باغتت الآلة الإرهابية للدولة الصهيونية ارض وشعب غزة قلب القضية الفلسطينية لتوقع ضحايا باكثر من 200 شهيد ممن تمسكوا بحقهم في البقاء مسطرين من جديد الطريق للأجيال القادمة لتواصل البذل والعطاء في سبيل الانعتاق من القبضة الصهيونية المدعومة من جهة بالدعم اللامحدود للولايات المتحدةالامريكية والصمت والتواطؤ العربيين والخبث الأوروبي. مذبحة يوم السبت في العامين الميلادي والهجري الجديدين هي تعبير مرة أخرى عن مدى عدوانية وإجرامية الكيان المغروس في خاصرة الوطن العربي والإسلامي والذي لا سبيل لقطع دابره وكسر شوكته السامة الا عن طريق المقاومة الباسلة باللغة التي يفهمها المجرمون وذلك بإلحاق الضرر به بكل الوسائل المتاحة بعيدا عن أي تهاون أو تراخ أوسقوط في ألاعيب دبلوماسية الصالونات ومقاومة البيانات الفارغة التي لم يعد الشعب الفلسطيني يثق فيها. عصابات الصهاينة لعبوا ادوارهم بشكل اظهر ان لا ثقة فيهم ولا امان مع من يدافعون عنهم.. فقد اظهر المجرم وزيرهم الاول للرأي العام صورة التمدن واستعمل لغة راوغ فيها الجميع من انه يفضل السلام وانه يدفع بالامور باتجاه السعي للتفاوض مع سوريا مما احدث شرخا في صفوف البلدان المعنية مباشرة، مستفيدا من المواقف المتراخية لتلك التي تقيم علاقات العار مع ما يسمى دولة اسرائيل الوارثة للايديولجيا النازية.. فيما رفعت خليفته المستقبلية لغة التهديد الذي تولى الارهابي باراك تنفيذه بشكل يذكر بما ارتكبته النازية الالمانية التي يدفع الفلسطينيون ثمنها بالباطل اليوم في ظل نفاق لم يسبق له مثيل على صعيد العلاقات الدولية. الواقع كما هو اليوم ولا ينبغي الاستكانة بقدر ما يتطلبه من شحذ للهمم وتجنيد للامكانيات الفلسطينية، فقدر الفلسطينيين ان يتحملوا مشاق وتكلفة التحرر واسترجاع القدس بالاعتماد على التضحية التي لا بديل عنها امام اولئك المجرمين القذرة وذلك باطلاق مسار جديد للمقاومة ولو بدون سلاح اولم يكتب على الجدار الذي سقط بالقرب منه الطفل الشهيد الدرة ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.. لم تعد الثقة باي شكل من الاشكال لا في الرباعية الدولية ولا في وعود الرئيس الجديد لامريكا الواقع تحت تاثير الاعلام الغربي المنحاز للعدو وبالطبع ليكفر عن ذنوب اسلافه تجاه اليهود فيما يوصف بالمحرقة، ولذلك ها هي اوروبا تكتفي بمواقف سلبية لا اثر فيها لشعارات حقوق الانسان وحقوق المراة والاطفال... ومرة اخرى تعود الجامعة العربية للانعقاد وبالطبع لاعادة اصدار بيان للتنديد وتقرأ الفاتحة على الضحايا كالعادة بينما عليها ان تطالب الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني بقطعها او على الاقل بتجميدها الى ان يجف الدم الفلسطيني وتستأنف الخيانة. بالامس راحت القدس ورحل حامل لوائها وها هي غزة تدفع فاتورة الرفض.. فبعد ان تعرض شعبها للحصار وحصار الاقربين اشد مرارة، اختار الارهابيون اعداء الانسانية حلول العام الجديد لتهدي مجزرتها للعالم الحر تاكيدا على وفائها لقانون الجريمة الذي يحكمها .. انها هديتها لراعيها الرئيس الامريكي بوش وهو يغادر البيت الابيض ان بقي ابيض وهدية العام الجديد لخليفته ليعرف حقيقة الالوان الصهيونية وهدية للقادة العرب الذين اداروا وجههم للشعب الفلسطيني في غزة عقابا له على اختياره الانتخابي بالمقاييس الديمقراطية وبشهادة الاتحاد الاوروبي نفسه، قبل ان ينقلب على موقفه. ليس امام الفلسطينيين سوى التمسك بمصيرهم وهذا قدرهم كما هو قدر الشعوب الحية وهم يعرفون طريقهم للخلاص من عدوهم الذي ان استكانوا امامه زادهم عدوانا وانتهاكا وان رابطوا في خنادق المقاومة واذاقوه الالم القاسي قساوة جرائمه تراجع وراجع حساباته... بلا شك ان الضعف يكمن في تصدع الصف الفلسطيني وبصراحة ان كانت الارادة التحررية صادقة فلا تراجع الى ان يتحقق الهدف النبيل او السقوط في ميدان الشرف وان كانت المقاومة غير جاهزة او مجرد مغامرة فلا مجال للتحول الى لقمة سائغة في فم عدو لا يعرف الرأفة ويضرب عدوه في مواقع الضعف باستهداف المدنيين من اطفال ونساء وعزل. هل تعيد المقاومة الصاع صاعين وبالقوة المطلوبة أم تطوى هذه الجريمة كما طويت أخرى سابقة .. ------------------------------------------------------------------------