دخلت كلية العلوم لجامعة بومرداس مرحلة جديدة من الانسداد، بعد إقدام 6 منظمات طلابية على غلق المدخل الرئيسي للكلية في وجه آلاف الطلبة، بسبب قضية طالبين «فوق العادة»، أحدهما منخرط في منظمة التحالف الطلابي، قاما بالتسجيل في شهادة الماستر في وقت متأخر جدّا، أي في شهر فيفري، وبرخصة من الإدارة، لكن درجة الابتزاز باسم العمل الطلابي دفع هؤلاء إلى طلب إعادة التوجيه في هذه الفترة إلى تخصص آخر، الأمر الذي رفضته إدارة الكلية، فما كان من المعنيين إلا تعبئة المنظمات الطلابية لشلّ الكلية في تعدٍّ صارخ على القانون وطبيعة نشاط هذه المنظمات. تحولت قضية طالبين بمعهد كلية العلوم لجامعة بومرداس إلى حديث الساعة وسط الطلبة الذين وجدوا أنفسهم خارج اللعبة، بعد تأجيل امتحانات السداسي الأول إلى شهر سبتمبر نتيجة الإضرابات التي قادتها بعض المنظمات الطلابية لمدة حوالي شهر من أجل إعادة تسجيلهم في شهادة الماستر تخصص بيولوجيا، ثم جاءت مرحلة ثانية من الإضراب في موعد امتحانات الفصل الثاني ولنفس المطالب أيضا، مع إعادة التوجيه إلى تخصص آخر بناءً على وعود مقدمة من طرف إدارة الكلية، بحسب رواية المضربين. أما رواية الإدارة، على لسان عميد الكلية محمد عليوات، في اتصال مع «الشعب»، تؤكد عكس ذلك وتتحدث عن وجود حالة ابتزاز مفضوحة من قبل التنظيمات الطلابية الستة التي تضامنت مع الطالبين، خاصة وأن الإدارة، يقول عميد الكلية، قد تسامحت كثيرا مع وضعية الطالبين وعملت ما في وسعها لمعالجة القضية على الرغم من وضعيتهما غير القانونية تقريبا، حيث يتواجد أحدهما خارج القانون، بالنظر إلى بقائه ثلاث سنوات في الماستر واحد دون أن يجتاز هذا المستوى، ومع ذلك سلمته الإدارة رخصة لمواصلة دراسته. في حين قام الطالب الثاني بالتسجيل بتاريخ 20 جانفي، ثم طلب إعادة توجيهه إلى تخصص جديد في شهر فيفري، وهو ما يتنافى كليا مع التشريع المعمول به على مستوى جامعة بومرداس، لكن الإدارة - يضيف عميد الكلية - قدمت عدة اقتراحات لتجاوز المشكل، بتعليق السنة الدراسية الحالية ثم إعادة التسجيل في تخصص آخر خلال الدخول الجامعي القادم. في حين تشير رواية ثالثة جمعت بين آراء غالبية الطلبة وأساتذة الكلية، أن الطالبين لا علاقة لهما بالدراسة الفعلية. وقد كشف أحد الطلبة، متحدثا ل«الشعب»، أن طالبا من الاثنين المقيمين بالإقامة الجامعية لبلدية زموري، قد تحصل في معدله السنوي على 0.38 من عشرين، كما يمارس نشاطا تجاريا داخل الإقامة الجامعية، إلا أنه محظوظ بانخراطه في تنظيم طلابي كان السبّاق إلى إعلان الإضراب وتحدي إدارة الكلية، قبل أن تلتحق بهم خمسة تنظيمات طلابية تضامنا معه باسم العمل النقابي المميّع، في سيناريو متكرر لما حدث مع مديرة الإقامة الجامعية زياني الوناس للبنات، حيث طالبت 6 تنظيمات طلابية بعزلها بحجة اعتدائها على طالبات، تم الكشف أخيرا أن غالبيتهن غير مقيمات داخل الحرم الجامعي، كما دفعت بالأساتذة أيضا إلى التنديد والتهديد بالإضراب مع التلويح بسنة بيضاء.