قدم العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني، أمس، قراءته التحليلية في بيان أول نوفمبر 1954، قائلا أن البيان تضمن إستراتيجية للتحرير الدائم وإعادة بناء الوطن ونظرة مستقبلية شعبية وديمقراطية في إطار الدين الإسلامي الحنيف، مضيفا أن التوافق حول قضايا الوطن المتعلقة بحاضر ومستقبل الجزائر هي المسعى الحكيم والناجح الذي بدأ به بيان أول نوفمبر 1954، وأنه على الأجيال الراهنة والمستقبلية تثمين ضريبة الحرية بالعلم والوطنية والحضور الفاعل على الساحات الجهوية والدولية. وأوضح ولد خليفة خلال اليوم البرلماني حول "قراءة في بيان أول نوفمبر 1954"، الذي نظمه المجلس الشعبي الوطني بالتنسيق مع وزارة المجاهدين والمنظمة الوطنية للمجاهدين، أن هذه الوثيقة لا نجد فيها كلمة تدعو الجزائريين إلى حرب دينية أو عنصرية ضد العدو، كما أن كلمة مجاهد وشهيد تختلف تماما عن استعمالاتها المشبوهة في السنوات الأخيرة من طرف فئات ليس لها مشروع اجتماعي ولا قضية جديرة بالتضحية. وأبرز في هذا الإطار، بطولات الرجال والنساء من جيل الثورة وما بعده من أجيال التحرير قائلا أنهم جديرون بكل تعظيم واعتزاز، ورعاية لعائلاتهم سواء كانوا من القادة الكبار أو من الجنود والفدائيين، واصفا إياهم بتاج الثورة والقدوة للأبناء والأحفاد من أجيال المستقبل. وحسب ولد حليفة، فإن الجزائر بحاجة إلى كل مواطنيها لحمايتها والمشاركة المخلصة في ازدهارها، والوقوف إلى جانب الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني الساهرين على أمن الجزائر واستقرارها، مشيرا إلى أنه رغم مضاعفات عشرية الإرهاب والخسائر التي تكبدتها الجزائر، إلا أن مبادرة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بسياسة الوئام ثم المصالحة الوطنية هي محطة لانطلاق تنمية متكاملة وتضميد للجراح. من جهته، أفاد سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين «أن ثورتنا تتبوأ منزلة رفيعة بين الثورات الإنسانية وتشكل إسهاما ضخما لدى الشعوب المكافحة من أجل التحرر»، مضيفا أن التسلح بوسائل الحاضر هي من بين الضمانات المؤدية للنجاح، داعيا إلى التحلي باليقظة والتجنيد لحماية الجزائر، «لاسيما في ظل الظروف الخطيرة التي تمر بها البلدان العربية ودول الجوار». وفي هذا السياق، قال عبادو أنه إذا أرادت فرنسا إقامة علاقة صداقة مع الجزائر عليها أولا الاعتراف بجرائمها والأضرار التي سببتها للشعب الجزائري طيلة الحقبة الاستعمارية، منوها بدور أفراد الجيش الوطني الشعبي في الدفاع عن حدود الجزائر من أي اعتداءات خارجية. وقال الطيب زيتوني وزير المجاهدين أن بيان أول نوفمبر هو الوفاء والإخلاص للثورة، والشهداء والمجاهدين ورقي الوطن والحفاظ عليه، وحسبه فإن مسؤولية المربين والمؤرخين هي نقل التاريخ للأجيال وتثمين الموروث التاريخي وتمحيصه من رواسب المدرسة الكولونيالية، مذكرا أن رئيس الجمهورية دعا إلى ترقية كتابة التاريخ وتعليمه للأجيال. ووصف الطيب الهواري الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، بيان أول نوفمبر بالأرضية الصالحة للشعوب المكافحة من أجل تقرير مصيرها كالشعب الفلسطيني والصحراء الغربية.