انطلقت، أمس، امتحانات إثبات المستوى للطورين المتوسط والثانوي، على مستوى المؤسسة العقابية بالحراش، بمشاركة 321 ممتحن محبوس و27 مفرجا عنهم، في أجواء ميزها التنظيم المحكم. وفي هذا الشأن، قال المدير العام لإدارة السجون مختار فليون، على هامش إشرافه على انطلاق الامتحانات بالمؤسسة العقابية بالحراش، بأن هذه الامتحانات التي ستجرى على مدار يومين تخص جميع المؤسسات العقابية الموجودة على مستوى التراب الوطني، حيت سيمتحن خلالها أزيد من 23 ألف محبوس في المواد العلمية والأدبية. ولم يفوّت فليون الفرصة، للتنويه بالدور الكبير الذي لعبته وزارة التربية الوطنية وموظفيها في تأطير هذه الامتحانات وإنجاحها، والمجهودات التي يبدلونها لتقديم دروس الدعم طيلة المدة الزمنية التي يقضيها النزيل في المؤسسة العقابية، مفيدا بأن هذه الجهود ستسهم في انقاذ الشباب من الانحراف والإجرام، وتعينهم مستقبلا لولوج عالم الشغل بأريحية. وأضاف بأن وزارة العدل، قد وفرت كل الظروف سواء المادية والبشرية للنزلاء والمؤطرين وإطارات وزارة التربية الوطنية التي من أجل العمل في الظروف المتوفرة على مستوى المدارس العادية، مشيرا بأن إطارات وزارة التربية، كان لهم الفضل في نجاح منظومة التعليم في المؤسسات العقابية. وبحسب الأرقام المقدمة من فليون، فإن عدد النزلاء المتمدرسين، قد ارتفع مقارنة بالسنة الماضية، حيث بلغ عددهم هذه السنة 37 ألف متمدرس مقابل 29 ألف نزيل متمدرس في سنة 2013، أي بزيادة تعادل 8 ألاف متمدرس. و ارجع فليون سبب ارتفاع المتمدرسين في المؤسسات العقابية إلى عاملين أساسيين أولهما تجربة وزارة العدل ودعم وتعاون وزارة التربية، وكذا التحفيزات التي عكفت وزارة العدل تقديمها للمتمدرسين، وفي مقدمتها العفو الرئاسي الذي يصدره رئيس الجمهورية كل سنة لفائدة السجناء الذين استطاعوا اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا والتعليم المتوسط والتكوين المهني بنجاح، مشيرا إلى أن النزلاء المتحصلين على هذه الشهادات لا يعودون أبدا إلى السجون، في إشارة منه إلى أهمية التمدرس داخل المؤسسات العقابية وتأثيره الايجابي على النزلاء الذين يتابعون دراستهم داخلها .