أكد عبد القادر بن صالح، لدى افتتاحه أشغال الدورة العادية الثالثة للمجلس الوطني، أن حالة الشك التي عرفها الحزب في مرحلة معينة أصبحت من الماضي، مؤكدا انتقاله إلى حالة من الثقة واليقين، وتحقق ذلك حسبه «في وقت راهنت فيه أطراف معروفة بعدائها لحزبنا على دخول التجمع نفق الفوضى والتفكك». وقال أن «الأرندي لم يسجل عليه التاريخ يوما أنه أدار ظهره للشعب أو مارس ابتزازا لمؤسسات دولته»، مشيرا أنه طلع من نضالات أبناء الجزائر ضد الإرهاب وخطابته الظلامية. ورأى بن صالح الساحة السياسية تشهد تجاذبات سياسية بين من يسعى لتعزيز مكاسب الاستقرار والتنمية وبين من يرمي إلى زرع بذور الشك وسط المواطنين، وجدد موقف الحزب المستند إلى الحوار والاحتكام للعقل للحفاظ على المكتسبات وتعزيز الممارسة الديمقراطية والحريات. وأوضح أن المؤسسات المنتخبة تعد الأكثر تناسبا للتشاور والتنسيق والتعبير، لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة، مضيفا «أن اللجوء إلى الشارع يمثل خيار العاجزين عن إقناع الشعب بخياراتهم وطروحاتهم». ورد بن صالح إساءة سعيد سعدي للرئيسين الأسبقين أحمد بن بلة وعلي كافي، بالقول «إن ما نشهده هذه الأيام من سلوك خارج المعايير السياسية هو انزلاق سياسي خطير وصل للأسف إلى حد المجاهرة بالإساءة للدولة ولرمزها ولقادتها التاريخيين». وجدد استعداده للانخراط في أي مبادرة سياسية تهدف على خدمة البلاد وتعزيز استقرارها، مؤكدا أن الأرندي لا يتعاطى مع الأشياء بازدواجية المعايير ويعمل على دعم برنامج الرئيس والإصلاحات العميقة التي قام بها ولازالت متواصلة. وعاد إلى تأكيد الرئيس خلال الاجتماع الوزاري الأخير استكمال ورشة تعديل الدستور في الأشهر المقبلة، معتبرا الوثيقة الدستورية بمثابة انعكاس لطموح الشعب وليست في خدمة سلطة أو نظام مثلما سبق لرئيس الجمهورية وأن شدد عليه. وفيما يتعلق بالمستجدات الاقتصادية، عبر بن صالح، عن أمله في أن تكون أزمة تدني أسعار النفط ظرفية، وامتحانا للمؤسسات الوطنية لمراجعة سياساتها التسييرية، وكذا مناسبة للبحث عن صيغ عمل أكثر ملائمة لحماية القدرة الشرائية للمواطن وترقية الاستثمارات وتنويع مصادر دخل الخزينة العمومية. واستهجن الأمين العام للأرندي، الاستفزازات السياسية والإعلامية التي تصدر من بعض الأوساط المغربية التي تحاول جر الجزائر في موضوع الصحراء الغربية الذي يوجد بين أيدي الأممالمتحدة. كما أدان عبد القادر بن صالح الاعتداء الإرهابي الذي طال جريدة «شارلي إيبدو» الفرنسية. الرهانات القادمة تفرض عملا ميدانيا بعيدا عن الشعبوية وصف الأمين العام للأرندي، عبد القادر بن صالح، أمس، اجتماع المجلس الوطني للحزب بالناجح والمفيد، وشدد على تحويل النقاش الذي جرى داخل القاعة إلى عمل ميداني بعيدا عن الشعبوية والوعود الواهية. قال بن صالح، في كلمته الختامية، أن «أشغال الدورة الثالثة ميزها التدخلات المسؤولة والنقاشات الجادة في إطار الصراحة والشفافية»، ودعا من تم انتخابهم على مستوى هياكل الحزب مؤخرا إلى «إثبات جدارتهم بالمسؤولية وقدرتهم على تقديم قيمة مضافة على المستويين المحلي والمركزي». وأشار عبد القادر بن صالح، إلى أهمية عملية التجديد الهيكلي للهيئات المحلية للحزب بكونها كرست الثقافة الديمقراطية كخيار حتمي، معتبرا أنها كللت بالنجاح رغم الصعوبات التي عرفتها بعض الولايات، وأدت إلى الانتقال إلى النفس الثاني من جهوده في إعطاء للممارسة السياسية. لكنه طالب في المقابل من حصلوا على ثقة زملائهم إلى العمل أكثر من الكلام، لافتا «الثقة علمتنا أن كثيرا من المناضلين يسعون إلى نيل ثقة زملائهم دون المبادرة إلى ترجمتها إلى جهد نضالي». وأوضح أن «الظرف يتطلب تحرير المبادرات والاقتراب من نبض الشارع والدفاع عن صورة وسمعة الحزب والمساهمة في حل مشاكل المواطنين بالتنسيق مع المجالس المنتخبة». وتابع «رسالتي إلى المناضلين والمناضلات، هي تعميق الارتباط بالمواطن والحفاظ على حبل التواصل معه وبناء الثقة مع عبر الشعور بالمسؤولية وامتلاك الإرادة في التغيير نحو الأفضل». وينظر الأمين العام للأرندي، بتفاؤل كبير للمستقبل السياسي للحزب، استنادا الى النجاحات التي حققها من نشأته، مشددا على التفكير بجد في كسب الرهانات القادمة في المواعيد الانتخابية والولاء للدولة ومؤسساتها والمجتمع. وأكد العزم على مواصلة العمل لتعزيز مكانة التجمع الوطني الديمقراطي في الساحة السياسية ليظل رقما فاعلا في دعم التعددية والتنمية والمساهمة بقوة في مواصلة تطبيق برنامج الرئيس بوتفليقة، ومساندة مخطط عمل الحكومة. وطالب بن صالح بمواصلة العمل الجواري ومرافقة وتأطير المناضلين الجدد، حاثا على ضرورة تجاوز بعض المشاكل الظرفية التي تولدت عن عملية الهيكلة الأخيرة عبر توخي «مسلكية نضالية تهدف إلى الحفاظ على وحدة المناضلين وتذويب الخلافات مهما كان طابعها والاستعداد للمحطات الانتخابية المقبلة بدءا باقتراع التجديد النصفي لمجلس الأمة نهاية السنة الجارية».