أكد عبد الكريم عبيدات رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، أن الجزائر وبعد أن كانت تشكل منطقة عبور للمخدرات باتت اليوم من الدول المستهلكة لهذه السموم، بتسجيلها حوالي 500 ألف مدمن تتراوح أعمارهم مابين 16 إلى 35 سنة، 6٪ منهم إناث وهو ما بات يتطلب حسب ذات المسؤول التجند من أجل وضع حد لهذه الآفة التي باتت تنخر المجتمع الجزائري من خلال تكفل متعدد الأوجه من أجل إعادة إدماج هؤلاء المراهقين في المجتمع. دق عبد الكريم عبيدات في تصريح ل«الشعب"، ناقوس الخطر فيما يخص تعاطي المخدرات التي باتت في تصاعد مستمر في وسط شبابنا، ملحا في هذا الإطار على ضرورة إعطاء الجانب الوقائي والتحسيسي أهمية قصوى تطرق من خلالها إلى المخطط الوطني للوقاية الجوارية الذي يتم العمل به بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني إذ يتم التركيز فيه على فئة الشباب داخل الأحياء الشعبية وكذا على مستوى المراكز والمؤسسات التربوية هذه الأخيرة التي باتت تشهد انتشارا رهيبا للمخدرات على مستواها. وتحدّث عبيدات عن المخطط الوطني للوقاية الجوارية الذي يتم العمل فيه بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني والذي يهدف من خلاله إلى تحسيس الشباب بخطورة المخدرات والعمل على توعية الأولياء للمشاركة في عملية وقف هذه الآفة، حيث يتم توفير 4 حافلات للإصغاء والطب النفسي تقوم بخرجات ميدانية إلى مختلف بلديات العاصمة حيث تمس الأحياء الشعبية والمناطق التي تعرف أكثر رواجا للظاهرة، وذلك من أجل التمكن من التحكم في الشارع بعد أن تحول إلى مدرسة يتعلم فيها الشباب مختلف أشكال الانحراف على غرار تعاطي المخدرات وذلك من خلال التقرب من الشباب والاستماع إلى الأسباب التي أدت بهم إلى تعاطي هذه السموم. كما كشف عبيدات عن إنشاء أول مركز متنقل للتكفل بفئة الشباب المدمن وهو عبارة عن حافلة كبيرة تكون مجهزة بمختلف اللوازم الضرورية للتكفل بهذه الشريحة من المجتمع وإخراجهم من دوامة الضياع ومحاولة إعادة إدماجهم في الحياة الاجتماعية العادية ويعد هذا شبه مستشفى متنقل حسب تأكيدات عبيدات الأول من نوعه في منطقة البحر الأبيض المتوسط حيث يتنقل عبر الأحياء لتكفل بالشباب. كما تعكف المصالح المختصة بمكافحة الظاهرة بالتنسيق مع السلطات على إنشاء مركز بمنطقة بوشاوي بعد أن بات مركز المحمدية لا يستوعب عدد المدمنين وقد تم اختيار بشاوي كمحاولة للتوجه للعلاج الطبيعي بعيدا عن المواد الطبية الخاصة بذلك. وأكد عبيدات على أهمية التنقل إلى المؤسسات التعليمية لتحسيس الشباب المستهدف أكثر بمروجي المخدرات ومحاولة إخطارهم بعواقب هذه الآفة وما قد تشكله من خطر على حياتهم المستقبلية.