ركز المتدخلون في الندوة العلمية التي نظمها منتدى "الشعب"، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حول "الإنجازات والابتكارات الرائدة للمركز الوطني للبحث العلمي في تقنيات التلحيم والمراقبة"، على الدور الذي يمكن أن يلعبه المركز في الدفع بعجلة الصناعة، لاسيما فيما تعلق بتزويدها بآخر التكنولوجيات التي تحتاجها، بحكم أنها أحد الأقطاب المهمّة في مجال التطور التكنولوجي والبحث العلمي من خلال طرح عدة نقاط أثرت النقاش. في هذا الإطار، أكد الدكتور مصطفى ياحي، مدير المركز الوطني للبحث العلمي في تقنيات التلحيم والمراقبة، في ردّ على أسئلة "الشعب"، أن مهام هذا القطب البحثي تتجاوز تسميته، بالنظر لما يقوم به في مجال تخصّصه على مختلف الأصعدة، سواء في الجانب التعاوني أو الاقتصادي، لاسيما الصناعي، مشيرا إلى أن هناك مرسوم على مستوى الوزارة الأولى لتغيير اسمه إلى مركز البحث في التكنولوجيات الصناعية. هناك تعاون مع الجامعات ومساهمات في التكوين في مجالات وتخصصات لا تتوفر عليها وكذا مع مؤسسات استراتيجية، على غرار وزارة الدفاع التي قطعت أشواط كبيرة في البحث العلمي، من بينها المدرسة العسكرية متعددة التقنيات، بالإضافة إلى وجود مصالح كبيرة استراتيجية بالتوجه نحو التصنيع، كما هو الحال بقسنطينة وتيارت، حتى أن مهندسي هذه المنشآت الصناعية استفادوا من تكوين بالمركز، وستكون مراقبة هذه الهياكل من اختصاص المركز. وحول التكوين المهني قال، إنه لا يندرج ضمن تخصصهم، رغم أن ذلك لا يمنع من تكوين بعض الكوادر في حال ما استدعت الضرورة، لكن هو رقم قليل مقارنة بتوجههم نحو مستوى التعليم العالي والبحث العلمي الذي هو تخصصهم واهتمامهم السامي، كاشفا عن مشروع فتح فروع لها بكل من الأغواط ووهران. وفي ردّ على سؤال ل "كنال ألجيري" حول التوجه نحو التصنيع وتحويل التكنولوجيا، أجاب ياحي بأن هذا يندرج في إطار الخيارات الاستراتيجية لضمان التنمية المستدامة، لاسيما بالنسبة للقطاع الصناعي، كون الجزائر هي الأخرى معنية بالتطور الذي يكلف الكثير من المليارات، وهو الأمر الذي يصطدم بحسبه بعدة عراقيل فيما يتعلق بتحويل التكنولوجيا، ما يجعل المركز يعتمد على نفسه في التحكم بالتكنولوجيات وهو الأمر الذي يحتاج لوقت طويل وعمل دؤوب، مشيرا إلى تسجيل تقدم في هذا المجال وتحقيق أشواط كبيرة والنتائج مطمئنة. تحويل التكنولوجيا يبدأ من التحكم فيها وإتقانها في المقابل، قال مدير المركز الوطني للبحث العلمي في تقنيات التلحيم والمراقبة، إن هناك طرقا أخرى لتحويل التكنولوجيا من خلال التكوين في إطار قاعدة "رابح - رابح" من خلال تكوين بعض الأجانب في المركز ما يشكل إضافة حقيقية ويسمح باكتساب تقنيات جديدة، مؤكدا أن هناك جهود تبذل، لكن الطموح أكبر بالرغم من النقائص. ودعا ياحي وسائل الإعلام إلى إنصاف الباحثين الجزائريين، ونقل الجهود المبذولة في سبيل التحكم في التخصصات العلمية والتكنولوجية بما فيها تكوين خبراء وطنيين لتعويض الأجانب وتخفيض المصاريف المرصودة لهذا الغرض، ما سمح في هذا الإطار بتكوين 15 مهندسا خبيرا. وقد استفادت من خدماتهم حتى الشركات متعددة الجنسيات الناشطة بالجزائر، مشيرا أيضا إلى وجود تعاون مع الكفاءات الجزائرية المتواجدة بالخارج. وفي الجانب البيئي، الذي تطرقت إليه القناة الإذاعية الثانية في سؤال، تحدث مدير وحدة البحث على مستوى مركب الحجار بعنابة، صالح بوحوش، عن الجهود المبذولة في معالجة النفايات، لاسيما السائلة منها التي تضر بالمياه من خلال دراسة المسافة ومدة التلوث، حيث تم القيام بعدة نماذج وتحاليل، خاصة وأن التحديات الكامنة في هذا الإطار هي الاعتراف بالكفاءة من خلال تقييم الأخطاء عبر الاعتمادات انطلاقا من شهادة "إيزو 1700".