يصوت السودانيون، اليوم، في انتخابات عامة لاختيار رئيس وبرلمان في استحقاق يرشح أن يكون فيه الرئيس عمر حسن البشير الاكثر حظّا للظفر به حيث سيسمح له بتمديد حكمه الذي دام 25 عاما فيما تقاطعه أبرز الأحزاب المعارضة. وسيتوجه حوالي 13 مليون ناخب سوداني إلى مكاتب الاقتراع في عملية ستستغرق 3 أيام يجمع المراقبون على أن تشكل فرصة «شبه مؤكدة» أمام الرئيس المنتهية عهدته عمر البشير لتمديد حكمه في ظل غياب أقوى الأحزاب المعارضة التي أعلنت معظمها مبكرا مقاطعتها لهذا الإستحقاق. ومن المقرر أن تشهد الانتخابات العامة منافسة 15 مرشحا على كرسي الرئاسة و415 مرشح آخر على مقاعد البرلمان ممثلين ل 44 حزبا أبرزها المؤتمر الوطني الحاكم وحزب «الاتحادي الديمقراطي» بزعامة محمد عثمان الميرغيني. المعارضة تدعو إلى المقاطعة دخل السودان مرحلة الصمت الانتخابي يومي السبت والأحد لتبدأ عمليات الاقتراع اليوم على الساعة الثامنة صباحا (بالتوقيت المحلي). وأعلنت المفوضية القومية للانتخابات في السودان أن» 235 منظمة منها 25 دولية ستراقب الانتخابات الرئاسية والتشريعية» مؤكدة «اكتمال كافة الترتيبات» لبدء عملية الاقتراع ، وأشارت إلى أن الحملة الإنتخابية مرت ب»هدوء وبسلام». ومن المقرر أن يصوت المقيمون في الخارج أيام 18 و19 و20 أفريل الجاري فيما تنطلق عمليات فرز الأصوات يوم 16 من نفس الشهر أما اعلان النتائج سيتم بصورتها النهائية يوم 27 أفريل الجاري لتعقبها فترة ثلاثة أسابيع للطعون ومن ثم الاعتماد النهائي لها حسب المفوضية. وتجري الانتخابات وسط جدل واسع بين القوى الفاعلة حول السياق الذي تجري فيه وما ستفرزه على مستقبل أوضاع البلاد وسط استمرار النزاعات المسلحة والإضطراب السياسي ومصاعب اقتصادية واحتقان اجتماعي. وفي هذه الأثناء شرعت القوى السياسية المعارضة الموقعة على وثيقة «نداء السودان» في اعتصام مفتوح في إطار حملتها للمقاطعة التي طرحتها إلى جانب المعارضة المسلحة لمقاطعة الانتخابات. وأكدت القوى المعارضة أن «الحملة ستتواصل خلال الفترة المقبلة حتى بعد انقضاء الانتخابات» والتي قالت بأنها «محسومة لصالح حزب المؤتمر الوطني الحاكم». وفي اعتصام نظمته المعارضة السياسية أكدت نائبة رئيس حزب»الأمة» مريم المهدي مخاطبة القوى الموقعة على وثيقة «نداء السودان» على أن هذه الانتخابات»لا تعني غير الحزب الحاكم» وشددت على أن استمرار النظام في السلطة «يمثل أكبر تحدي». وقالت المهدي إن المعارضة «دخلت في شراكة حقيقية مع منظمات المجتمع المدني لتطوير برامج سودان المستقبل». من جهتها صعدت المعارضة المسلحة المنضوية تحت لواء «الجبهة الثورية»عملياتها العسكرية على جبهات القتال بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان «لافشال الانتخابات». وبالتزامن مع الحملة المضادة للانتخابات دعا نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم إبراهيم غندور أنصار حزبه وكل أفراد الشعب للتوجه لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات. وقال غندور إن الحكومة الحالية «ستستمر حتى يؤدي الرئيس المنتخب القسم» مؤكدا حرص المؤتمر الوطني على إدارة عملية انتخابية» شفافة» و»حرة» و»نزيهة». ويرى المراقبون أنه في ظل عزوف الشباب عن متابعة الشأن السياسي فإن التفكير في لقمة العيش يبدو القاسم المشترك بين جميع الفئات على اختلاف ميولهم الفكرية وتوجهاتهم في بلد ارتفعت فيه نسبة البطالة إلى 18.8% ولا سيما في أوساط الشباب دون ال25 عاما والذين يشكلون أكثر من نصف عدد السكان.