باتت حدود سوريا مع تركيا تحت رقابة قوى لا دولا لأن الأزمة في الحدود المنفلتة فاقت كل التصورات. وهناك قناعة بأن أمريكا تريد تقسيم العراق بالمقابل تتهم واشنطن سياسته تركيا بتشجيع الاكراد على الانفصال. وبين الاتهامين تبقى العراق عرضة للتجاذبات الدولية وصراع القوى دوليا وإقليميا. كان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قبل عامين يدعو الى ازالة الحدود المصطنعة في الشرق الأوسط ولكن ليس بالمعنى الجغرافي بل عبر التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي بحيث لايشعر أحد بوجودها. فاليوم على امتداد 877 كلم من الحدود مع سوريا هناك على الجهة الأخرى مثل "داعش" وجبهة النصرة" وحزب الاتحاد الديمقراطي أي ان الحدود تحت رقابة قوى لا دولا وتوجد حدود لتركيا مع العراق بطول 331 كلم وهناك ينتشر مقاتلو حزب العمال الكردستاني فالأزمة مع الحدود المنفلتة من أي قانون والمهمل أمنها عمدا. ولذلك فالعراق اليوم في حالة مد وجذب بين أمريكاوتركيا فسياسة انقرة في الدفع قدما باتفاقيات النفط مع اقليم كردستان لاتنسجم مع سياسة واشنطن حول الحفاظ على عراق موحد، ولاشك ان تجاوز أنقرةبغداد في هذا الشأن يقلق واشنطن لجهة تعزيز ميول الاستقلال لدى أربيل وبسبب الضغط الأمريكي لم تتمكن سوى واحدة من أربع ناقلات تجوب المتوسط من تحميل نفط كردستان الى اسرائيل التي تستخدم هذه الورقة ضد العرب. وفي الوقت الذي تسود فيه قناعة، في تركيا بأن امريكا تريد تقسيم العراق فان الرأي الحاكم في واشنطن يتهم سياسات تركيا بتشجيع الكرد على الانفصال. ومع استمرار الأزمة السياسية والأمنية في العراق أجل البرلمان العراقي جلسته الى يوم 12 أوت في غياب التفاهم حول الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية مجلس النواب مجلس الوزراء) ومن ناحية ثانية، قتل أمس الاثنين قائد كبير بالجيش العراقي في معارك مع مسلحين قرب بغداد وهو اللواء الركن نجم عبد الله علي قائد الفرقة السادسة، كما قتل 11 شخصا وأصيب 8 آخرين في غارة جوية قرب الحدود العراقية السورية.