هو خالد سيساني من مواليد 14-09-1989 بحي بزيوش أحد الأحياء الشعبية بمدينة المدية، مصور هاوي وجرّاح أسنان، بدأت هوايته مع نشأته الأولى في صفوف فوج النصر للكشافة الإسلامية الجزائرية. أبحرنا معه في فن الصورة وعالم العدسة، خاصة وأنّنا نعيش عصر الصورة، كان ل «الشعب» معه هذا الحوار، الذي كان على هامش مشاركة هذا المثقف الهاوي في فعاليات الأسبوع الثقافي لعاصمة التيطري بتيزي وزو، الذي حلّ ضيفا بباقة من الإبداعات في مجال هوايته جذبت الزوار من خلال تلك الروائع التي نقلها بالعدسة. ❊ الشعب: ما سرّ تعلّقكم وخوضكم في عالم فن الصورة الفوتوغرافية؟ ❊❊ خالد سيساني: لا أخفيك أنّ بدايتي في التصوير كانت أثناء خرجاتي مع الكشافة الإسلامية حيث كنت أميل للتصوير، ممّا جعل المجموعة تكلّفني دائما بتغطية الخرجات والأنشطة في ذلك الوقت رغم أنّني لم أكن أملك آلة تصوير قط وإنما أستعمل الكاميرا الخاصة بالفوج ما ساعدني وقتها على الثناء من أصحابي على صوري إلاّ أنّي كنت دائما أحسّ أنّ في أعمالي نقصا ما، وهذا ما جعلني كل مرة أبحث عن القواعد اللازمة لجعل صوري أكثر تعبيرا وإيحاءً وجاذبية. كما لا يفوتني من هذا المقام لأؤكّد أنّه رغم كل هذا المجهود إلا أن انطلاقتي الحقيقية في فن التصوير كانت بمناسبة الصالون المحلي للصور المنظم من طرف جمعية أحباب مدنية المدية في أفريل 2012، في وقت أطلقت مسابقة أحسن صورة تحت عنوان «ربيع المدية»، بعد اختيار أحسن 50 صورة للمشاركة في الأيام التكوينية تحت اشراف أساتذة ومصورين محترفين أمثال مولاي بلحسن المصور الرسمي لتلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية، والأستاذ معزوز عبد العزيز إلى جانب المصور المحترف ياسين حمودي، حيث تمّ تتويجي في آخر أيام الصالون بجائزة العدسة الذهبية، والتي كانت عبارة عن آلة تصوير رقمية، وهي أول كاميرا أملكها وبها كانت انطلاقتي مع الصورة الفوتوغرافية. ❊ نفهم أنّ إهداءكم كاميرا فتح المجال للغوص في أعماق الابداع؟ ❊❊ أعتقد بأنّ فوزي بأول كاميرا تصوير رقمية كانت محطة هامة بالنسبة لي، حيث فتحت لي المجال للمشاركة في عدة تظاهرات على المستوى المحلي، وأول مشاركة كانت في فعالية الطبعة الثانية من الصالون الوطني للصورة بالأغواط في شهر ديسمبر 2012، لتتوالى بعدها المشاركات في كل من عنابة في أفريل 2013، البويرة في ماي 2013، ثم الأغواط للمرة الثانية في أشغال الطبعة الثانية خلال ديسمبر 2013، كما كانت لي مشاركة طيّبة على الصعيد الدولي أثناء دعوتي للصالون الدولي السابع للصور بالمنستير بتونس في نوفمبر 2013،إلى جانب عدة تظاهرات محلية وأيام تكوينية بمدينة المدية. ❊ هل تأثّر مساركم وأداؤكم بحدث ما؟ ❊❊ من خلال مسيرتي القصيرة هذه، فقد كانت لمواقع التواصل الاجتماعي الأثر البالغ في رفع مستوايا المعرفي في هذا المجال الحيوي بعد تعرفي على مجموعة كبيرة من المصورين واحتكاكي بهم، إلى جانب اطلاعي على أعمالهم، وهذا ما مكّنني من تكوين مجموعة من الشباب الهاوي للتصوير بمدينة المدية، ومن خلالها قمنا بتنظيم عدة خرجات تصورية للمناطق المحيطة بولايتنا، خصوصا لتلك الجبلية منها باعتبارها واحدة من أجمل المناطق بالجزائر. ❊ وعن مشاركتكم في الأسبوع الثقافي لمدينة المدية بولاية تيزي وزو؟ ❊❊ فيما يخص الأسبوع الثقافي للمدية بولاية تيزي وزو فهو يمثل بالنسبة لي فرصة جد مهمة لعرض مختلف الصور الملتقطة، إلى جانب التعريف بما تزخر به عاصمة التيطري من عادات وتقاليد عن طريق الفن والعدسة، إضافة إلى إبراز الصور القديمة لمدينة التيتري والتي تظهر أمجاد الماضي وفن العمارة القديمة للمدينة. ❊ أهم تتويجاتكم في هذا المجال؟ ❊❊ بالنسبة لأهم تتويجاتي، تتمثل على وجه الخصوص في حصولي كما قلت على «العدسة الذهبية» خلال مسابقة أحسن صورة لربيع المدية والجائزة الثالثة حلال مسابقة أحسن صورة لعادات وتقاليد عاصمة التيتري خلال شهر رمضان، والمرتبة الرابعة في مسابقة المدية بين الحاضر والماضي. ❊ هل لنا أنا نعرف اهتماماتكم الأخرى خارج ميدان التصوير؟ ❊❊ بعيدا عن ميدان التصوير الفوتوغرافي، أعمل كطبيب أسنان، ولا أخفي عليكم أنه في بداية الأمر كان التوفيق بينهما صعبا نوعا ما باعتبار مهنتي كطبيب تستلزم التفرغ التام، وبعون الله ومع مرور الوقت حاولت أن أجعل من مهنتي الدافع للإبداع في التصوير، ولم لا استعمال الصورة في التأثير على المرضى بطريقة إيجابية؟ من خلال عرض أعمالي في قاعة الانتظار، وبالتالي عوض أن يبقى المريض محصورا بين شدة الألم وطول الانتظار أمنحه فرصة الإبحار والترحال مجانية في خبايا الطبيعة والجمال من خلال الصورة، فتكون ذات وقع ايجابي على نفسيته لتنسيه آلامه من منطلق أن الصورة بالنسبة لي تمثل لحظة حياة وتدبر، وأن آلة التصوير ليست جزءا من حياتي بل هي حياتي، تجدني أحملها معظم الوقت حتى وأنا متوجه للعمل علّني ألتقط صورة لمنظر طبيعي جميل أو شروق شمس رائع أو حتى بائع متجول يحمله سلعه ويعرضها للناس على قارعة الطريق. كل هذا وأكثر يمكن أن يكون موضوعا لصورتي أو لحظة حياة كما أسمّيها. ❊ ما موقع حلم الوصول إلى العالمية عند سيساني، وهل من تحدّ آخر؟ ❊❊ في حقيقة الأمر لا أزال أعتبر نفسي في بداية الطريق الطويل، ولهذا فإنّ الربط بين هذا الفن وطموحي الوصول إلى العالمية وإبراز ما يزخر به بلدي من خيرات وامكانيات عظيمة خصوصا للعالم، على أساس أن نظرة الكثير من الغربيين لما نكتنزه ضيقة ومحصورة في الصورة البشعة التي تخلفها المشاكل وتركتها العشرية السوداء، فأحاول من خلال هذه الصور تغيير تلك النظرة إلى أخرى ايجابية، وأنا من بين شباب هذا البلد الذي أكنّ له كل الحب. كما لا أنسى في الأخير ذكر زميلي وصديقي بلال، الذي كان له أثر كبير في وصولي إلى هذا المستوى الذي هو بحاجة إلى رعاية المختصين والعارفين.