أحصت المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، في اليوم الأول من انطلاق حملتها التحسيسية لمكافحة المخدرات، 150 حالة إدمان على المخدرات التحقوا بالمستشفى المنتقل الذي نصبته هذه المنظمة، بهدف مساعدة فئة الشباب التي تعد الشريحة الاكثر إدمانا على المخدرات للتخلص من هذه الآفة، في ظل إحصائها ل 300 ألف مدمن مسجل في إطار البرنامج الوطني للعلاج، بينما نسبة تعاطي النساء لها 3 بالمائة. قال رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، عبد الكريم عبيدات، إن تجربة اعتماد مستشفى متنقل لتحسيس الشباب بمخاطر تعاطي المخدرات بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني، تعد الأولى من نوعها، حيث تمكنت هذه المنظمة التي انطلقت حملتها التحسيسية، أول أمس، من إحصاء 150 حالة إدمان بشاطىء سيدي فرج نظرا لاختيار الشباب لمثل هذه الأماكن. ويسمح إنشاء هذا المستشفى المتنقل في ظل استفحال ظاهرة تعاطي المخدرات بدخول الأحياء الشعبية التي تعتبر بؤرا لترويج هذه السموم وتحسيس الشباب من مخاطرها. وأضاف رئيس المنظمة أن الإحصائيات الرسمية المستقاة من الديوان الوطني لمكافحة المخدرات تشير إلى أن 300 ألف مدمن يستفيدون من برنامج وطني للعلاج موجه لهذه الفئة، من بينهم 3 بالمائة نساء، وهو ما يعني أن نسبة المدمنين تفوق ما تم إحصاؤه، نظرا للانتشار الواسع لهذه الظاهرة في المجتمع الجزائري بمختلف شرائحه، حيث لم تعد تقتصر على الشبان فحسب، وإن كانت أكبر نسبة إدمان تسجل لدى فئة أعمارها بين 15 و35 سنة، ولا يمثل العدد المذكور سالفا سوى المدمنين الذين استفادوا من العلاج في المستشفيات والمراكز العلاجية المختصة. وسعيا منها لتدعيم نشاطاتها الرامية إلى مكافحة هذه الظاهرة، تضع الجمعية تحت تصرف الشباب المدمن مركزا للوقاية والعلاج النفسي، مقره بالمحمدية في العاصمة، من المنتظر أن يفتح أبوابه الأسبوع المقبل - على حد قول رئيس المنظمة - يتوفر على آلات حديثة تسمح بتصفية الدم من هذه السموم وإعادة إحياء الخلايا الميتة في جسم الإنسان، لاسيما ما تعلق منها بالوجه. إلى جانب ذلك تشرف على هذا المركز مجموعة من الأطباء والمختصين في علم النفس المجندين لتقديم العون لهذه الفئة قصد التخلص من هذه الآفة. وشكل نفور المدمنين من المستشفيات والمراكز الصحية المتوفرة دافعا لهذه المنظمة لإنشاء هذا المركز الذي يتولى معالجة المدمنين في سرية تامة ومرافقتهم الى غاية الشفاء التام، لاسيما أن تخلي بعض الأولياء عن دورهم التربوي وإهمالهم للأبناء، البطالة، التسرب المدرسي، رفقاء السوء وغياب التوجيه.. الخ تعد من بين العوامل التي تدفع شبانا في الأحياء الشعبية إلى الإدمان على المخدرات. ويأتي قرار إنشاء هذا المستشفى المتنقل في ظل تحول الجزائر من منطقة عبور للمخدرات إلى منطقة مستهدفة يتم فيها ترويج هذه السموم القادمة من دول المغرب العربي، على رأسها المغرب، حيث تكشف إحصائيات الديوان الوطني لمكافحة المخدرات أنه توصل إلى حجز كمية لا تقل سنويا عن 200 طن من المخدرات مصدرها المغرب. وتؤكد هذه الهيئة أن الكميات التي وضعت مختلف المصالح الأمنية يدها عليها لا تمثل إلا 10 % من القنب الهندي المتداول حقيقة بالتراب الوطني، وهو ما جعل الجزائر وجهة لتسويق المنتوج المغربي من القنب الهندي. وقد ساهم ذلك في تفاقم ظاهرة الإدمان على المخدرات بدليل أن النتائج الأولية للتحقيق الوطنية لمكافحة المخدرات الذي تم الكشف عنها منذ سنتين، أكدت تواجد المخدرات في المدن والقرى.