تراهن مؤسسة «اتصالات الجزائر» على مشروع تحويلها من متعامل إنجاز الشبكات والهياكل إلى متعامل خدمة، وفق ما أكده المسؤول الأول عنها، أزواو مهمل، مفيدا في سياق موصول، بأنها واعية بمهامها ومسؤولياتها كمتعامل وطني وتجاري تجاه الزبائن، يضع تحت تصرفهم أحدث التكنولوجيات التي باتت ضرورة لأي تطور. بعدما كان العمران والبناء مقياسا لتطور أي بلد، باتت اليوم التكنولوجيات الحديثة في ميدات الاتصال، المقياس الحقيقي لتطور البلدان، ومن هذا المنطلق، اعترف أزواو بالمسؤولية الكبيرة التي تقع على «اتصالات الجزائر» في المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن خطة العمل المنتهجة خلال الأعوام الأخيرة، بدأت تؤتي ثمارها في 2014. لم يفوّت المسؤول الأول على «إتصالات الجزائر» نزوله، أمس، ضيفا على «الشعب»، للتذكير بالمراحل التي قطعتها المؤسسة مذكرا بأن المؤسسة يقع على عاتقها تطوير الشبكة والخدمات، ومن أجل ذلك، تقوم بجهد كبير لتطوير وتعميم الخدمات في تكنولوجيات الإعلام والاتصال. وأقرّ أزواو بأن مهمة المؤسسة ليست سهلة، لأنها كانت ذات طابع إداري محض، قبل أن تتحول إلى طابع تجاري، مع العلم أن «اتصالات الجزائر»، مؤسسة عمومية انبثقت عن إعادة هيكلة القطاع في سنة 2000 / 2001 وبعدما كان متعاملا متخصصا في الشبكات الثابتة فقط، تحول إلى مجالات أخرى. خدمة الهاتف الثابت بدورها لم تخل من العراقيل، ومردّ ذلك حسب ضيف «الشعب» الكوابل النحاسية التي كانت تتعرّض إلى السرقة، مشاكل واجهتها المؤسسة لدى ولوجها خدمة «الأنترنات»، لأن الشبكة التي كانت تتوفر عليها موجهة أساسا إلى الهاتف الثابت، ولا تتلاءم مع الخدمات الجديدة، ما أدى إلى وقوع ضغط. ولأن «الأنترنات» والتكنولوجيات الحديثة، باتت أساسية للمواطن، سطرت «اتصالات الجزائر» برنامجا لتحويل المؤسسة من أجل تمكينها من مواكبة المتطلبات الجديدة، وتحسبا لذلك، عكف القائمون عليها على التفكير في استثمارات جديدة، تأتي في مقدمتها تحديث الشبكة بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة واقتناء أجهزة متعددة الخدمات تسمح بتخفيض عدد الكوابل النحاسية واستبدالها بالألياف البصرية لتقليص التعطلات وتحسين نوعية الخدمات قدر الإمكان. وفي هذا السياق، كشف ذات المسؤول عن برنامج طموح جدا، مسطر خلال العام الجديد، يتمثل في توزيع 700 ألف جهاز ل700 ألف زبون الاستفادة من الخدمة، وإذا ما تواصلت نفس الوتيرة ستتمكن المحققة من اقتناء 2 مليون جهاز، كما سيسمح برفع عدد الزبائن وتلبية الطلبات، موازاة مع إنجاز 50 ألف كلم من الألياف البصرية، على أن تتعزز ب20 ألف كلم إلى غاية 2015، ولتحسين خدمات البلديات وملحقاتها وتخفيف العبء على المواطن، تم تزويدها بها. وبالنسبة لتدفق الشبكة، فسيتم رفعه إلى 80 جيغا في الشمال ومن 40 إلى 160 جيغا في الجنوب لرفع نسبة التدفق للزبون وتحسين نوعية الربط، وفيما يخص الروابط الدولية فإنها مستقرة في حدود 160 جيغا واستعمالها لا يتجاوز 120 جيغا وبالتالي لا يوجد ضغطا، وتوجد الروابط بين الجزائر وبالما وعنابة ومارسيليا، فيما يوجد مشروع رابط جديد بين وهران وفالنسيا الإسبانيا. وتعتزم «اتصالات الجزائر» تزويد المناطق الجبلية والصحراوية التي يستحيل تزويدها بالتجهيزات، بتقنيات لاسلكية لربطها بالشبكة. للإشارة، فإن الموسسة توظف 22 ألف عامل.