طمأن، وزير الموارد المائية، حسين نسيب، أمس، مواطني ولاية ميلة، بأن مياه سد "بني هارون" آمنة ونظيفة، بحكم تجديد المياه بصفة دائمة على طول السنة من خلال التساقطات المطرية أو عبر ضخ المياه المحولة إليه، نافيا بذلك كل ما روّج عن تلوث مياه سد بني هارون مؤخرا، التي برّرها والي ميلة بنمو بعض الطحالب الموسمية بسبب ارتفاع درجات الحرارة ما أثر على لون وذوق المياه. واطلع الوزير في هذا الإطار، على دراسة لتأمين نظام محطة الضخ ببني هارون، ما سيسمح مستقبلا بتوفير 40 بالمائة من قدرات الضخ، حاثا على تأمين مياه السد من التلوث من خلال إنجاز محطات لتصفية المياه القذرة، علما أن هناك محطتين حيّز الخدمة بكل من واد العثمانية وسيدي مروان، في حين تبقى الأربعة قيد الإنجاز ولدى إنهائها سيكون لها دور كبير في تأمين الحوض من التلوث وحمايته باعتبارها الأولوية حسب نسيب. وفي المقابل، حثّ المسؤول الأول عن القطاع، على تكوين إطارات جزائرية لضمان استمرار نفس التسيير لعمل محطة الضخ لبني هارون، تحسبا لرحيل مؤسسة "أليستوم" الفرنسية بعد انتهاء عقدها في 2017، إلى جانب توفير قطع الغيار التي تحتاجها حتى لا تبقى المحطة الفريدة من نوعها في العالم من حيث التدفق والارتفاع رهينة الخبرة الفرنسية وتكريس قدرة الجزائر على إدارة المشاريع المكتسبة من خلال الشراكة مع شركات أجنبية. من جهة أخرى، وفي إطار إستراتيجية الوزارة لتحسين تزويد المواطنين بالمياه الشروب بشكل مرضي، أعطى نسيب تعليمات صارمة لضرورة تحسين الجزائرية للمياه في التكفل بهذا الأمر باعتبارها تسير 19 بلدية من بين 32 بلدية، معربا عن عدم رضاه عن الخدمات التي تقدمها، حاثا على تحسين التزود بصفة يومية وربط 16 بلدية بسد بني هارون قبل جوان 2015. وفي هذا السياق، كشف نسيب عن إيفاد لجنة خبراء لتحليل وضعية كل بلدية على حدى، إلى جانب تسطير برنامج يفوق 700 مليار سنتيم لتأهيل شبكات توزيع المياه الشروب وربط كل البلديات بسد بني هارون بدلا من تابلوطت، متحدثا عن التنويع في مصادر المياه بالولاية من خلال حفر آبار جديدة. وبخصوص سياسة التقشف التي دعا إليها الوزير الأول، قال نسيب، أن المشاريع الاستراتيجية لقطاع الموارد المائية المسجلة لن تتأثر بانخفاض أسعار البترول، في حين سيتم تأجيل بعض المشاريع التي كانت مبرمجة، مشيرا إلى أن الأولوية ستكون لإتمام المشاريع المسجلة. وفي نفس السياق، كشف الوزير عن دراسة لتحويل مياه سد بني هارون نحو ولاية بسكرة، بهدف مرافقة هذه الولاية في الديناميكية الفلاحية التي تشهدها، مشيرا إلى أن المناقصة سيتم الإعلان عنها في الأيام المقبلة، حاثا على إيجاد نظام أو حل لإعادة استرجاع واستغلال المياه المفرغة بعد امتلاء السد. وبعين الكرشة بأم البواقي، وقف نسيب على مدى تقدم أشغال محطة الضخ التي وصلت إلى حدود 75 بالمائة وبموجبها سيكتمل التحويل للمياه من واد العثمانية نحو سدي كودية المدور وسد اوركيس بمعدل 13.16 متر مكعب في الثانية.