يعيش المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، هذه الأيام، على وقع الموسيقى الكلاسيكية العالمية والتي يصدح صداها من خلال المهرجان الثقافي الدولي 6 للموسيقى السمفونية، حيث تستضيف الجزائر إلى غاية 19 من سبتمبر الجاري، 19 دولة سيخلد فنانوها روائع كبار الشخصيات الموسيقية في العالم. أكد مدير الأوركسترا السيمفونية الوطنية، عبد القادر بوعزارة، لدى افتتاحه فعاليات المهرجان، أن هذه الأخير اكتسب مكانة محترمة في أجندة المهرجانات الموسيقية العالمية، مشيرا إلى أن مشاركة 19 دولة خير دليل على ذلك. وقال بوعزارة، إن وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي، حرصت على تكريس هذه التظاهرة الدولية لتكون لها مكانتها في الجزائر، مضيفا بأن المستوى الذي وصلت إليه الأوركسترا السمفونية الوطنية لم يتأت إلا بالتكوين والاستقرار، وسيواصلون على دعمها والنهوض بها، على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن هناك مستقبلا مشروعي أوركسترا سيمفونية جهوية بكل من قسنطينةووهران. وأكد بوعزارة في سياق حديثه، أن مكانة الجوق الوطني على المستوى الدولي أهله للمشاركة في أكبر التظاهرات الثقافية، حيث تحل الأوركسترا السمفونية الوطنية العام المقبل، ضيفا على مدينة "مونس" البلجيكية، التي اختيرت عاصمة للثقافة الأوروبية 2015. وأثنت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، في كلمة ألقاها نيابة عنها الأمين العام لوزارة الثقافة، رابح حمدي، على الجهود التي يبذلها القائمون على المهرجان الدولي، الذي أصبح بحسبها موعدا سنويا قارا، مشيرة إلى أن التظاهرة أصبحت علامة مميزة في المشهد الثقافي الجزائري. وأضافت لعبيدي، بأن الجوق الوطني حقق العديد من النجاحات في المناسبات الدولية، ومكّن الكثير من الموسيقيين من الانتساب إليه، مؤكدة أنه سيواصل مسيرته في تكوين أجيال متشبعة بالثقافة الموسيقية الكلاسيكية. مسرح محي الدين بشطارزي اكتظّ عن آخره، أمس الأول الجمعة، حيث استمتع الحضور لمدة قاربت الساعة والنصف من الزمن بروائع الموسيقار العالمي فيردي، حيث أدت مقاطع منها السوبرانو الملغاشية الأصل، كاترين ماناندازا، وبصوتها العميق والمتمكن وآدائها الانسيابي أبهرت وأمتعت جمهور القاعة الذي تفاعل معها كثيرا، ومن بين ما قدمته أوبيرات "عايدة" الشهيرة، التي أبدعت فيها أيضا الأوركسترا السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو الكبير أمين قويدر، بمشاركة موسيقيين بلجيكيين وأجانب. وأعربت السوبرانو كاترين ماناندازا عن عميق امتنانها للمشاركة في هذا المهرجان الدولي العريق، وبالتجربة الجميلة التي خاضتها رفقة الأوركسترا السمفونية الوطنية. كما تميزت السهرة الثانية من الحفل بعزف أمين قويدر للسمفونية السادسة للموسيقار الروسي بيوتر إليتش تشايكوفسكي "السيمفونية المؤثرة"، والتي ألفها في نفس عام وفاته في 1893، وأطلق عليها هذا الإسم بناء على اقتراح أخيه، الذي أدرك أن هذه الحركة، في غرابتها وبطئها، أشبه بوصية فنية كتبها مبدع واضعا فيها كل روحه. وفضل الموسيقار أمين قويدر، أن ينهي حفل الافتتاح بتقديم موسيقى باليه "شتشلكونتشيك" (كسارة البندق) وهي إحدى روائع تشايكوفسكي التي ألفها سنة 1892. وقد استطاع عازفو الأوركسترا السمفونية الوطنية، إثبات قدراتهم في تقديم أعمال كبار الموسيقيين في العالم، تحت توجيهات المايسترو أمين قويدر، الذي يتمتع بشهرة عالمية، هذا الأخير أعرب عن "تشرّفه بقيادة الجوق الموسيقي" و«سعادته بالمكانة التي وصل إليها". للإشارة، تتواصل فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية إلى غاية 19 سبتمبر الجاري، ويحط رحاله في 4 ولايات من الوطن، حيث يكون جمهور تيزي وزو بالمسرح الجهوي كاتب ياسين، على موعد مع حفل فني بقيادة الجوق السمفوني السويسري، في حين يطرب جوق روسيا جمهور وهران في 15 من ذات الشهر، على أن تحيي الصين حفلين يوم 21 سبتمبر في المسرح الجهوي لسيدي بلعباس، وفي اليوم الموالي بقصر الثقافة عبد الكريم دالي بتلمسان.