إقترب موعد الإنتخابات الرئاسية وبدأ العد التنازلي لإنطلاق الحملة الإنتخابية لهذا الحدث السياسي الهام، أمام حالة الترقب الشديدة لإستدعاء الهيئة الناخبة وجو الإثارة الذي يطبع عملية إعلان المرشحين لولوج المنافسة بصورة رسمية، وبالموازاة مع ذلك ما زالت الإدارة تضاعف من جهودها، ومكاتبها تشهد حركية وإقبالا واسعا، في خضم مراجعة القوائم الإنتخابية وسحب قسيمات إكتتاب جمع التوقيعات، مع تسجيل إنطلاق عدد معتبر من التشكيلات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في حملات تحسيسية قوية ومكثفة لإستمالة الناخب الجزائري الى صناديق الإقتراع، ورفع تحد المشاركة الواسعة في سباق الرئاسيات. لا يفصلنا عن الإستحقاق الرئاسي المقرر في شهر أفريل 2009 سوى ثماني أسابيع، مع اشتداد قوة الحراك السياسي في الحياة الوطنية، ولغاية اليوم تم إعلان ترشح 18 متنافسا ممن قاموا بسحب إستمارات الترشح، يتصدرهم موسى تواتي الذي ما زال لم يكشف بعد عن برنامجه الإنتخابي، وإن كان تواتي قد أفصح عن تخوفه من ضعف الإقبال على صناديق الإقتراع، غير أن الجهود مركزة لتفادي إحجام المواطن عن الإنتخاب تحت ظل حملات التحسيس التي يقوم بها جميع الفاعلين يتصدرهم وزارة الداخلية إلى جانب التشكيلات السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، وكان وزير الدولة وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني قد أعلن مؤخرا عن إعادة تسجيل نحو 5,1 مليون مواطن في ظل عملية تحيين القوائم الإنتخابية، ويتعلق الأمر بجميع الناخبين الذين استفادوا من سكنات منذ سنة 2000 وغيروا عناوينهم، فيما أكد في نفس المقام عن إعادة تصحيح نحو 650 ألف عائلة، أخطأ في تسجيلها. والرهان المشترك المرفوع اليوم وقبيل المنافسة السياسية الهامة يتمثل في تقوية التحسيس بمشاركة الناخبين، وأداء واجبهم الإنتخابي، في ظل تطلع الجزائر نحو تعزيز بناء الصرح المؤسساتي وتفعيل الديمقراطية . وإن كانت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال والتي شرع حزبها في جمع توقيعات ترشحها ما زالت تفضل إرجاء تأكيد ترشحها رسميا إلى غاية الساعات الأخيرة من انقضاء آجال الترشح القانونية، فإن عملية جمع التوقيعات حسب ما صرح به قياديوها تسير بوتيرة جد متقدمة، قدرت بالنصف حيث تم تسطير نحو 195 ألف توقيع. ومن جهتها تشكيلات التحالف الرئاسي سرعت من وتيرة تحضيراتها لتنظيم حملة إنتخابية قوية بعد دعوتها رئيس الجمهورية إلى الترشح إلى عهدة رئاسية جديدة، ويرتقب أن يتم فتح نحو 3000 مداومة عبر كامل التراب الوطني لدعم ومساندة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إذا قرر الترشح، خلال بحر هذا الأسبوع. ويتم التنسيق بشكل كبير بين أحزاب التحالف الرئاسي وثمان تنظيمات وطنية فاعلة في الحياة الوطنية، إلى جانب 26 جمعية وطنية، لتفعيل عمله على مستوى العديد من الأصعدة، فإلى جانب حشد الدعم لمساندة الرئيس، ترفع هذه الأخيرة تحدي تحسيس الناخبين بأهمية الإقتراع حتى يرفع من نسبة المشاركة ويساهم في ترقية الفعل الديمقراطي.