حذر البروفيسور «عبد الحميد أبركان» رئيس جمعية « واحة « لمساعدة مرضى السرطان بالخروب والرئيس الحالي لمصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي «بن باديس» بقسنطينة، من الارتفاع المضطرد والمحسوس لمرض السرطان في الجزائر، وأن إحصاء المرضى الدقيق والدائم وفي كل المؤسسات الاستشفائية، هو وحده الكفيل بالكشف عن المرض وتطوراته ومن ثمة تقديم العلاج للمصابين في الوقت المناسب. وقال الدكتور « أبركان « في ندوة صحفية عقدتها أمس، جمعية «واحة» بنزل سيرتا، تحضيرا لليوم العالمي لمكافحة السرطان المزمع تنظيمها يوم الغد بفندق « الحسين « بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، أننا نفتقر في الوقت الراهن إلى إحصاء علمي دقيق وفعال لمرضى السرطان، يمكن الاعتماد عليه لتشخيص ومتابعة المرض، وهذا رغم وجود المعهد الوطني للصحة العمومية وكذا المرصد الجهوي للصحة العمومية، حيث لا توجد بحوزتهما معلومات دقيقة ووافية لهذا الوباء الخطير، داعيا في ذات السياق إلى إتباع ما يعتمده المستشفى الجامعي لولاية سطيف باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي تملك سجلات دقيقة لمختلف الأمراض المزمنة. وذكر المتحدث، بأن الأمراض المزمنة التي تفشت في الجزائر كالسرطان بأنواعه المختلفة والسكري، وارتفاع ضغط الدم وما يترتب عليه من أمراض أخرى كالقصور الكلوي وأمراض الرئتين والقلب والجلطة الدماغية، وفقدان البصر، تعود أصلا إلى ارتفاع معدل الحياة لدى الفرد الجزائري والتي قفزت من 52 سنة في المتوسط سنة 1962 إلى 76 سنة في الوقت الراهن، وهو ما أدى إلى تفشي مثل هذه الأمراض في الظرف الحالي. وقدم « أبركان « بالمناسبة أرقاما رهيبة للمصابين بداء السرطان في الجزائر عموما قال عنها أنها تقديرات تعوزها الدقة، حيث أفاد أنه من بين التعداد السكاني الذي بلغ 36 مليون نسمة سنة 2012 في الجزائر، توجد من بينها 90 ألف حالة إصابة بالسرطان تم تشخيصها خلال السنوات الخمس الماضية، منها 40 ألف إصابة جديدة، سنة 2012، كما أودى السرطان خلال نفس السنة إلى وفاة 22 ألف مصاب بهذا الداء الخبيث. وكشف البروفيسور» أبركان» من جهة أخرى عن» دراسة إحصائية « جديدة أجراها الدكتور «عبد المجيد مرداسي» على طلبة معهد الإعلام والاتصال، تبرز مدى تقبل فكرة مرض السرطان لدى الطلبة الجامعيين، وهي دراسة يقول عنها « أبركان « أنها جد مهمة حيث تبرز قابلية المواطن للتعرف ومعرفة السرطان كمرض له خصوصياته وقابل للعلاج. ودعا «أبركان «في الأخير إلى دعم الكفاءات الطبية على المستوى الجهوي والمحلي، بكل الإمكانيات الضرورية، على اعتبار أن الإرادة والمسؤولية وحدها كفيلة بمتابعة هذا المرض تشخيصا وتقييما وعلاجا.