عرف الملتقى الدولي الذي نظم يوم أمس، بفندق الهيلتون بالعاصمة، تحت شعار «الروح الأولمبية والرياضة في خدمة ترقية المرأة»، حضورا مميزا لبطلات دوليات ومسؤولات قدمن عروضا عن تجربتهن المختلفة واقترحن الآليات، التي بإمكانها إعطاء دفع لمستوى الممارسة الرياضية النسوية. أكد وزير الرياضة محمد تهمي، الذي أشرف على افتتاح هذا اللقاء الهام، أن القانون الجديد للرياضة يفرض على الاتحاديات تمثيلا نسويا، وهذا ما يمثل حرص السلطات العمومية على ترقية عمل المرأة في المجال الرياضي، كما أن النتائج ملموسة على الواقع فيما يخص الرياضة النسوية الجزائرية. وقال الوزير: «خلال الألعاب المتوسطية الأخيرة التي جرت بمدينة ميرسين التركة كان عدد الميداليات التي فازت بها الفتيات أكبر من الذكور». وذكّر بالمناسبة أن الامكانيات ليست الشرط الأساسي للوصول إلى النتائج الكبيرة، لكن العزيمة التي بامكانها جعل الرياضي يتحدى ويبلغ مستويات كبيرة وخير مثال هو التتويج الأولمبي للبطلة نورية بنيدة مراح في سيدني عام 2000». وفي نفس المناسبة أشار الوزير أنه لا يمكن رؤية ترقية الرياضة النسوية من خلال انشاء نوادي نسوية، وانما رؤية شاملة لترقية الرياضة التي يمكننا بها رفع مستوى أداء الرياضيات. ومن جهتها، أشارت مونية مسلم وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، أن الرياضة المدرسية هي النواة الأساسية للممارسة الرياضية، حيث أن الجزائر اعتنت بهذا الجانب من خلال اكتشاف العديد من الرياضيات خلال ممارسة الرياضة في الوسط التربوي. وبالاضافة إلى ذلك تحدثت الوزيرة على دور الجمعيات النسوية في تحفيز الفتاة والمرأة على ممارسة الرياضة والسير على خطى بطلات كبيرات في الجزائر على غرار بوالمرقة وبطلات أخريات. وفي مداخلته أمام الحضور، أوضح مصطفى براف رئيس اللجنة الاولمبية الجزائرية أن ترقية ومشاركة المرأة في الرياضة هي في مقدمة الانشغالات للهيئة الأولمبية الدولية، هذه النقطة التي تعمل الهيئة الأولمبية الجزائرية على تجسيدها على أرض الواقع باعطاء اهتمام كبير للتمثيل النسوي في اللجنة الأولمبية وبذل مجهودات كبيرة لترقية الممارسة الرياضية النسوية. مواضيع الملتقى صبت في العمل الكبير الذي يقام من أجل توسيع رقعة الممارسة التسوية للرياضة والرفع من مستوى الأداء، بالرغم من العراقيل التي تجدها المرأة في العديد من الأحيان في كل أرجاء العالم. بوالمرقة.. مشكل الاهتمام الإعلامي من جهتها، تحدثت البطلة الأولمبية، ورئيسة لجنة المرأة والرياضة في اللجنة الأولمبية الجزائرية حسيبة بوالمرقة، عن تجربتها التي كان المنطلق فيها خلال اكتشافها من طرف ممرن في المدرسة و قالت: «الرياضة المدرسية هي المنطلق لاكتشاف الموهبة ثم يتواصل الطريق بالنسبة للفتاة بالعمل والظروف المناسبة لتطورها». كما تحدثت عن تحدياتها الكبيرة خلال العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، أين أهدت للجزائر اللقب الأولمبي في موعد برشلونة عام 1992. وأشارت بوالمرقة إلى مشكلة عدم اهتمام الإعلام بالرياضة النسوية من خلال إحصائيات عالمية، اين تهتم كل وسائل الاعلام بمتابعة منافسات الذكور التي تصل الى 93 بالمائة في بعض الاحصائيات .. وهذا ما يقلل من الاهتمام .. إلى جانب «اختفاء» الرياضية عن الساحة مباشرة بعد انتهاء مسيرتها الرياضية. والنقاط التي طرحتها البطلة الاولمبية الجزائرية كانت من عمق التجربة التي عاشتها على أعلى مستوى وتسعى حاليا إلى تقديم هذه الخبرة للأجيال الحالية من الرياضيات للسير على خطاها والوصول إلى أعلى هرم في ممارسة الرياضة. أكد أن قرار «الكاف» سيادي في ملف «كان 2017» يوم 8 أفريل تهمي: قدمنا صورة مميّزة في كأس «السوبر» الإفريقية على هامش حضور وزير الرياضة، محمد تهمي، بالملتقى الدولي حول الرياضة النسوية بالجزائر، تحدث لنا عن زيارة رئيس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، عيسى حياتو، حيث قال: «حديثنا مع حياتو انصب على كرة القدم بصفة عامة وأساليب تطويرها على المستوى القاري، ومكانة الجزائر في دعم هذه الرياضة». و في هذا الاطار، قال الوزير فيما يخص ترشح الجزائر لاحتضان دورة 2017 لكأس افريقيا للأمم: «الملف موجود طبعا على مستوى الكاف، وسيكون قرارا سياديا بالنسبة للدورة، يوم 8 أفريل القادم على مستوى الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم .. وهنا عندما نتكلم عن «ضغوط» و»لوبيات»، فإن أحسن حديث وهو الأهم في هذا الإطار هو أننا قدمنا صورة في التنظيم الجيد في نهائي كأس «السوبر» الإفريقي يوم السبت على الميدان، والمدرجات وخارج الملعب .. وكل الأمور تمت في روح رياضية عالية.. وهذه، هي الصورة التي نريدها، ونعمل على تجسيدها في كل مرة، في إطار الأخلاق الرياضية». قالوا عن الحدث بنيدة مراح (بطلة أولمبية):الإرادة هي الأساس نشكر اللجنة الأولمبية على هذه المبادرة التي تسمح للرياضيات تبادل الخبرات في مجال الرياضة النسوية، والمرأة هي عنصر أساسي في المجتمع .. ومن خلال المداخلات والنقاش نسعى إلى ترقية المستوى. وبالنسبة للنصائح التي نقدمها للجيل الجديد، أرى أن مداخلة وزير الرياضة كانت تسير في الاتجاه الذي رأيته وعشته، وهو أن المستوى العالي لا يتطلب الامكانيات فقط ، كوني عندما فزت باللقب الأولمبي لم أستفد من امكانيات ضخمة .. لكن الارادة الحديدية والطموحات الكبيرة التي تمكنت بفضلها من الوصول إلى المستوى الأولمبي وبرهنت على ما يمكن للمرأة الجزائرية الوصول اليه .. ووجدت المساعدة الضرورية من زوجي وهو مدربي في نفس الوقت.. واللقب كان مفخرة لأبي رحمه الله. ليديا نسيكيرا (رئيسة لجنة المرأة والرياضة في اللجنة الأولمبية الدولية) العمل الميداني مهم للغاية عمل كبير يقام بالجزائر فيما يخص ترقية الرياضة النسوية، خاصة في التمثيل النسوي في الاتحاديات الرياضية من خلال القانون.. وهذا أمر مهم لا يوجد في العديد من الدول واقول ان اللجة الاولمبية الدولية أرغمت على وجود 20 بالمائة من التمثيل النسوي في الهيئات المختلفة منذ 2005 .. والأمور تسير نحو الوصول الى ذلك .. وقد وصلت أوقيانوسيا إلى نسبة 18 بالمائة . وعلى هامش هذه الأرقام، فان المسيرات الرياضيات عليهن العمل في الميدان بصفة مستمرة للوصول الى الأهداف التي نرجوها جميعا لاعطاء دفع للرياضة النسوية في كل بلد وبالتالي في العالم . حضرت مباراة كأس السوبر الافريقي يوم السبت في تنظيم جيد بالبليدة، ذلك ان الاتحادية الجزائرية متعودة على مثل هذه المقابلات من ناحية التنظيم .. وبالنسبة لتنظيم كأس افريقيا 2017 المنافسة تجري بين 4 دول سبق لها تنظيم الدورة، والحظوظ متكافئة علينا انتظار قرار المكتب التنفيذي يوم 8 افريل القادم . مريم شيرني ميزوني (الفائزة بجائزة المرأة والرياضة – رئيسة لجنة المرأة والرياضة بتونس) مبادرات عديدة... أنا مرتاحة جدا بوجودي بالجزائر التي شاركت فيها للمرة الأولى في منافسة دولية على مستوى الرياضة المدرسية وتوجت بعدها بأول ميدالية دولية في السباحة خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975 .. نقوم في تونس بالعديد من المبادرات لترقية ممارسة الرياضة لدى المرأة من خلال دورات للرياضة النسوية، وملتقيات وتظاهرات مختلفة ستشمل هذه السنة 12 مدينة تونسية، أي منافسة في كل شهر لتوسيع الممارسة. صافية ميموني (طبيبة مختصة في الطب الداخلي والسكري): فوائد الرياضة على المجتمع قدمت الدكتورة الفوائد الكبيرة من ممارسة الرياضة في قولها: «الوقاية من الأمراض هي في مقدمة الفوائد التي تقدمها الممارسة الرياضية منها المتعلقة بأمراض القلب والسمنة.. وفي دراسة ميدانية خصت العديد من المدارس ظهر ان 94 بالمائة يمارون الرياضة بالمدرسة، و34 بالمائة منهم يمارسون الرياضة في الأندية و الجمعيات .. وأقول ان الرياضة والتربية عاملان مهمان في ترقية أسلوب الحياة «. راقية القصرة (بطلة بحرينية في ألعاب القوي): تجربتي إلى غاية أولمبياد بكين 2008 عرفت الممارسة الرياضية النسوية البحرينية قفزة نوعية منذ بداية الألفية الثالثة، بالنسبة لتجربتي الشخصية انخرطت ضمن الاتحاد البحريني لألعاب القوى في 2002، طورت مستواي بفضل المدرب الجزائري القدير نور الدين طاجين الذي قام بعمل كبير منذ 2003 الى غاية اعتزالي، حيث بلغت الدور نصف النهائي في اولمبياد بكين 2008 في اختصاصي. زبير كتفي (اختصاصي معتمد من اللجنة الأولمبية الدولية): أول دورة أولمبية شاركت فيها المرأة عام 1928 مكانة الرياضية النسوية هي اشكالية طرحت منذ القدم على المستوى العالمي، وأول مرة شاركت المرأة في الألعاب الأولمبية كانت خلال دورة 1928.. حيث مرت المشاركات عبر مراحل عديدة. ويمكن القول ان مبدأ العولمة أتى في أول الأمر في الميدان الرياضي من خلال الألعاب الأولمبية، قبل ان تهتم الميادين الأخرى بهذا الأمر لا سيما على مستوى الاقتصاد.