نفى وزير الموارد المائية السيد حسين نسيب ما راج مؤخرا حول تلوّث مياه سد بني هارون، مؤكدا أن المياه نظيفة بحكم تجددها بصفة آلية على طول السنة عبر الكميات الكبيرة من المياه التي يتم جمعها بعد تساقط الأمطار والثلوج، في حين برر والي الولاية سبب تغير لون ومذاق المياه بأنواع من الطحالب الموسمية التي نمت على السطح بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وبمناسبة الزيارة التفقدية التي قادت وزير القطاع إلى أكبر هيكل مائي بالجزائر، دعا القائمين على تسييره إلى ضرورة إنجاز محطة جديدة لتصفية وتطهير المياه لحمايته من كل أشكال التلوث، علما أن محطتين دخلتا الخدمة بكل من واد العثمانية وسيدي مروان. كما حث نسيب المدير العام للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى، على تسريع عملية تكوين وتأهيل إطارات جزائرية لضمان استمرار نفس مستوى التسيير بالنسبة لعمل محطة الضخ لبني هارون؛ تحسبا لرحيل مؤسسة "أليستوم" الفرنسية بعد انتهاء عقدها في 2017، في حين ألح الوزير على وجوب توفير احتياطي من قطع الغيار التي تحتاجها هذه المحطة، التي تُعتبر فريدة من نوعها في العالم من حيث قوة التدفق والارتفاع، مشيرا إلى أنه "لا يُعقل أن تبقى صيانة المحطة رهينة الخبرة الفرنسية والجزائر تمتلك كفاءات هامة يجب استغلالها". وفي إطار استراتيجية الوزارة المتعلقة بتحسين نوعية الخدمة العمومية وتوفير مياه الشرب لكل المواطنين، أعطى نسيب تعليمات صارمة لمسؤولي الجزائرية للمياه، للتكفل السريع بكل التجمعات السكانية بالمنطقة، وضمان توزيع يومي للمياه لفائدة 16 بلدية، معربا عن عدم رضاه عن الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة التي تسيّر 19 بلدية من أصل 32. وفي نفس السياق، كشف نسيب عن إيفاد لجنة خبراء لدراسة وضعية كل بلدية، مع تسطير برنامج عمل بغلاف مالي يزيد عن 700 مليار سنتيم، بهدف تأهيل كل شبكات توزيع مياه الشرب، وربط كل البلديات بسد بني هارون بدلا من تابلوطت، بالإضافة إلى تنويع مصادر إنتاج المياه من خلال حفر آبار جديدة. وبخصوص سياسة التقشف التي دعا إليها الوزير الأول عبد المالك سلال، صرح الوزير للصحافة بأن كل المشاريع الاستراتيجية المسجلة بالنسبة لقطاع الموارد المائية، لن تتأثر بانخفاض أسعار البترول، على أن يتم تأجيل بعض المشاريع غير الاستعجالية. أما فيما يخص مشاريع تحويل المياه من سد بني هارون إلى الولايات المجاورة، فتحدّث نسيب عن إطلاق دراسة مستقبلية لتحويل مياه السد نحو ولاية بسكرة، بهدف مرافقة هذه المنطقة في الديناميكية الفلاحية التي تشهدها، وضمان حصص إضافية من مياه السقي لواحات النخيل التي تعاني من الجفاف.