أعلن وزير الموارد المائية حسين نسيب يوم الثلاثاء بميلة بأن قطاعه قد جند لصالح ولاية ميلة مبلغ 1,6 مليار دينار لإعادة تأهيل وتوسعة شبكة توزيع مياه الشرب و 100 مليون دينار أخرى لدعم التزويد بمياه الشرب لتلبية احتياجات سكان المناطق الجبلة و المشتتة و كذا تحسين الخدمة العمومية في الماء و التطهير. ولدى معاينته اليوم في نطاق جولة عمل و تفقد لواقع قطاعه بولاية ميلة التي وصفها بعاصمة المياه بالنظر لما تختزنه من احتياطات وموارد مائية هائلة بفضل السد العملاق لبني هارون (1مليار متر مكعب) تفقد الوزير مشروع محيط السقي للتلاغمة انطلاقا من سد بني هارون و وافق بعين المكان على توسيع هذا المحيط الذي يتربع حاليا على 4447 هكتارا بإضافة 2000 هكتار أخرى بهذه المنطقة التي تشهد انتعاشا كبيرا في زراعات الخضر. وبلغ تقدم مشروع محيط السقي بالتلاغمة و الذي ينتظر بشغف من طرف مزارعي الجهة نسبة تناهز 70 بالمائة بما يسمح باستلامه خلال السداسي الأول من السنة الجارية بالتزامن مع تسليم شطر أول ب18 كلم من تحويل مياه وادي العثمانية إلى محطة الضخ لعين كرشة بولاية أم البواقي في غضون شهر جوان القادم . ومن شأن تسليم هذا المشروع -حسب الوزير- أن يدعم تكثيف النشاط الفلاحي و ترقية السقي الفلاحي الأمر الذي أكده من جهته رئيس القسم الفرعي للفلاحة بالتلاغمة التي عادة ما اشتهرت بزراعة البطاطا و التي تعززت مؤخرا بنتائج كبيرة في مجال زراعة الثوم. وبمدينة شلغوم العيد زار نسيب الوكالة المحلية التجارية لمؤسسة الجزائرية للمياه التي تسير مياه الشرب لأربع بلديات منها شلغوم العيد بمجموع 54 ألف زبون. وبعين المكان تحدث الوزير عن "أهمية ترقية وربح معركة تحسين الخدمة العمومية و التواصل الحسن مع الزبون" مشيرا إلى عمليات كبيرة مع الجزائرية للمياه في مجال الاستثمار وإعادة تأهيل الاستثمار وكذا تدعيم التكوين لرفع مستوى التسيير و الخبرة الجزائرية و نقل التكنولوجيا. وأعلن نسيب أمام الصحافة بأن مركزا وطنيا للتكوين في مهن المياه سيفتح "قريبا" بالجزائر العاصمة "تجسيدا لهذا التوجه التي يسعى لرفع مستوى تسيير وترقية الخدمة العمومية حتى ترتقي لمستوى المعايير الدولية". وبعد زيارة محطة معالجة المياه بوادي العثمانية والتي توفر يوميا 260 ألف متر مكعب من مياه سد بني هارون (ميلة) باتجاه قسنطينة وجنوب ولاية ميلة تنقل الوزير لموقع السد الخزان لوادي العثمانية الذي يحجز حاليا 33 مليون متر مكعب. وتم بعين المكان التطرق لمسألة تأمين مدينة ميلة بمياه الشرب من خلال مشروع قادم لثلاث (3) مضخات عائمة ستدعم المضخة العائمة الحالية. وفي فترة ما بعد الظهيرة عاين الوزير بوادي النجا محطة تصفية المياه لبلديتي وادي النجا و زغابة تندرج ضمن برنامج ست (6) محطات من هذا النوع يجري إنجازها حاليا في إطار حماية سد بني هارون من التلوث. ونوه نسيب بالمجهود المبذول في هذا السياق لحماية منظومة المركب المائي لبني هارون والتي ستمون لاحقا 6 ملايين نسمة بمياه الشرب كما ستسقي 40 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية. وبولاية ميلة توجد حاليا دراسة فنية من أجل ضمان استفادة البلديات الجبلية غير المربوطة لحد الآن بشبكة مياه الشرب تخفيفا من المعاناة الحالية التي تعيشها بعض هذه المناطق التي يطل بعضها على حوض السد. و من جهة أخرى أعلن الوزير بأن معدل امتلاء السدود بالجزائر بلغ حاليا 68 بالمائة مع تحسن واضح في نسبة امتلاء السدود بغرب البلاد مقارنة بالمواسم السابقة. ودعا نسيب الذي زار أيضا محطة الضخ العملاقة بدوار البيدي قرب ميلة الجزائريين إلى "اقتصاد الماء" و تقدير الجهود التي بذلتها الدولة في مجال الاستثمار في قطاع الموارد المائية. وردا على سؤال أكد الوزير بأن مضختي المحطة المذكورة تعملان بشكل طبيعي.