والبقول الجافة، وتكون غير صالحة للاستهلاك البشري، للعلم أن الأعشاب الضارة، بحقول الحبوب، مهما كانت فصيلتها أحادية الفلقة أو ثنائية، يوجد منها عشرات الأنواع، ويختلف تواجدها من مكان لآخر ومن فصل لآخر. وحقق فلاحو وهران موسم حرث وبذر استثنائي، باعتمادهم تقنية الحرث العميق في الآجال المثالية المحددة تقنيا، بعدما كانت في السنوات السابقة بعيدة المنال، وهي انطلاقة حسنة تبشر بموسم خصب ، تقول مصادرنا من مختلف الفاعلين في الحقل الفلاحي. والملفت للإنتباه، أن إجراء الحرث العميق، بلغ 70 بالمائة من المساحة المعنية، ومعلوم أن الأخير، يعد أهم عامل في رفع مردودية الأرض. ...ومشكل نقص المؤطرين يطرح بشدة وبرمجت المحطة الكائنة ببلدية مسرغين، بمعية الغرفة ومصلحة الإرشاد الفلاحي، دورات تكوينية، لفائدة منتجي المحاصيل الكبرى، فيما تتواصل الحملات التحسيسية والحصص التوعية على مستوى المقاطعات الفلاحية بوهران، رغم النقص المسجل في عدد المؤطرين، بسبب تقاعد عديد الإطارات، في ظل ضعف آخر يسجل على مستوى حظيرة الأجهزة والمعدات الخاصة بمحاربة الأعشاب. وتجدر الإشارة إلى أن الظروف المناخية الملائمة في السنوات الثلاث الأخيرة، والتي عرفت تساقط كميات معتبرة من الأمطار، ناهيك عن مختلف صيغ دعم الدولة والقروض، كلها عوامل، شجعت الكثير على تتبع مختلف الإرشادات وتطبيقاتها العلمية، لفوائدها العديدة في الإنتاج، وخاصة منها، المحاصيل الكبرى.