هاليلوزيتش يجهز الخطة الملائمة للإطاحة بأشبال كابيلو تنقل، يوم أمس، الفريق الوطني إلى مدينة كوريتيبا، التي تحتضن المباراة الثالثة والحاسمة ل"الخضر" أمام روسيا، غدا الخميس، بداية من الساعة الخامسة (التاسعة بتوقيت الجزائر).. وهذا بعدما أجرى عناصرنا آخر تمرين لهم بمركز سوروكابا، تحسّبا لهذا الموعد الهام الذي وصفه هاليلوزيتش بالنهائي الفاصل الذي ينتظرنا والذي قد يكون موعدا لإنجاز تاريخي آخر في هذا المونديال البرازيلي. يأتي هذا اللقاء الحاسم لعناصر الفريق الوطني ليؤكدوا من خلاله الثقة الكبيرة التي اكتسبوها بعد الأداء المميز لهم أمام كوريا الجنوبية، وهو الإنجاز الذي وضع الفريق الجزائري في الواجهة، وصنف ضمن أحسن المنتخبات التي كانت محل فرجة في كأس العالم 2014، بالنظر للطريقة التي تحقق بها الفوز. تغييرات محتملة في الوسط فقط... لكن هناك أسئلة عديدة التمسناها لدى عديد الاختصاصيين، أولاها هل سيعتمد الناخب الوطني على نفس التشكيلة التي أبدعت، أم سيغيّر بعض العناصر في مباراة روسيا؟ الجواب سيكون صعبا... بالرغم من أن هاليلوزيتش في تصريحه بعد المباراة قال لنا، إنه قد يجري بعض التغييرات، كما فعل مقارنة بالمباراة الأولى مع بلجيكا، وكل شيء متوقف على نوعية المقابلة والمنافس الذي سيكون في الجهة المقابلة... وبالتالي، فإن نوعية المباراة تفرض أن تكون حاسمة، أي أن النتيجة الرقمية هي الأهم، والتعادل يكفي الفريق الوطني للمرور، لأول مرة، إلى الدور الثاني من المونديال. لذلك، فإن تغييرات قد تحدث بعدم إعطاء الأولوية بنسبة كبيرة للهجوم، فالمدرب الوطني قد يخفّض عدد التمثيل في الخط الأمامي وزيادة لاعب في الوسط الذي تكون له نزعة دفاعية... ومن هذا المنظور، قد يتم إقحام مهدي لحسن لتكثيف خط الوسط والتضحية بأحد نجوم أمسية بورتو أليغري، أي جابو ربما، لأن براهيمي عنصر جد هام في الاستراتيجية، كونه يحتفظ بالكرة أكثر وبإمكانه أن يستخدم المراوغة للدخول في منطقة المنافس. لذلك، فإن الاستراتيجية التي عمل بها هاليلوزيتش خلال اليومين الأخيرين، اعتمدت على دراسة المنافس بشكل جيّد من خلال المقابلتين اللتين لعبهما في المونديال الحالي، وتبين العدد الهائل من لاعبيه في الوسط... مما يعني أن المعركة ستكون بهذه المنطقة وليس في مكان آخر من الميدان. تحصين الدفاع أولوية فقد يكون التغيير الوحيد في تحصين الدفاع، بالنظر للعمل الذي المقام حاليا والدروس المستخلصة من المباراة الثانية؛ ذلك أن الدفاع بالرغم من تلقيه لأربعة أهداف كاملة في مقابلتين، إلا أن الأمور تسير بشكل جيد وبدأ الانسجام يتضح في الوسط بوجود بوڤرة وحليش، إلى جانب الدور الكبير الذي يقوم به مجاني في التغطية، حتى أصبحنا نلعب تقريبا بنفس الاستراتيجية التي كانت في المونديال السابق ب3 مدافعين في الوسط.. خاصة وأن الفريق الروسي، وخلافا لكوريا، فإن عناصره لها مهارات فنية، علينا عدم ترك لها المساحات. كما أن مدافعي الرواقين قد تجدد فيهما الثقة ويتعلق الأمر بمصباح وماندي اللذين قدما مباراة محترمة وساعدا زملاءهما بشكل جدي، بالرغم من أن عودة غولام إلى منصبه في الجهة اليسرى واردة، بالنظر للبنية المورفولوجية لهذا اللاعب أمام الحالة البدنية المعروفة لدى الروس. أما في الهجوم، فإن سليماني فرض وجوده بشكل كبير مقارنة بسوداني الذي لم يكن فعالا في اللقاء الأول.. بالرغم من أن هاليلوزيتش كان قد فكر في إعطاء بطاقة الأساسي لغيلاس، إلا أنه اختار في آخر الأمر سليماني الذي كان أحسن لاعب في الميدان وفتح الشهية لزملائه.. وسيساعده في المهمة كل من براهيمي وفغولي.. مما يعني أن المنتخب الجزائري اكتسب حقا فريقا تنافسيا من الدرجة الأولى. وفي هذا الشأن، قال هاليلوزيتش: "فرضنا منافسة بين العناصر لكي تقدم أفضل ما عندها من إمكانات" وهو الأمر الذي حدث فعلا في الأداء الكبير للاعبين الذين يلعبون بمعنويات مرتفعة في هذا المونديال. الجزائر تشارك بقوة في عودة اللعب الهجومي... وبالرغم من أن الموعد لم يحن بعد، إلا إن اللاعبين وكذا الجمهور المتواجد هنا بالبرازيل، يتحدث وبقوة عن الدور الثاني والمباراة التي قد تجمع بين الجزائر وألمانيا في حال التأهل إلى الدور ثمن النهائي، من الممكن جدا أن تكون هذه القمة في.. بورتو إليغري في ملعب بيرا ريو الذي كان مسرحا لإحدى أروع الصور التي قدمتها كرة القدم الجزائرية في مشاركاتها في كأس العالم. لكن الحلم قد يصبح حقيقة، بالنظر للإمكانات التي أظهرها الفريق الوطني والتي تحدثت عنها الصحافة العالمية وكذا أكبر الاختصاصيين الحاضرين هنا بإطناب، كونها قدمت استراتيجية هجومية سارت في نفس الرواق الذي لعبت به أكبر المنتخبات العالمية، خاصة وأن مونديال البرازيل صنّف لحد الآن ضمن أحسن دورات كأس العالم منذ دورة 1970 بالمكسيك، من حيث عدد الأهداف التي تقترب من 3 أهداف في كل مباراة، الأمر الذي يعني الكثير بالنسبة للمنتخب الجزائري، الذي أصبح أمام عيون العالم الذي شاهد وتابع الأهداف التي نتمنى أن تتواصل يوم الغد أمام رورسيا لتحقيق الحلم وإسعاد ملايين الجزائريين.