قطعت مشاريع الطرق في الجزائر خطى كبيرة حيث يسجل القطاع أكبر نسبة نمو منذ سنوات ويتطور من سنة الى أخرى من حيث الاحترافية في الانجاز واحترام آجال التسليم ولكن مع التغيرات المناخية في السنوات الماضية أصبحت الفيضانات والانهيارات الصخرية تعرقل السير الحسن لحركة المرور ما ينجر عنها خسائر اقتصادية كبيرة ويعكر الصفو الحسن لحياة المواطنين، وتتطلب المشاريع الحديثة تنصيب فرق طوارئ في المناطق الحساسة والخطيرة لتفعيل التدخلات وإنقاص مدة غلق الطرق . اشتكى المواطنون الذين يستعملون الطريق الوطني رقم واحد الرابط بين شمال وجنوب البلاد من كثرة المشاكل خاصة في الجزء الرابط بين البليدةوالمدية في محور الشفة التي تلتقي فيه عدة أنفاق مع وديان وكذا جبال صخرية شديدة الانحدار، وهو ما يتطلب إعادة النظر في مشاريع توسيع وحماية الطريق الذي كثرت مشاكله كثيرا. وزاد الانهيار الصخري العملاق الذي تسبب في غلق الطريق منذ ليلة السبت الماضي الى مشكل الثلوج التي تتساقط على المنطقة والتي لا طالما أغلقت الطريق في وجه مستعملي الطريق الوطني رقم واحد الذي تعول عليه الجزائر لأن يكون محور القارة السمراء في إطار مشروع الطريق العابر للصحراء والذي يمتد الى العاصمة الاقتصادية لنيجيريا -لاغوس- وبالتالي فإجراءات القضاء على النقائص أكثر من ضروري لأن الطرق التي تضمن توزيع المنتجات الاقتصادية نحو المناطق الداخلية والبلدان المجاورة ستكلف المتعاملين الاقتصاديين هذه الأيام خسائر كبيرة وتكون أكبر في حال اعتماد الجزائر كبوابة لإفريقيا لتسويق منتجاتها نحو الدول الإفريقية وبالتالي فالطريق في عدة أجزاء منه يجب إعادة النظر فيه من خلال إجراء تحسينات ودراسات لتفادي كوارث مستقبلية وخسارة للأموال والوقت. وتحتاج منطقة الشفة الى مشاريع عملاقة للتقليل من الانهيارات الصخرية التي لم تمنعها الأسيجة المانعة لسقوط الحجارة والصخور من الجبال المتاخمة للطريق لأن الجبال تحتاج الى أكثر من وضعا سياج لا يقوم قوة الصخر لأن الجبال الشديدة الانحدار تستقبل سنويا كميات هامة من الأمطار والثلوج وتعتبر منابع لشلالات منهمرة على مدار السنة وبالتالي فالانهيارات الصخرية مرتقبة في كل لحظة بالنظر للعوامل الطبيعية التي تساعد على ذلك وبالتالي فتوقيف الانهيارات يمكن أن يكون باستعمال المتفجرات أو انشاء جدر إسمنتية قوية. ويعكس انشاء النفقين على مستوى واحد مع واد الشفة أكثر من سؤال لأن أرضية الأنفاق يمكن أن تتضرر مع وجود المياه مع مرور كما أن الاستعمال المفرط للطريق وانعدام بدائل جانبية يؤكد النقائص التي تعاني منها الطرق الجزائرية في ظل التطورات المناخية الغريبة التي يعرفها العالم. ومن النقائص التي يعانيها الطريق الوطني رقم واحد هو الجسور التي لم تعد تواكب عدد المركبات التي تمر عليه والملاحظ لمشروع الطريق السيار شرق-غرب في مقطع واد جر - الطريق الوطني رقم 4 - من خلال انشاء الجسور العملاقة التي أكدت فعلا انشاء الطريق السيار على مقاييس عالمية وهي التجربة التي قد تفتح مشاكل الطريق الوطني رقم واحد الذي تزداد أهميته أكثر فأكثر خاصة في فيضانات غرداية أين تم نقل معظم البيوت الجاهزة عبر هذا الطريف البري بالإضافة الى المساعدات التي انطلقت من الشمال-العاصمة- خاصة. وما يزيد في متاعب الطريق الوطني رقم 1 هو ضيق المساحات المخصصة للتوقف التي كانت وراء الكثير من حوادث المرور وتعطيل السير الحسن لحركة السيارات لأن المنطقة سياحية ولم توفر السلطات أماكن للتوقف والتنزه. ووجد أصحاب سيارات الأجرة حسب شهود عيان غرضهم في المواطن حيث تضاعفت أجرة الذهاب من العاصمة الى المدية بمرتين من 150 الى 300 دينار واضطر المسافرون من البليدة الى المدية من دفع 200 دينار بدلا من 70 دينارا وهذا بعد المرور على بومدفع أو خميس مليانة. وفي انتظار فتح الطريق الوطني رقم واحد تبقى الأشغال العمومية في الجزائرية بحاجة الى إعادة النظر في الكثير من الأجزاء الحساسة والتي مستقبلا لا يمكن تجاهل أخطارها وتأثيراتها على السير الحسن للاقتصاد والتنمية. ------------------------------------------------------------------------