أمر وزير الموارد المائية السيد حسين نسيب يوم الثلاثاء بميلة بإجراء دراسة تقنية بغية إنجاز منشأة لاسترجاع المياه الفائضة سنويا عن سد بني هارون العملاق. ولدى زيارته لسد بني هارون الذي بلغ مطلع يناير الجاري منسوبه القياسي 1 مليار متر مكعب والشروع في تفريغ مياهه العميقة بتدفق يصل 700 متر مكعب في الثانية قدر الوزير في تصريح ل"وأج" حجم المياه المفرغة عن السد منذ بدء استغلاله ب5,5 مليار متر مكعب. واعتبر الوزير أن "ضياع مثل هذه الكميات المعتبرة في بلد ضعيف من حيث الموارد المائية مثل الجزائر يعد أمرا "غير مقبول" ومن الضروري تدارك ذلك بإعادة استرجاع مثل هذه الموارد المائية الثمينة". وطمأن وزير الموارد المائية بالمناسبة مستعملي مياه السد وكافة المواطنين بالولايات الست المعنية بهذا المركب المائي الكبير بأن كل التدابير متخذة من أجل "الحفاظ على جودة عالية لمياه السد" نافيا وجود أي تلوث له مشيرا إلى وجود 6 مشاريع لمحطات تصفية المياه المستعملة منها محطة كبرى بسيدي مروان تشتغل حاليا و 3 محطات منتظر استلامها نهاية 2015 فيما تبقى الأخرى في طور الأشغال لحماية مياه السد من التلوث إلى جانب محطتين أخريين مبرمجتين بولاية أم البواقي. وعاين السيد نسيب بالمناسبة كذلك محطة الضخ العملاقة بدوار البيدي على ضفاف سد بني هارون التي تضخ حاليا 450 ألف متر مكعب يوميا من المياه نحو ولايات ميلة قسنطينةوباتنة. وبعين المكان تلقى الوزير شروحا إضافية حول برامج قطاع الموارد المائية بهذه الولاية الذي استفاد من استثمارات عمومية تناهز 7 مليار د.ج حاليا من أجل تحسين التموين بمياه الشرب وإعادة تأهيل الشبكات والتطهير وحماية المدن من الفيضانات حسب ما أفاد به من جهته مدير الموارد المائية للولاية السيد صافي رابح. وبعين المكان أمر وزير الموارد المائية بتحسين خدمة التزويد بمياه الشرب لصالح سكان 16 بلدية لم تستفد لحد الآن من مياه سد بني هارون وذلك قبل الصيف المقبل مشددا بالمناسبة على ضرورة ربط كل البلديات والمشاتي التي ما زالت تعاني نقصا في المياه من سد بني هارون الواقع بولاية ميلة مبديا "رفضه لأي تزويد انطلاقا من سد تابلوط بجيجل" والذي قال أن" له ظروفه واهتماماته" الواجب احترامها. وبنفس المحطة شدد الوزير على وجوب التكفل بجانب التكوين للإطارات الجزائرية التي سيكون عليها سنة 2017 التكفل بتسيير المحطة بدلا عن المتعامل الأجنبي الفرنسي الذي سينتهي عقده- حينها - بعد عشر سنوات من التسيير. وتحدث الوزير بعين المكان أيضا عن مشروع دراسة جارية لتأمين هذه المنشأة في حالة توقف المحطتين الفريدتين العاملتين حاليا. وسيضمن هذا النظام البديل استمرار التكفل بضخ المياه بنسبة 40 في المائة من القدرات التي تضمنها المحطة حاليا. وسيمكن هذا النظام البديل كما أشار من جهته والي الولاية السيد عبد الرحمان كديد من تفادي أي تبعية للمحطة الحالية للضخ وضمان استمرار التزويد بمياه الشرب انطلاقا من السد. وفي تصريح أدلى بمقر الإذاعة الجزائرية من ميلة أعلن وزير الموارد المائية عن انطلاقة قريبة لمناقصة قصد إجراء دراسة لتحويل مياه سد بني هارون نحو بسكرة طبقا لقرارالحكومة. إثرها انتقل السيد نسيب إلى ولاية أم البواقي حيث أكد بأن ضخ مياه سد بني هارون (ميلة) نحو سد وركيس (جنوب عين فكرون) سيكون "يوم 5 جويلية المقبل". وذكر الوزير خلال معاينته لمحطة ضخ المياه نحو ولايتي أم البواقيوباتنة بأن سد بني هارون يمون 6 ملايين نسمة عبر ولايات كل من خنشلةوأم البواقيوباتنةوقسنطينة وميلة. وأوضح الوزير كذلك بأن هذه الإمدادات "ستسمح بتلبية احتياجات هذه الولايات على الأمدين المتوسط والبعيد فضلا عن سقي 40 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية بولايتي أم البواقيوباتنة". وتلقى السيد نسيب عرضا من مسؤولي الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات قبل الاستماع إلى معطيات حول قطاع الموارد المائية بولاية أم البواقي التي يبلغ بها معدل الربط بشبكة مياه الشرب 98 بالمائة وشبكة التطهير ب97 بالمائة. واختتم الوزير زيارته بمعاينة محطة الضخ للخط الاستعجالي نحو ولاية باتنة.