أطلقت أمس، جريدة المجاهد، ”الفوروم الثقافي” مخصصة العدد الأول منه لموضوع ”تسيير قاعات السينما”، وكان فرصة لطرح انشغالات عالم الفن السابع ببلادنا خاصة في عمليتي الانتاج والتوزيع. الفوروم جاء تكملة لسلسة من المواعيد منها ”فوروم الذاكرة” الذي استحدث تزامنا وخمسينية الاستقلال و«الفوروم الجيواستراتيجي” الذي يفتح قضايا الساعة على الساحة الدولية، ولن يكون ”الفوروم الثقافي” أقل شأنا، حيث سيخصص أعداده المقبلة لشتى القضايا والشؤون الثقافية ببلادنا. في تدخله أشار الأستاذ عبد الكريم تازاروت إلى بعض من واقع الحياة السينمائية، في الجزائر مؤكدا أنها تشهد صحوة بعد عقدين من الغياب وقد عزز هذا الرجوع الدعم الذي تقدمه الدولة من خلال وزارة الثقافية لهذا القطاع الحساس. من جهة أخرى، أكد المتدخل أن الجزائر اليوم بحاجة إلى فضاءات تناقش المشاكل التي يواجهها قطاع الثقافة مع إمكانية إيجاد الحلول لها ويكون هذا طبعا بحضور الأسرة الثقافية والفنية والإعلامية. يرى السيد تزاروت أن الجزائر أنتجت في السنوات الأخيرة العديد من الأفلام لكنها تبقى حبيسة الرفوف لا يراها الجمهور وهذا راجع لقلة قاعات العرض، مع العلم أن العاصمي إذا سمح له الحظ بمشاهدة فيلم ما فإن البوسعادي أو التبسي أو غيرهما من أبناء الوطن لن تكون لهم هذه الفرصة لغياب القاعات إذ تبقى أفلامنا -حسب المتحدث- مرهونة بتوفر القاعات أو بزيارة المهرجانات. السيناريست والمنتح السينمائي المعروف، يزيد خوجة، تحدث عن تجرتبه في مجال التوزيع السينمائي داخل الجزائر، متوقفا عند الفترات الصعبة التي عاشها الفن السابع ببلادنا خاصة في 1997 حين أغلقت المؤسستان العموميتان للإنتاج السينمائي (الأناف والكاييك) إضافة إلى العشرية السوداء التي كادت تقضي على هذا الفن في بلادنا، فبدما كانت الجزائر توزع 200 فيلم سنويا في قاعاتها أصبحت شبه غائبة في هذه العشرية. وأكد المتحدث أن قاعات السينما تسيرها وزارة الداخلية بينما يرى هو أن هذه الوزارة الاستراتيجية لها ما يشغلها وبالتالي فإنه من المفروض أن توكل إلى وزارة الثقافة أو قطاعات ثقافية أخرى. وفيما يتعلق بالتوزيع أشار إلى أن الموزعين في الجزائر يعدون على أصابع اليد الواحدة فالتوزيع خاصة عند الخواص لا يزال محتشما. السيد لوكال، ممثل بلدية الجزائر الوسطى، أكد من جهته أن هذه البلدية هي الوحيدة على المستوى الوطني التي بها أكثر القاعات إذ توجد بها 12 قاعة يتم تسيير 5 منها والباقي هو في طور التهيئة. ذكر المتحدث قاعات ”الجزائرية” و"الكازينو” و"ديبوسي”،، التي تقدمت بها الأشغال ف”الجزائرية” مثلا ستفتح أبوابها بعد 60 يوما. بالمقابل، أكد السيد لوكال على ضرورة تحسين التسيير سواء من الدولة أو من الخواص أو من خلال الشراكة بينهما فالتسيير أصبح عصب نشاط هذه القاعات والمحفز على دخولها، إضافة إلى تحسين المهن السينمائية، بتكوين إطارات ومحترفين في مجال التقنيات (مثل البث) ناهيك عن استعمال وسائل البث والعرض عالية التقنيات والتدرب عليها إذ لا تزال قاعاتنا تعمل بتقنية ”التناظري”. السيد حميد ممثل السينماتيك تحدث عن الصناعة السينمائية الهادفة إلى الربح وتحدث عن سينما النخبة والابداع وكلاهما له جمهوره، وأكد أن السينماتيك يمتلك كل التقنيات العالية (دي.سي.بي) للعرض لكنه يفتقد نوعا ما للعامل البشري المتخصص. السيد رشيد وهو موزع سينمائي (خاص) يزاول هذا النشاط منذ 2007 راهن على توزيع الفيلم الجزائري يقول أنه في أروبا منها فرنسا هناك دعم للتوزيع أي 10 آلاف أورو دعم للفيلم الفرنسي الواحد، وفي فرنسا أيضا التي بها 60 مليون نسمة دخل إلى السينما سنة 2010 حوالي 206 ملايين متفرح وعام 2011 حوالي 210 ملايين وعام 2012، 204 ملايين ولنا أن نتصور حجم المداخيل. ويتساءل المتحدث عن عزوف الموزعين عن توزيع الأفلام الجزائرية، فبعض التظاهرات الثقافية منها مثلا ”الجزائر عاصمة الثقافة العربية” أنتجت العديد من الأفلام لم تصل إلى القاعات، وانتقد المتدخل بعض القاعات التي لا تحترم المقاييس العالمية مما ينفر الجمهور، من جهة أخرى، استنكر المتدخل تكلفة نسخة الفيلم التي لا تغطيها المداخيل. أثناء المناقشة، أكد السيد دوكال على تجاوز مشكل تسيير القاعات سواء كانت تابعة للبلديات أو لوزارة الثقافة، إذ أن الجهتين لم تصطدما يوما بل هما متكاملتان كما أن الوزارة تفكر في مشاريع قاعات جديدة.