تسعى بلدية الجزائر الوسطى الوصول إلى عاصمة ثقافية، باعتبار هذا الميدان مترجم بالدرجة الأولى للهوية والشخصية الجزائرية التي تزخر بكم هائل من التراث المادي واللامادي، منها قاعات السينما التي احتضنت جدرانها كبرى الفعاليات وألمع النجوم الوطنية والعالمية، حيث تنتهج استراتيجية تغذي بها هذا المجال بميزانية تتخللها نشاطات فنية وثقافية موجهة للكبار والصغار. أكد رئيس المجلس الشعبي لبلدية الجزائر الوسطى، عبد الحكيم بطاش، من منبر «ضيف الشعب» أن فكرة استرجاع دور السينما ليست وليدة اليوم، حيث كانت هذه البلدية سباقة في العودة إلى أمجاد الفن السابع وفتح أبوابها على الجمهور العريض في قالب يحوي كل الميادين الثقافية وليست السينمائية فحسب. قال بطاش أن هذه الفضاءات الثقافية ما تزال تحت تصرف البلدية، هذه الأخيرة التي تواصل مجهوداتها لاسترجاعها من أيدي الخواص الذين أضروا بالفيلم وعالم الشاشة الكبيرة، حيث اعتمدوا طريقة الاعتماد على الأقراص المضغوطة وبالتالي الترويج لحكم أن صناعة الفيلم في الجزائر غير موجودة، مؤكدا في هذا الصدد أنهم يسعون إلى ضم قاعتين ما تزالان بعيدتان عن تصرف بلدية الجزائر الوسطى، وذلك من اجل الوصول إلى مسعاهم، والمتعلق بعاصمة ثقافية تروج للموروث والزخم الوطني مع التعريف به وإبقاء الأجيال على مقربة من ثقافتهم وضمان الاستمرارية لهذا الكنز الذي تزخر به البلاد وحمايته من الضياع والاندثار. وعن القاعات السينمائية التي تم استرجاعها من طرف بلدية الجزائر الوسطى فيتعلق الأمر، حسب ما أكده بطاش من منبر «ضيف الشعب»، بكل من «كازينو»، «الجزائرية»، «باري» التي عادت إليهم مؤخرا، في انتظار استرجاع «ديبوسي» في غضون ثلاثة أشهر، إضافة إلى قاعة «جرجرة» التي ستصبح ميدياتيك، ونظيرتها «ابي سي» التي ستصبح مقصدا للأطفال من خلال النشاطات التي ستحتضنها لعالم البراءة، بمعنى أنها ستصبح مخصصة للأطفال. أما عن التكلفة الباهضة التي تستدعيها عمليات ترميم الصروح الثقافية، أوضح رئيس بلدية الجزائر الوسطى أنها تصل إلى 45 مليار سنتيم لقاعة سينما واحدة واصفا إياها بالباهضة، الشيء الذي يستدعي تضافر جهود كل الجهات المعنية لإعادة الجمهور إلى كل الميادين الفنية والثقافية.