أظهرت نتائج فرز جزئي للانتخابات في السودان في بعض الدوائر داخل وخارج البلاد تقدم الرئيس عمر حسن البشير، وفق ما نقلته مصادر إعلامية عن المفوضية القومية للانتخابات. في حين تحدثت المعارضة عن عمليات تزوير واسعة شابت عملية الاقتراع، مشيرة إلى أنها لن تقبل بنتائج فوز الحزب الحاكم طبقا للنتائج الأولية -التي نشرتها أسوشيتد برس- فإن البشير حصل في الانتخابات الرئاسية على نسبة تتراوح مابين 88% و94 % من الأصوات في بعض الولايات داخل السودان وفي الخارج. ومن المتوقع أن تعلن النتائج النهائية للاقتراع بعد غد الثلاثاء، في حين ستظهر النتائج الأولية ابتداء من اليوم، بينما تواصل المفوضية القومية للانتخابات عمليات فرز أصوات الناخبين.
ويتوقع على نطاق واسع فوز البشير بفترة رئاسية جديدة، لكن ترى وكالة أسوشيتد برس أن ما رافق عملية الاقتراع من مشاكل وتوتر بما في ذلك انسحاب أقوى منافسيه واتهامات أحزاب معارضة للسلطات بالتزوير ربما يطرح تساؤلات عن شرعية فوز البشير. ومع بدء ظهور النتائج التي تشير إلى تقدم حزب المؤتمر الوطني الحاكم ومرشحه للرئاسة الرئيس عمر البشير، تحدثت المعارضة السودانية أمس عن أعمال تزوير واسعة جرت في أول انتخابات تعددية تنافسية يشهدها السودان منذ 24 عاما، وأكدت أنها لن تقبل أبدا تلك النتائج.
وكانت أحزاب معارضة قاطعت الانتخابات الرئاسية والتشريعية والولائية حتى قبل بداية الانتخابات واتهمت حزب المؤتمر الوطني بمحاولة تزوير الاقتراع. لكن الأحزاب التي شاركت في الانتخابات، التي توصف بالمعقدة، قالت إن التقارير الأولية عن نتائج الانتخابات من ممثلي الأحزاب المراقبين للإحصاء كانت أبعد من أن تصدق. من جهتها، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات بالسودان أن الانتخابات العامة السودانية التي اختتمت أول أمس كانت تحولا مهما وتنفيذا لاستحقاق مهم من بنود اتفاق السلام الشامل بين شمال وجنوب السودان. وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي، فيرونيك دوكيسير، في مؤتمر صحفي بالخرطوم إنه رغم ما شاب العملية من أخطاء فنية وإدارية وصعوبات لوجستية وشكاوى من عمليات تزوير، إلا أن هذه الانتخابات كانت حدثا مهما ومفصليا”. للتذكير، كان الاتحاد الإفريقي أشاد من جانبه بالانتخابات السودانية وأكد أنها ”تشكل علامة جوهرية فارقة نحو التحول الديمقراطي في السودان”.